أكرم القصاص - علا الشافعي

اليوم العالمى لمكافحة المخدرات.. الداخلية تواجه عصابات دولية وتحبط تهريب شحنات مواد مخدرة.. مساعد وزير داخلية سابق: تم استحداث أنواع جديدة تسبب الموت والدولة تتصدى للمهربين.. وخبراء: الأفلام تساهم فى انتشارها

الأربعاء، 26 يونيو 2019 07:30 م
اليوم العالمى لمكافحة المخدرات.. الداخلية تواجه عصابات دولية وتحبط تهريب شحنات مواد مخدرة.. مساعد وزير داخلية سابق: تم استحداث أنواع جديدة تسبب الموت والدولة تتصدى للمهربين.. وخبراء: الأفلام تساهم فى انتشارها تجارة المخدرات - أرشيفية
كتب بهجت أبو ضيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحتفل العالم  اليوم الأربعاء، باليوم العالمى لمكافحة المخدرات، وهو اليوم الذى أقرته الأمم المتحدة، بهدف مكافحة إساءة استعمال المخدرات، والاتجار غير المشروع بها، وحددت له يوم 26 يونيو للاحتفال به كل عام.

وتتعرض مصر للعديد من محاولات التهريب الكبرى، من جانب العصابات الدولية، عبر إدخال كميات كبيرة من المواد المخدرة إلى البلاد عبر الموانئ، إلا أن وزارة الداخلية، وإدارة مكافحة المخدرات، تقف لهم بالمرصاد، ونجحت الأجهزة الأمنية فى إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات، خلال الشهر الجارى، منها، القبض على تشكيل عصابى، بينهم مصريين، وآخرون يحملون جنسية دولة عربية، لاتهامهم بمحاولة جلب شحنة كبيرة من مخدرى الحشيش وأقراص الكبتاجون، وسعيهم إدخالها البلاد داخل الحاويات، وتم ضبط حاويتين بميناء شرق التفريعة ببورسعيد، تحتويان على  تسعة آلاف وخمسمائة وأربعون طربة من مخدر الحشيش، بلغ وزنهم واحد طن وتسعمائة وثمانية كيلو جرام، وثلاثة ملايين وتسعمائة وستة وسبعون ألف قرص لعقار الكبتاجون المخدر.

كما تم ضبط تشكيل عصابى آخر، حاول أفراده تهريب إحدى الحاويات لداخل البلاد عبر ميناء بورسعيد وبداخلها كمية كبيرة من عقار الكبتاجون مخبأة داخل شحنة "تفاح" ووصولها لمخزن تابع لأفراد التشكيل بمدينة العبور بمحافظة القليوبية، وتم ضبط سيارة قيادة أحد الاشخاص " يحمل جنسية إحدى الدول العربية " دائرة قسم شرطة العبور بمحافظة القليوبية، وبحوزته أربعة ملايين وأربعمائة ألف قرص لعقار الكبتاجون المخدر.

 

وتمكنت الأجهزة الأمنية من إحباط تهريب شحنة مخدرات وزنت قُرابة "2" طن من مخدر الحشيش، وأكثر من 5 ملايين قرص مخدر لعقار الكبتاجون قادمة من إحدى الدول العربية عبر ميناء دمياط البحرى.

 

وعن محاولات تهريب المواد المخدرة، وتصدى وزارة الداخلية لتلك العصابات، قال اللواء رشيد بركة، مساعد وزير الداخلية السابق، إن إدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، تتصدى لعصابات متخصصة فى جلب المواد المخدرة، تستهدف تهريبها، عبر الموانئ، ونجحت الإدارة، فى إحباط العديد من الشحنات قبل دخولها إلى البلاد.

وأضاف بركة، أن تلك العصابات تستهدف إغراق السوق المصرى بالمواد المخدرة، لإضعاف الشباب، باعتباره عماد الأمة، فى محاولة لتحويله إلى متعاطين ومدمنين، إلا أن الدولة بكافة أجهزتها، ومسئوليها، تتصدى لتلك العصابات الدولية، وتحبط مخططاتها.

 

وقال مساعد وزير الداخلية السابق، إن فترة الانفلات الأمنى، التى تلت ثورة يناير، تسببت فى انتشار المواد المخدرة، وتهريب كميات كبيرة عبر الحدود، إلا أن استعادة الدولة لعافيتها، تمكنت من مواجهة تلك المؤامرة، والحد من انتشار المواد المخدرة بين الشباب، من خلال تطهير البؤر الإجرامية الشهيرة، كمنطقة السحر والجمال بالإسماعيلية، حيث تستهدفها وزارة الداخلية بحملات ومداهمات متواصلة، للقضاء عليها، باعتبارها أشهر البؤر التى تشهد ترويجا للمواد المخدرة، بالإضافة إلى تطهير بؤرة المثلث الذهبى بالقليوبية، وغيرها من المناطق البارزة فى مجال تجارة المخدرات.

 

وأكد بركة، على أن الأنواع المستحدثة من المواد المخدرة، تسبب أضرارا كبيرة للمتعاطين، حيث يتم خلطها بمواد كيماوية ضارة، تسبب الموت، مثل الاستروكس، المصنع من سم الفئران، والمبيدات الحشرية، وتشهد تلك الأنواع رواجا بين المتعاطين، بسبب انخفاض قيمتها، وسهولة تصنيعها، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد المخدرة الشهيرة، مثل أقراص الترامادول والحشيش.

 

وقال مساعد وزير الداخلية السابق، إنه بالرغم من انتشار المواد المخدرة بالأحياء الشعبية، والمناطق العشوائية، إلا أن تجارة المخدرات انتقلت أيضا للأحياء الراقية، وأصبح يتم تداولها أيضا بمحيط الجامعات والمدارس، وهو الذى يشكل خطرا، يجب التصدى له، ليس من جانب الدولة بمفردها، وإنما بمشاركة كافة منظمات المجتمع المدنى، وضرورة نشر التوعية بالمدارس وفى المساجد والكنائس، ونشر أضرار تعاطى وإدمان المخدرات، من خلال تكثيف الحملات الإعلامية، بالإستعانة بلاعبى الكرة من المشاهير، والفنانين أصحاب الشعبية بين المواطنين.

ومن جانبه قال الدكتور إبراهيم عز الدين، أستاذ علم الاجتماع، إن اليوم العالمى لمكافحة المخدرات، يعد فرصة للتحدث عن أضرار المواد المخدرة، وإبراز تأثيرها السلبى على الفرد والمجتمع بأكمله، مؤكدًا على أن تأثير تعاطى المواد المخدرة، له 3 جوانب مختلفة، أولها التأثير الاقتصادى، حيث أن المدمن يحتاج إلى نقود لشراء وتوفير المواد المخدرة بصفة دائمة، وهو ما يدفعه فى بعض الأحيان، إلى اللجوء لأساليب غير قانونية مثل السرقة، أو ارتكاب جريمة ما، للحصول على المقابل المادى لشراء الموا المخدرة، خاصة أن أسعارها فى ارتفاع مستمر.

 

ولفت عز الدين، إلى أن متعاطى المواد المخدرة يتأثر نفسيا، حيث يتحول إلى شخص فاقد الثقة بنفسه، وبمن حوله من أفراد أسرته والمقربين منه، يصاب باهتزاز فى شخصيته، وقلق دائم فى أفكاره وأفعاله، بالإضافة إلى إصابته بأعراض الاكتئاب.

 

أما عن التأثير الاجتماعى أوضح الدكتور إبراهيم عز الدين، أن متعاطى المخدرات، معرض لفقد أصدقائه بسرعة، وتفضيله أن يكون الوسط الإجتماعى الخاص به، من أمثاله من المتعاطين، حتى يتمكن من التكيف بصحبتهم، بالإضافة إلى أنه يتحول إلى شخص مستعد للتخلى عن أى شخص من المقربين منه، مقابل توفير المواد المخدرة له.

 

وطالب أستاذ علم الاجتماع، بمحاربة انتشار المواد المخدرة، من خلال الإعلام، وإنتاج مواد درامية، من أفلام ومسلسلات، تحث على ضرورة الابتعاد عن طريق المواد المخدرة، والاتجاه نحو مجتمع خال من المخدرات، مع ضرورة عمل الدولة، على توفير مراكز لعلاج المدمنين، وانتشارها بكافة المحافظات، والعمل على تفعيل القوانين المعاقبة لجالبى المواد المخدرة من الخارج، وموزعيها.

 

فى سياق متصل، قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم النفس، إن الدولة اتخذت عدة خطوات إيجابية، لمواجهة انتشار المواد المخدرة، منها الحملات التى يعدها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، التابع لوزارة التضامن الاجتماعى، للكشف عن تعاطى المخدرات، بين الموظفين، والعاملين فى الهيئات والمؤسسات الحكومية، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه من يثبت تعاطيهم للمواد المخدرة، بالإضافة إلى الحملات التى تشنها إدارات المرور بأنحاء الجمهورية، لإجراء تحليل مواد مخدرة للسائقين.

 

وأشار فرويز، إلى أنه يجب عدم التركيز على متعاطى المواد المخدرة فقط، بل ضرورة استهداف المتهمين بجلب المخدرات من الخارج، وتنفيذ الأحكام القضائية التى تصل إلى الإعدام، مع ضرورة نشر تلك الأحكام وتنفيذها فى وسائل الإعلام، لتحقيق الردع بين من تسول له نفسه الاتجار بالمواد المخدرة، وتهريبها من الخارج.

 

وأضاف أستاذ علم النفس، أنه يجب التصدى للأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية، التى تتناول قصة حياة تاجر مخدرات، يمتلك ثروة طائلة، ويتمتع بها، حيث أنه يتم تصويره بمثابة القدوة للشباب، مما يدفع البعض للسعى لتقليده، واللجوء إلى تجارة المخدرات، لتحقيق أحلامه، وتكوين ثروة طائلة من أقصر الطرق.

 

وشدد فرويز، على  أن تعاطى المواد المخدرة، يصيب الإنسان بالعديد من الأمراض النفسية، بالإضافة إلى تسببها فى تنشيط العديد من الأمراض العقلية، مثل الوسواس القهرى، وتسببها أيضا فى إصابة المتعاطى بأمراض عضوية، وإضعاف المقاومة بالجسد.

 

وأكد أستاذ علم النفس، أن العلاج من إدمان وتعاطى المواد المخدرة، أصبح سهلا ومتاحا، لكنه يتطلب الإرادة، والرغبة فى الاستشفاء، ويتم ذلك من خلال 3 وسائل، أولها المصحات العلاجية، سواء كانت حكومية أو خاصة، والعيادات الخارجية، التى يتابع بها المريض العلاج مع أحد الأطباء المتخصصين، أو لجوء متعاطى المواد المخدرة، لعلاج نفسه بنفسه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة