محمد فودة

محمد فودة يكتب.. حسن الرداد.. نقطة ومن أول السطر

الإثنين، 03 يونيو 2019 04:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بقلم : محمد فودة

 
على الرغم من أن الأعمال الكوميدية تمثل أهم وأبرز المسلسلات التى تزين دائماً خريطة الأعمال الرمضانية وهو ما يجعل لها جمهورها الذى يحرص كل الحرص على متابعتها بشكل منتظم إلا أن حال الأعمال الكوميدية الذى أصبح "لا يسر عدو ولا حبيب" جعل المشاهد ينظر إلى الكثير من المسلسلات الكوميدية، وكأنها نوع من العقاب النفسى، فبدلاً من أن تساهم تلك المسلسلات فى خلق حالة من البهجة وأن ترسم الضحكة التى تخرج من القلوب فتريح الاعصاب وتنعش النفس فإنها تحولت وبقدرة قادر الى ما يشبه الكابوس حيث تكتظ بالكثير من "الإفيهات" شبه المعادة والمكررة والتى تتسم فى كثير من الأحيان بالسماجة والتفاهة والسطحية.
 
لقد استفزنى من بين المسلسلات الكوميدية التى تم عرضها فى الموسم الرمضانى هذا العام مسلسل "الزوجة رقم 18" بطولة الفنان حسن الرداد وذلك من فرط ما به من استظراف يصل إلى حد "ثقل الدم"، وكأن حسن الرداد لديه إصرار على مواصلة مشواره الذى بدأه منذ سنوات فى إفساد علاقة المشاهدين بالكوميديا فمسلسل "الزوجة رقم 18"  يجسد فيه دور صاحب شركة أزياء ومصمم ملابس متميز ولكنه "مزواج" ويدخل فى العديد من العلاقات الغرامية وتتعدد زيجاته حتى أن معظمها لا تستمر إلا  عدة ساعات قليلة وأحيانا ينسى أنه تزوج إحداهن حتى تأتى الزوجة رقم 18 وتجسدها الفنانة ناهد السباعى لتقلب حياته رأسا على عقب، إلى هنا فإن الأمر يبدو عادياً من الناحية الفنية، فالاقتباس وارد واخذ قصة عمل وتحويلها الى عمل اخر أمر ليس بجديد فقصة المسلسل هى نفس قصة فيلم الزوجة رقم 13 للفنان رشدى أباظة وشادية ولكن الشىء الغير عادى والغير مقبول على الاطلاق أن يتحول المسلسل الى ساحة لفرد العضلات الى جانب الأداء الكوميدى الباهت الذى اتسم به اداء حسن الراداد.
 
أما من الناحية الفنية فليس من المعقول أن تتحول ادوار جميع الفنانين المشاركين فيه إلى مجرد أدوار مساعدة للتخديم على الدور الذى يقوم به البطل حسن الرداد، لا لشىء سوى من أجل إرضاء غروره الفنى، حتى يقال عنه انه نجم الكوميديا الاول وهذا بالطبع لن يكون لأن للكوميديا نجومها الذين يحترمون عقول المشاهدين ويقدمون لهم كوميديا نظيفة بعيدة كل البعد عن الاسفاف فاستحقوا ان يكونوا فى الصدارة وان تصبح لهم مكانتهم المرموقة التى لا يختلف عليها أثنان.
 
لا أدرى إذا كان حسن الرداد يعلم انه يرتكب جريمة فى حق نفسه وفى حق الجماهير التى تنتظر ان تشاهد مسلسل كوميدى راقى فيفاجأوا بهذا التهريج أم لا .. 
اعتقد انه لو كان يعلم ذلك ومع ذلك  لديه اصرار على الاستمرار فى تقديم هذا النوع من الكوميديا الضعيفة فهذه مصيبة ويجب عليه أن يعيد التظر فى اختياراته بالكامل.. أما إذا لم يكن يعلم بذلك ويتعامل مع الأمر بشكل عفوى وتلقائى فالمصيبة اعظم لأنه فنان موهوب وكان ينبغى عليه أن يدقق كثيرا فى اى عمل يقوم ببطولته وان ينظر الى الأمر بشكل أكثر جدية.
 
ولأننى أحب حسن الرداد كفنان موهوب يمتلك مقومات النجومية فإننى أطالبه بأن تكون لديه وقفة مع النفس ويعيد خلالها ترتيب أوراقه من جديد ويتعامل مع الكوميديا بشكل مختلف، بمعنى أصح فإننى أطالبه بأن يضع نقطة ويبدأ من أول السطر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة