أصبحت جبال الهيمالايا مقبرة للمتسلقين الذين يغامرون بحياتهم من أجل ينالوا شرف تسلق أعلى قمم جبلية فى العالم، فحتى الآن وصل عدد الضحايا إلى 11 حالة خلال الموسم الحالى الذى بدأ أبريل الماضى.
8 متسلقين مفقودين من جنسيات متعددة
السبت الماضى، أرسلت السلطات الهندية فريق إنقاذ للبحث عن 8 متسلقين حاولوا تسلق ثانى أعلى قمة جبلية بالهند بعد تأخرهم بالعودة إلى مخيمهم.
ووفقا لوكالة "رويترز" عن مسؤولين هنديين قولهم، إنه تم إرسال فريق إنقاذ للبحث عن ثمانية متسلقين كانوا يحاولون تسلق جبل داندا ديفى ثانى أعلى قمة جبلية بالهند، لكن يعتقد أنهم تعرضوا لانهيار جليدى كبير.
وذكر فيجاى كومار جوجداندا، أكبر مسؤول للحكومة بمنطقة بيثوراجار فى ولاية أوتار كاند الجبلية، أن البحث بدأ السبت عندما تخلف المتسلقون عن العودة لمخيمهم، مشيرا إلى أن البحث قد يستغرق أياما للوصول إلى المنطقة التى يعتقد أنها كانت آخر محطاتهم.
سلسلة جبال الهملايا
وقال سانجاى جونجيال، المفتش العام للشرطة بقوة التحرك السريع فى أوتار كاند فى تصريح لرويترز، إن متسلقين آخرين بالمجموعة كانوا قد عادوا فى وقت سابق وأبلغوا المسؤولين أن رفاقهم لم يعودوا لقاعدتهم وفقا للبرنامج، ويتعذر على طائرات الهليكوبتر التى تشارك فى البحث الهبوط فى أى موقع بالمنطقة المعنية لوعورة التضاريس.
وكشف المسؤولون أن من بين المفقودين متسلقين من بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا والهند، والمنطقة التى فقد فيها المتسلقون تقع ضمن الجزء الهندى من مرتفعات الهيمالايا، ويقع الحادث قرب نهاية موسم التسلق الذى شهد حوادث وفاة متزايدة على نحو خاص هذا العام.
ممر الموت على قمة ايفرست
وفاة هنديان وفقدان متسلق من تشيلى
هذا الحادث ليس الأول هذا الموسم، فسبقه حادث آخر منتصف مايو الماضى حينما أعلن منظم بعثة استكشافية بجبل (كانتشينجونجا) فى نيبال وفاة متسلقين هنديين اثنين، خلال محاولة إنقاذهما، فضلا عن فقدان مستلق آخر تشيلى الجنسية.
وقال منظم الرحلة فى تصريحات لموقع abc news الأمريكى، (إيه بى سى نيوز)، إن أحد المتسلقين الهنديين شعر بالإعياء الشديد عند وصوله إلى قمة أعلى ثالث جبل فى العالم، بينما توفى الآخر عقب شعوره أيضا بالإعياء الشديد قبل بلوغ قمة الجبل، موضحا أن مروحيات الإنقاذ حاولت سحب المتسلقين بهدف إسعافهما، إلا أنها لم تنجح بسبب المنحدر الجليدى الحاد وانخفاض مستوى الأكسجين، فيما تغيب متسلق تشيلى يدعى رودريجو فيفانكو فى محيط وفاة المتسلقين الهنديين.
جبال الهملايا
الأمريكى كريستوفر جون كوليش
حادث آخر وقعت تفاصيله خلال شهر مايو الماضى، عندما تم الإعلان عن وفاة المغامر الأمريكى كريستوفر جون كوليش، 61 عاما، ولقى حتفه خلال رحلة النزول من جبل إيفرست.
ووصل كوليش إلى قمة الجبل على ارتفاع 8848 مترا وعاد، مساء الاثنين ، إلى أعلى مخيّم في الموقع، لكن انتابه عارض قلبى وتوفّى في الجزء الجنوبى من الجبل.
الأمريكى كريستوفر
البريطانى روبين هاينز فيشر
من ضمن ضحايا تسلق جبال الهملايا المتسلق البريطانى "روبين هاينز فيشر" صاحب الـ44 عاما، الذى لقى مصرعه فى منطقة تعرف باسم (منطقة الموت) بسبب انخفاض مستوى الأكسجين فيها لدى هبوطه من القمة.
روبين هاينز فيشر
أسباب الوفاة أثناء التسلق أو النزول
وفقا لموقع stuff النيوزيلندى، فإن عدد الوفيات على جبل إيفرست إلى 307 حالة وفاة بعد موت 10 متسلقين بالقرب من قمته خلال الفترة الأخيرة، ويرجع هذا إلى الزحام والطوابير الطويلة من المتسلقين الذى من الممكن أن يقترب من 300 متسلق على ارتفاع شاهق.
أيضا من أسباب وفاة المتسلقين وجود منطقة الموت التى تقع على ارتفاع أكثر من 8 آلاف متر، حيث لا يتوفر الأكسجين بدرجة كافية فى الهواء، كذلك الموت نتيجة حوادث أو كوارث طبيعية، لأن المتسلقين يصبحوا مرهقين للغاية ومن الممكن أن يؤدى هذا إلى انهيار القوة البدنية عندما تتوقف الوظائف الحيوية بالجسم، بالإضافة إلى عدم تلقي بعض المتسلقين التدريب الكافي والمناسب لصعود الجبل، وأيضاً قلة الخبرة لدى بعضهم.
الموت أثناء التسلق
انتشار الجثث فى كل مكان
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، توفى 11 شخصاً هذا الموسم خلال تسلقهم لقمة إيفرست، ليصبح هذا العام رابع أكثر الأعوام دموية على الإطلاق للمتسلقين.
ونقل التقرير، شهادة عن الفنان إيليا سيكالى، الذى تسلق الجبل مع أول امرأة لبنانية تتسلق القمم السبعة فى العالم، جويس عزام، أنه رأى «موتاً ومذابح وفوضى».
ضحايا تسلق الهمالايا
وأضاف سيكالى: "لا أستطيع أن أصدق ما رأيته هناك، جثث الموتى كانت ملقاة على الطريق، أشخاص فقدوا الوعي وحاولت إفاقتهم ولكنهم ماتوا، المتسلقون يمشون فوق جثث الموتى، وبعضهم يقوم بدفعها من الجبل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة