أكرم القصاص - علا الشافعي

"خلية الأمل" كشفت المستور.. كيف تسعى الإخوان لاستقطاب شخصيات من التيار المدنى واليسارى؟..الجماعة تستعين بهم لتجميل صورتها أمام واشنطن والمجتمع الدولى.. والمصلحة المشتركة تدفع الطرفان للتحالف للتحريض ضد مصر

الجمعة، 28 يونيو 2019 08:52 م
"خلية الأمل" كشفت المستور.. كيف تسعى الإخوان لاستقطاب شخصيات من التيار المدنى واليسارى؟..الجماعة تستعين بهم لتجميل صورتها أمام واشنطن والمجتمع الدولى.. والمصلحة المشتركة تدفع الطرفان للتحالف للتحريض ضد مصر الإخوان
كتب أحمد عرفة – محمد صبحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستخدم جماعة الإخوان أساليب عديدة وحديثة فى محاولاتها لاستقطاب شخصيات من التيار المدنى واليسارى، وهو ما ظهر جليا من خلال قضية "خلية الأمل"، وكيف استعانت الجماعة بشركاتها من أجل استقطاب شخصيات مثل زياد العليمى وحسام مؤنس وغيرهم، حيث يتبع الطرفان شعار "المصلحة المشتركة".

فى هذا السياق أكدت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أن التقارب بين قوى اليسار وقوى الإسلام السياسي فى مصر هو من أكثر الأمور المثيرة للحيرة والتساؤلات والتفسيرات أيضاً في الثلاثة عقود الأخيرة نظرا للتنافر الضخم بين المبادئ الأيديلوجية التي يتبناها كل من الطرفين، لافتة إلى أن قضية خلية الأمل فضحت هذا التقارب.

وأضافت داليا زيادة، أن هذا التقارب ليس بالأمر الجديد ولم يبدأ فقط في سنوات ما بعد سقوط حكم الإخوان، أى من خمس سنوات فقط، كما يظن البعض، حيث بدأ التقارب بين قيادات الأحزاب اليسارية في مصر وبين جماعة الإخوان المسلمين بشكل فعلى فى العقد الأخير من حكم مبارك، حيث كانت هذه الأحزاب تعانى من ضعف شديد وفقدت قبولها ومصداقيتها لدى رجل الشارع البسيط، فى الوقت الذى كانت تسيطر فيه جماعة الإخوان والسلفيين على قلب وعقل هذه الفئة من المواطنين البسطاء باستخدام الخطابات الدينية المسيسة ومئات الجمعيات الخيرية التى كانت تعرف بأسماء دينية إسلامية، استطاعت أن توفر للفقراء خدمات صحية واقتصادية تعويضاً عن فشل الدولة وقتها في تقديم هذه الخدمات، وكان هذا البداية لهذا التقارب.

وتابعت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة: ظنت الأحزاب اليسارية أن تقاربها مع الإخوان سيعيد لها قوتها فى الشارع وبين البسطاء الذين يعتبروا العماد الرئيسى الذى تقوم عليه الحركة اليسارية منذ نشأتها، وفى المقابل ظن الإخوان أن التحالف مع تيارات اليسار سيعطيهم فرصة للدخول إلى أروقة العمل السياسى من أبواب خلفية لن تنتبه لها الدولة التي كانت تصنفهم وقتها كـجماعة محظورة وفي نفس الوقت كان الإخوان فى تلك الفترة نشطين في التواصل مع الغرب وإعادة تقديم أنفسهم لصناع القرار في أمريكا تحديداً كبديل لنظام مبارك، وكان تحالفهم مع الأحزاب اليسارية وغيرها من التيارات المدنية التى نشأت كتيارات معارضة وقتها أفضل وسيلة لتجميل وجههم أمام الأمريكان والمجتمع الدولى بشكل عام للظهور بمظهر قوة سياسية معارضة وليس كجماعة إسلامية تدعو للخلافة وتتخذ من الجهاد العنيف سبيلاً لتحقيق ذلك.

وفى إطار متصل أكد طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن المعارضة المدنية المصرية بائسة وضعيفة جدا ونتيجة لهذا الضعف سلم بعضها أنفسه للتنظيم الإخوانى المدعوم من دول وأجهزة تدعم الإرهاب، مشيرا إلى أن قضية خلية الأمل اكبر دليل على ذلك بعدما استقطبت الجماعة شخصيات مثل زياد العليمى وحسام مؤنس إليها.

وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن هذا التحالف القائم بين بعض اليساريين والإخوان كان قبل 25 يناير واستمر بعدها والدليل على ذلك اصطفاف رموز هذه المعارضة الكرتونية خلف محمد مرسى المرشح الإخوانى فى فندق فيرمونت.

وتابع طارق البشبيشى: استمر هذا النهج بعد 30 يونيو عندما لم تجد النخب المعارضة سوى قنوات الإخوان وصفحاتهم يحصلوا منها على المواد المفبركة التى تشوه الدولة المصريى لينتهى بهم المطاف ليصبحوا تابعين أذلاء للتنظيم الإخوانى ومشروعه الخبيث.

من جانبه اعتبر  هشام النجار الباحث فى شئون الاسلام السياسى، أن العلاقة بين جماعة الإخوان الإرهابية واليساريين والتيار المدنى يمكن وصفها بعلاقة الشراكة والتزاوج، وكل طرف منهم يسعى لتحقيق هدفه من حيث إشاعة الفوضى فى البلاد أو تحقيق مكاسب مالية .

وقال النجار، إن العلاقة بين الإخوان واليساريين ليس وليد اللحظة الحالية وإنما حدث فى فترات من التاريخ ومنذ نشأة الجماعة، ويمكن أن يطلق على العلاقة أن تلاقى المصالح يستغلها الإخوان والتيارات الأخرى لتحقيق أهدافهم، موضحا أن ذلك تأكد خلال الفترة الماضية خاصة فيما بعد أحداث يناير 2011 ، سواء تم خداع بعض الشباب المدنى وما يطلق عليهم الشباب الثورى من قبل الإخوان للوصول لأهدافهم.

وتابع الباحث فى شئون الاسلام السياسي، أن الرموز المحسوبة على التيار المدنى وجدت أن التعاون مع الإخوان يدعم موقفها السياسى ويدعم مسار صعودها فى سلم السلطة وصولا إلى شراكة كما كان يخطط لها من الخارج ، متابعا " معادلة صعود تيار الإخوان شراكة وتزاوج بين رموز بعض التيار المدنى الليبرالى واليسارى ويتقاسموا مع بعض السلطة وهذه المعادلة فشلت ولم تنجح فى النموذج المصرى وتتخبط الآن فى النموذج التونسى".

واستطرد النجار، أنه ما بعد إسقاط الإخوان هناك بعض النماذج والكيانات والأجنحة داخل التيارات اليسارية ذات مصالح مادية ولها علاقات وامتدادات مع أجهزة أمن ومخابرات خارجية تتعاون مع الإخوان من أجال أن تتكسب ماديا من وراء عملها السياسى من مصادر مختلفة تتمثل فى القوى والدول الخارجية .

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة