يا ليلة العيد أنستيهم.. الفرحة فى دار المسنين بطعم زمان.. كحك وزينة ولبس جديد.. الحاجة نعيمة بتفرفش الدار بخفة دمها وأغانيها.. وحكاية نجاة الجدة والأم التى تركت منزلها للأحفاد ليتزوجوا فيه وفضلت الدار

الإثنين، 03 يونيو 2019 02:00 م
يا ليلة العيد أنستيهم.. الفرحة فى دار المسنين بطعم زمان.. كحك وزينة ولبس جديد.. الحاجة نعيمة بتفرفش الدار بخفة دمها وأغانيها.. وحكاية نجاة الجدة والأم التى تركت منزلها للأحفاد ليتزوجوا فيه وفضلت الدار العيد فى دار المسنين
نهير عبد النبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"يا كحك العيد يا بسكـويت يا شرباتات فى الكوبايـات"،  بصوتهن العذب وعجين الكحك ورائحته وملامح وجههن التى رسمت حكايات شقاء وتعب، خلقن أجواء العيد و البهجة والسرور فى بيتهن الجديد "دارالمسنين".

عمل كحك العيد
عمل كحك العيد

تحت سقف واحد حكايات وروايات أجداد تخطين سن التسعين ومنهن تحت سن الأربعين، ففى بيت واحد تعيش من تركت بيتها وحياتها بسبب قلة الحيلة ومعاملة أبنائها السيئة لها، وأخرى بلا مأوى فكان بيتها هو رصيف تحت كوبرى فى أحد الشوارع، وكان ذلك البيت هو الجنة التى جمعت حكايات سيدات من محافظات مختلفة .

العيد فرحة
العيد فرحة

لم تشعر واحدة منهن بالغربة والوحدة فى ذلك البيت وعشن سويا وكأنهن أهل وصديقات، وبأيديهن المرسوم عليها حكايات زمن فات صنعن كحك العيد بأشكال زمان وروائح بيوت الأجداد.

عاش اليوم السابع يوم كامل مع المسنات واحتفل معهم بمظاهر العيد وصنع "الكحك"، وذلك فى دار"معانا لإنقاذ إنسان"، والتى قام صاحبها المهندس محمود وحيد بجمع المسنين والمشردين من الشوارع وهيأ لهم بيت هادئ وجو اسرى مبهج ووفر لهم كل سبل الراحة.

الحاجة نجاة الجدة والأم والقائد فى الدار
 

ملامحها الصعيدية الحادة روت حكايتها دون أن تتحدث، فهى من السيدات "الشقيانة" ، عملت وكافحت حتى زوجت ابنائها وضحت بثمار تعبها ومنزلها الوحيد لأحفادها كى يتزوجوا ويعيشوا فيه ، وكما يقولون فهى تركت لهم "الجمل بما حمل"، وبحثت عن دار مسنين لتكمل باقى حياتها فيه.

 تبلغ الحاجة نجاة 90 عاما ولكن شباب قلبها وروحها الحلوة تجعلك تشعر انها فتاة فى العشرينات صعيدية بمائة راجل، فهى القائد فى الدار وهى الام والجدة لهن.

 

قامت الحاجة نجاة بدور الام فى الدار وكانت هى الشيف والمشرف على إعداد كحك العيد على الطريقة الصعيدية بالسمنة البلدى والعجوة، كما انها خلقت أجواء من البهجة فى الدار والضحك والهزار معا، وطمأنت قلوبهم بالدعوات الجميلة وقت الأذان.
 

وقالت الحاجة نجاة لـ "اليوم السابع"، احنا بنعمل كحك العيد وسعداءجدا ،حسا نفسى إنى فى بيتنا وافتكرت كل ذكرياتنا زمان، فرحانة بالدار والناس هنا كلهم كويسين، زمان كنت بعمل أحلى اشكال للكحك ، ويوم العيد الصبح لازم محلب البهايم ونشرب اللبن الصبح ، سرحت الحاجة نجاة قليلا ثم قالت" فكرتينى بالأيام الحلوة والعز ولمة العيلة".

"اما نعيمة"فرفوشة الدار
 

"أما نعيمة نعمين.. خلى عليوة يكلمنى "، هى الأغنية التى ترددها الحاجة نعيمة دائما، و هى المطربة الفرفوشة فى المكان كما لقبوها، وواحدة من جميلات الدار التى عاشت رحلة قاسية مع الحياة،  لم تتذكر الكثير منها ولكنها تعرف جيدا مكان ولادتها فى محافظة المنوفية، على الرغم أنها كفيفة ولم تستطع الحركة، إلا أنها تعرف جيدا من يجلس بجانبها قبل أن يتحدث معها.

درا المسنين
درا المسنين

"أما نعيمة"، هو الاسم الذى ينادونها به دائما، فمن على مقعدها استطاعت أن تخلق لهم جو مرح وسعادة، وكان دورها فى اليوم هو الغناء بصوتها الرقيق الذى يشبه أميرات الزمن الجميل.


 

الحاجة سميرة أم عيون حلوة
 

" عيون عسلية ملونة وشعر بنى ناعم"، فيبدو على ملامحها الغربية أنها من جميلات عصرها، لم نستطع أن نعرف حكايتها بسبب إصابتها بمرض الشلل الرعاش ولكن السعادة كانت ظاهرة على ملامح وجهها وعيونها اللامعة، عبرت عن فرحتها بالعيد معهم بالغناء ونقش الكحك بطريقتها القديمة المختلفة.

كحك العيد
كحك العيد

"وانا بعمل الكحك حسيت انى رجعت لأيام زمان "، هو ما وصفت به الحاجة سميرة شعورها بأجواء العيد فى الدار وسعادتها بزيارتنا لها.

 

"رجعنا 40 سنة لورا"، هى الجملة التى اتفقت عليها نزيلات الدار فصنع الكحك ونقشه وتسويته وتزيين البيت وترتيب ملابس العيد، جميعها أجواء ذكرتهن بالماضى وحكايتهن مع الأهل والأصدقاء، ولكنهن أيضا سعداء بمكانهن الجديد والصحبة التى جمعتهن من محافظات مختلفة.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة