أكرم القصاص

كابتن مدحت و«اللغة الموريتانية الفصحى».. ماذا تعرف عن أفريقيا؟

الأربعاء، 26 يونيو 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كابتن مدحت: بس أنا شايفك بتتكلم عربى كويس أنت اتعلمت عربى فى مصر؟
خالد موسى طالب موريتانى: أنا موريتانى ومولود فى موريتانيا.
الكابتن: اتعلمت عربى إمتى؟ 
الطالب: أنا موريتانى وبتكلم عربى من طفولتى.
كابتن مدحت: يعنى مين علمك عربى؟
الطالب: موريتانيا بلد عربى والله وكل الشعب بيتكلم عربى.
الكابتن: يعنى الشعب الموريتانى بيتكلم عربى.. موريتانيا دولة عربية مش تقول كده!
 
كان هذا هو الحوار الذى دار على الهواء مباشرة، والبعض تعامل معه على أنه نكتة، لكن الأمر يستدعى منا الانتباه إلى أهمية أن نعرف أكثر عن دول تشاركنا القارة واللغة والجغرافيا والتاريخ. 
 
ربما كان الكابتن مدحت يعتقد أن الأشقاء فى موريتانيا يتحدثون «اللغة الموريتانية الفصحى»، ولهذا اندهش كثيرا عندما أخبره الشاب الموريتانى أن موريتانيا تتحدث اللغة العربية، وسوف يندهش أكثر إذا عرف أن موريتانيا عضو فى جامعة الدول العربية، وأنها معروفة بأنها بلد المليون شاعر. 
طبعا كابتن مدحت ليس وحده الذى يجهل الكثير من المعلومات عن الدول الأفريقية التى تشارك فى كأس الأمم الأفريقية، وبالطبع فإن الإعلام عموما مقصر فى هذا الجانب، بالرغم من أن مصر تعود بقوة إلى أفريقيا وترأس الاتحاد الأفريقى، ومع هذا فلو تم إجراء اختبارات حول ما يعرفه كثيرون منا عن أفريقيا ستكون النتيجة مضحكة مثلما كان الموقف مع الكابتن مدحت.
 
بالرغم من أن هناك إمكانيات للبحث وجمع معلومات بشكل أسهل فى عصر الاتصالات، والإنترنت، ومع هذا يبدو أن ما نعرفه أقل مما كان يعرفه المصريون قبل أجيال، وقد عشنا زمنا كانت فيه المعلومات الأساسية فى الجغرافيا والتاريخ جزء من أساس العمل فى هذه المجالات، وقد نلوم على تدهور لحق بالتعليم للدرجة التى أصبح من الصعب فيها تمييز الدول العربية أو الأفريقية.
 
وليس كابتن مدحت وحده الذى لا يعرف، لكن هذا الأمر منتشر بشكل كبير، وربما يتعين على الإعلاميين وفرق الإعداد لديهم، أن يستعدوا أكثر بمعلومات وخرائط، أو يستعينوا بكتب الجغرافية التى كانت تدرس حتى وقت قريب فى مدارسنا وتقدم معلومات أساسية عن دول أفريقيا، وهو جزء من دور الإعلام، وقد يرى البعض أن الثقافة ليست ضرورية فيما يتعلق بالتعليق الرياضى، لكن هذه النظرة هى التى انحدرت كثيرا وحولت الإعلام الرياضى إلى ضجيج ومعارك شخصية وشتائم تصل إلى حد الشتيمة البذيئة، بينما فى الماضى كان التعليق يكشف عن خلفية ثقافية معقولة لدى المعلقين، بل إن المعلقين العرب فيهم كثيرون يجهزون أنفسهم جيدا.
 
ولا يمكن أن يكون الجمهور «عاوز كده» يحب الردح والتلاسن، وبجانب التحليل الرياضى الذى يخلو غالبا من أى محتوى، يفترض أن تكون تسلية بها بعض المعارف، حتى لا تصبح معلومة أن موريتانيا دولة عربية أمرا مدهشا ومفاجئا. 
وبعيدا عن الإعلام الرياضى، فإن ما نعرفه عن أفريقيا ضئيل جدا، وربما تكون هناك الكثير من المعلومات الغائبة، وهو ما يستلزم توظيف عصر المعلومات فى افتتاح بوابة لعرض وتبادل المعلومات والوثائقيات عن افريقيا وكل دولة فيها. 
كانت هناك سلسلة كتب عن دول أفريقيا وكل دولة فيها وتاريخها، لكن هذه السلاسل توقفت، وبالتالى هناك كثيرون يتصورون أن موريتانيا تتحدث «اللغة الموريتانية»، ولا يعرفون أنه من بين 22 دولة عربية، 10 دول فى أفريقيا، وأن الصومال وجزر القمر وجيبوتى أعضاء فى جامعة الدول العربية، ويتحدثون اللغة العربية وأن دولا مثل نيجيريا ومالى والسنغال، يتحدث بعض سكانها العربية، وهى معلومات لا يجهلها فقط كابتن مدحت لكن غيره، بسبب ابتعاد مصر خلال عقود، والآن وقد عادت مصر إلى أفريقيا علينا أن نسعى إلى تبادل المعرفة من خلال بوابات وقنوات ومنصات تساهم فى إزالة الجهل بالقارة والأشقاء.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة