عادل عصمت

معركة قطرية مصرية على الأراضي الفرنسية!!

الإثنين، 03 يونيو 2019 10:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صار في حكم الأكيد أن الدور الإعلامي والفكري والتوثيقي والمعلوماتي الذي لعبه عبد الرحيم علي في عاصمة النور (باريس) أتعب الدوحة وألمها، وكان له تأثيره وتفرده وتقاطعه أيضًا بشدة مع مصالح وأهداف ومرامى المخابرات القطرية حصرًا وتنظيم الإخوان الدولي الإرهابى علي وجه العموم.
 
حيث كشف عبد الرحيم علي حقيقة الأوضاع في مصر، وممارسات التنظيم الإرهابي وميليشياته بدقة وأرشفة علمية فريدة  ومنظمة وبطريقة يفهمها الغرب بمثقفيه ونشطائه، حيث قرر أن يتوقف وأن ينسلخ عن حوارنا العقيم الذي نتحدث فيه مع أنفسنا ونتحدث فيه لأنفسنا وأن يتجه للحوار مع الآخر الذي تحاول الجماعة التأثير فيه منفردة مستغلة غيابنا المدوي عن الإعلام العالمي والساحة الدولية وإصرارنا على أن نتجه إلى أنفسنا وفقط!!
 
قدم عبد الرحيم علي الحقائق الموضوعية لكل الجرائم التي قامت بها ميليشيات الإخوان والمخابرات القطرية وغيرها من أجهزة المخابرات التي توظف التنظيم الإرهابي وتستخدمه وتدعم ميليشيا الإرهاب وتسهر ليل نهار على إسقاط الدولة في مصر وانقسام الجيش تمهيدًا لانهياره وتشرذمه  وتلاشي وجوده باعتباره أهم وآخر الجيوش العربية في المنطقة، وهو ما يفيد حلفاء الدوحة بإسرائيل وفي إيران أيضًا ويحقق للدوحة حلمها المجنون بإسقاط كل الكبار في المنطقة (وخصوصًا بعد سقوط العراق وسوريا)  والذين يقفون حجر عثرة في نظر الدوحة والحيلولة دون أن تتحول (الصغيرة قطر) إلى (قطر الكبرى)، حيث يحول وجود مصر والسعودية حصرًا على وجه الخصوص دون تحقيق الحلم القطري المدمر.
 
ذهب عبد الرحيم علي إلى باريس وأقام الندوات والمحاورات وعرض المعلومات وتواصل مع الصحفيين والإعلاميين والكُتاب الفرنسيين كما أصدر الدوريات والكتب وتوسع في ترجمتها إلى الفرنسية والإنجليزية وغيرها .
 
ومن المعروف للجميع أن عبد الرحيم علي أساسًا ليس صحفيًا مصريًا عاديًا أو مجرد مهني تقليدي ينتمي إلى مهنة وصناعة الصحف، فهو معروف للجميع بأنه أحد أمهر من يستطيع القيام بالمهمة الفكرية في مواجهة تنظيم الإخوان الإرهابي.
 
كما أنه وبعيدًا عن المواجهة المسلحة، التي يقوم بها ضباطنا البواسل من الجيش والشرطة هو من أهم وأمهر من يقودون المعركة الفكرية ضد تيار الإسلام السياسي وقياداته الفكرية لأسباب يعرفها المثقفون المصريون  فلقد أفني الرجل عمره في ملف الحركات الإسلامية والإسلام الحركي والسلفية الجهادية من حيث النشأة والجذور ومرورًا بتوثيق وأرشفة كل ما قاموا به ونفذوه من عمليات فهو أهم المتخصصين في هذا الشأن، ناهيك عن كونه أصلاً مثقفًا مصريًا مُعاديًا منذ نشأته لتيار الإسلام السياسي ويعرف جذريًا أفكاره ومراميه وأهدافه ومنطلقاته وتاريخه عن دراسة ووعي كاملين فهو ابن التيار اليساري المصري وهو أحد أهم أبناء ذلك التيار النادرين الذين استوعبوا أيضًا كل التراث الليبرالي وأدركوا مبكرًا الفرق بين الليبرالية والرأسمالية ففصلوها عنها فجمع بين الحسنيين، ميوله اليسارية وانفتاحه الليبرالي وقدرة لا نهائية علي القراءة والبحث والتحري والإصرار والتمرس علي المعارك الفكرية الطويلة، فهو صعيدي بالأساس ويتصف بكل ما تتصف به الصعايدة من جلد وصبر ورجولة ودأب وإصرار وثبات علي المبدأ وعناد أيضًا. 
 
وأعتقد أن خطوة تأسيس مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس وذهاب عبد الرحيم علي إلى قلب أوروبا كان له في نظر الإخوان ونظر الدوحة بالغ الخطر، وما كانوا سيقفون صامتين أمام صحفي محترف خبرة ومثقف مصري مضاد لكل تاريخ الإخوان منذ نشأتهم ويعرف كل تاريخ جرائمهم وكل ما قاموا به من أدوار مضادة للحركة الوطنية المصرية، كما كان من الطبيعي أن يصعدوا ضده في الخارج ويوظفون عملاء لهم وسحبه إلى ساحات المحاكم الجنائية، هناك أمل في إدانته بأي شكل وتمهيدًا لإقصائه من هناك وعدم محاولته مرة أخرى الدخول إلى العاصمة الأوروبية العتيدة والتوقف فورًا عن فضح التنظيم الارهابي وفضح ممارسات الدوحة وغيرها.
 
فبدأوا يصعدون الحملة ضد "عبد الرحيم على" في فرنسا واستخدموا "منظمة عدالة وحقوق بلا حدود" لإقامة دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية ضده بتهمة غريبة وهي دعم النظام المصري.
 
صعّد رجال قطر، الراعي الرسمي لتنظيم الاخوان الدولي وقياداته الكبرى، من حملتهم الممنهجة ضد عبد الرحيم علي باعتباره رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس.
 
وأقامت  على الفور  منظمة "عدالة وحقوق بلا حدود"، التي يترأسها الفرنسي فرانسوا دوروش رئيس الاتحاد الوطني للأطباء الفيدراليين في فرنسا، دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الفرنسية، ضد عبد الرحيم علي بصفته الشخصية والاعتبارية كرئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير موقع "المرجع" المتخصص في الإسلام الحركي الذي يفضح كل تاريخ وممارسات الإخوان .
جاءت هذه الخطوة ردًا على رفض عبد الرحيم علي، لتصريحات دوروش، التي تدافع عن جماعة الإخوان وتوجه انتقادات لمصر والرئيس السيسي.
وفجأه بات الفرنسي دوروش ضيفًا دائمًا على كل فضائيات الإخوان في تركيا خلال الأشهر القليلة الماضية، كما راح يستغل منظمته الحقوقية للهجوم على مصر والترويج لمعلومات مغلوطة تخدم اهداف الجماعات الإرهابية وحلفائهم.
وكان موقع (المرجع) قد نشر تقريرًا عن "فرانسوا دوروش" بعد استضافة الإعلامي الإخواني، محمد ناصر، له للتعليق على أحكام القضاء الصادرة بحق عدد من المتهمين باغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام المصري السابق، هاجم فيه دوروش حليف الدوحة القضاء المصري والدولة المصرية واتهمهما بتلفيق الاتهامات.
 
كما حظي الفرنسي (دوروش) باهتمام وسائل الإعلام الموالية للتنظيم الدولي للإخوان في الآونة الأخيرة، وسلطوا الضوء على تصريحاته المؤيدة للنظام القطري كما أصبح ضيفًا مقيمًا على قناة "مكملين" التي تبث من تركيا، وأجرت معه مواقع صحفية إخوانية عديدة مقابلات صحفية، مثل موقع "عربي 21" وبوابة "الحرية والعدالة" وأفردت له مساحة كبيرة هاجم فيها الدول العربية خاصة مصر والإمارات والسعودية، ودافع خلالها عن أنصار الجماعة المتورطين في قضايا الإرهاب. 
 
وكان الفرنسي دوروش قد زار الدوحة وطالب من هناك الرباعي العربي بالتراجع عن قرار المقاطعة لقطر فورًا.  
 
ولكن ومع ثقتنا في عدالة القضاء الفرنسي إلا أننا لا يمكن أن ننظر إلى المعركة الحالية بوصفها معركة بين عبد الرحيم علي وفرانسوا دوروش، أو بين صحفي مصري وطبيب فرنسي، بل هي معركة  بين الدوحة والقاهرة ولكن علي الأراضي الفرنسية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة