هل سمعت عن عطا المقنع؟.. فارسى أعور ادعى الألوهية وتناسخ الأرواح.. عاش فى القرن الثانى الهجرى.. زعم أنه وريث الإمام على.. أباح الزنا والمحرمات.. انتحر حرقا بعدما قتل نساءه.. وأتباعه: صعد إلى السماء ولم يمت

الخميس، 27 يونيو 2019 02:00 م
هل سمعت عن عطا المقنع؟.. فارسى أعور ادعى الألوهية وتناسخ الأرواح.. عاش فى القرن الثانى الهجرى.. زعم أنه وريث الإمام على.. أباح الزنا والمحرمات.. انتحر حرقا بعدما قتل نساءه.. وأتباعه: صعد إلى السماء ولم يمت عطا المقنع - تعبيرية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى التاريخ الإنسانى الكثير من الخرافات التى ظهرت، والعديد من الشخصيات التى ادعت الألوهية وزعمت بتجسد الإله فيها، والعصور الإسلامية لم تخل من وجود مثل هذه الشخصيات.
 
فى كل عصر هناك من يدعى الألوهية والكبرياء ويستعلى على خلق الله ومن هؤلاء "عطا المقنع"، الملقب بالمقنع الخراسانى، فارسى ظهر فى القرن الثانى الهجرى زعم الألوهية وقال بتناسخ الأرواح.
 
و"عطا المقنع" اسمه هاشم بن حكيم كان رجلا دميما، قام بإخفاء وجهه وراء قناع من الذهب، ووضع قطعا من الحرير الأخضر مكان العينين فى القناع، وادعى الألوهية وقال بتناسخ الأرواح، واجتمع إليه عدد كثير من الناس كانوا يسجدون له، وجمع المقنع بين عقائد المزدية التى كان ينتمى إليها أول أمره، إذ أباح لأتباعه الحرمات وأسقط عنهم الفرائض وسائر العبادات.
 
عطا المقنع - تعبيرية
عطا المقنع
 
ويذكر كتاب "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: ج3 ص 230" أن اسمه عطاء، ولا يعرف اسم أبيه، وقيل اسمه: حكيم، والأول أشهر، وكان فى بداية الأمر قصارا من أهل مرو، وكان يعرف شيئا من السحر، فادعى الربوبية من طريق المناسخة، فكان يقول لأشياعه الذين اتبعوه" إن الله سبحانه وتعالى تحول إلى صورة آدم، ولذلك قال للملائكة اسجدوا له إلا إبليس، فاستحق بذلك السخط، ثم تحول آدم إلى صورة نوح، عليه السلام، ثم إلى صور الأنبياء واحدا تلو الآخر، والحكماء حتى حصل فى صورة أبى مسلم الخراسانى.
 
ثم زعم أنه انتقل إليه منه، فقبل قوم دعواه وعبدوه وقاتلوا دونه، مع ما عاينوا من عظيم ادعائه وقبح صورته، لأنه كان مشوه الخلق، أعور ألكن، قصيرا، وكان لا يسفر عن وجهه، بل اتخذ وجها من ذهب فتقنع به، فلذلك قيل له "المقنع" وإنما غلب على عقولهم بالتمويهات التى أظهرها لهم بالسحر، وكان فى جملة ما أظهر لهم صورة قمر يطلع ويراه الناس من مسافة شهرين، موضعه لا يغيب، فعظم اعتقادهم فيه، وقد ذكر أبو العلاء المعرى هذا القمر فى قوله: "أفق إنما البدر المقنع رأسه – ضلال وغى مثل بدر المقنع"، وهذا البيت من جملة قصيدة طويلة، وإليه أشار أيضا أبو القاسم هبة الله بن سناء الملك الشاعر، فى جملة قصيدة طويله بقوله: "إليك فما بدر المقنع طالعا – بأسحر من ألحاظ بدر المعمم".
 
ولما اشتهر أمر المقنع وانتشر ذكره ثار عليه الناس، وقصدوه فى قلعته التى كان اعتصم بها وحاصروه، فلما أيقن بالهلاك جمع نساءه وسقاهن سما فمتن منه، ثم تناول شربة من ذلك السم فمات، ودخل المسلمون قلعته وقتلوا من فيها من أشياعه وأتباعه فى سنة 163 هجرية، ويذكر الكتاب أيضا أن القلعة سالفة الذكر لم تذكر إلا فى كتاب "الشبهات" لياقوت الحموى، وهو مكان لقلعة فى بلاد ما وراء النهر، يعتقد أن المقنع عمرها.
 
ويذكر كتاب "أطلس تاريخ الدولة العباسية" للدكتور سامى بن عبد الله المغلوث، أن الخليفة المهدى أعد جيشا كبيرا بقيادة سعيد الحرشى، فحاصر المقنع ومن معه أنصاره وأعوانه وقد بلغ عددهم نحو ثلاثين ألفا، وحين بئس المقنع من فك الحصار عن الحصن، جمع نساءه فسقاهم شرابا مسموما فماتوا وقتل غلمانه، وأوقد تنورا أذاب فيه النحاس والقطران وألقى بنفسه فيه بعد أن تناول السم، فاحترق واختفى وادعى أصحابه أنه لم يمت بل رفع إلى السماء.
 
ويذكر الدكتور يوسف زيدان، فى كتابه "دوامات التدين" أن المقنع ظهر فى سنة 159 هجرية، أيام الخليفة العباسى "المهدى" فى خراسان، وعرف باسم "المقنع الخراسانى" حيث ادعى لنفسه الإمامة فى البداية، ثم بالغ فى الأمر وادعى الألوهية، وكان وجهه بشعا شديد القبح، فكان يخفيه بقناع مصنوع من الذهب، ولذلك لقب بالمقنع، أما اسمه الحقيقى فكان "هاشم بن حكيم" وهو فى الأصل واحد من الدعاة السريين، لكنه ترك الدعوة والتبشير بالمهدى المنتظر وزعم أن الألوهية تظهر فى الأنبياء وتحل فى أجساد الأئمة، وقد انتقل الروح الإلهى بعد سيدنا محمد نبى الإسلام إلى على بن أبى طالب، ثم حل فيه هو، فصار إلها، وبطبيعة الحال، لم تسكت الدولة العباسية على مثل هذه الأفكار، التى نشرها "المقنع الخراسانى" فى شمال فارس "إيران" وأرسلت جيشا لمحاربته هو وأتباعه، فاستعصم فى قلعة منيعة اسمها "بستام" ولما وجد أن الخناق ضاق عليه وأنه مقتول لا محالة، أحرق نفسه هو وجماعة من أتباعه عام 161 هجرية، ولم يستطيع أحد أن يعثر على جثته، فقال الناجون من أتباعه إنه صعد إلى السماء.
 
فما يزعم كتاب "ألف معلومة عن الشيعة: تاريخها، أصولها، عقائدها، فرقها، أعلامها" للدكتور هانى محمد حامد محمد، إن المقنع كان يقول لأتباعه إنه انتقل إلى هذه الصورة المقنع: لأن عباده لا يطيقون رؤيته فى صورته التى عليها، لأن من رآه احترق بنوره، ويذكر المؤلف أيضا، أن المقنع دعا إلى الإباحية وترك الفرائض، فعندما اجتمع إليه المبيضة والترك أباح لهم الأموال والفروج وشرع لهم ما جاء به مزدك - زعيم الزرادشتية - فكان كل واحد يستمتع بامرأة غيره، وأحل لهم المحرمات، وكان يقتل كل من خالف مذهبه.
 
وكان للمقنع، حسبما يذكر المؤلف هانى محمد حامد، وأتباعه فتنة عظيمة استمرت 14 سنة، كانوا يقتلون الأطفال والنساء والرجال ويسرقون أموالهم حتى أرسل له المهدى جيشا بقيادة معاذ بن مسلم فحاصره طويلا، فلما استيقن بالهلاك، جمع نساءه وأهله وسقاهم السم، وأمر أن يحرق بالنار، وكان ذلك فى عام 169هـ.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة