بعد التهديد باندثارها.. البندقية ملهمة شكسبير ومهد الحملة الصليبية الرابعة

الثلاثاء، 25 يونيو 2019 09:00 م
بعد التهديد باندثارها.. البندقية ملهمة شكسبير ومهد الحملة الصليبية الرابعة مدينة البندقية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشفت مجموعة إيطالية للحفاظ على البيئة، فى بيان لها، أنه ينبغى وضع مدينة البندقية على قائمة الأمم المتحدة للمدن المعرضة للخطر وينبغى حظر السفن السياحية من الاقتراب منها لتفادى وقوع كارثة بيئية.
 
جاءت الدعوة بعد أقل من شهر من اصطدام سفينة سياحية عملاقة بأحد المرافئ وقارب سياحى فى البندقية، مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص، مما جدد الجدل فى إيطاليا بشأن كيفية حماية المدينة التاريخية التى تجتذب 30 مليون سائح سنويا.

والبندقية مدرجة بالفعل على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمى لكن مجموعة "نوسترا" تقول إن إطلاق العنان للسياحة والخروج المطرد لسكان المدينة الذين كانوا يقيمون فيها منذ فترة طويلة والتدهور البيئى عوامل تشكل خطرا على بقاء المدينة.

والبندقية مدينة تقع فى شمال إيطاليا وعاصمة إقليم فينيتو وعاصمة مقاطعة فينيسيا، تعد مدينة البندقية أكبر مدينة بالإقليم من حيث عدد السكان والمساحة، يقدر عدد سكانها 271 الف نسمة.
 
وبحسب كتاب "أطلس الحملات الصليبية على المشرق الإسلامي في العصور الوسطى" للدكتور سامى بن عبدالله المغلوث، تأسست مدينة البندقية الإيطالية فى القرن الخامس الميلادى على شواطئ الأدرياتيكى الشمائية، وأسسها بعض سكان أوروبا الفارين من غارات الهون أثناء اكتساحهم لوسط القارة الأوروبية وشمال شرقى إيطاليا إيطاليا، وأصبحت مدينة البندقية فى القرن الحادى عشر الميلادى تتكون من سبع عشرة ومئة جزيرة تربط بعضها ببعض الجسور والقناطر، وأصبح لها أسطول تجارى وحربى ضخم.
 
وبدت جمهورية البندقية منذ القرن الحادى عشر الميلادى، جمهورية ارستقراطية تركزت السلطة والحكومة فيها يد فئة ارستقراطية حرصت على المحافظة على حقوقها، حيث تميزت البنية السكانية بنمو الطبقة الوسطى البرجوازية على عكس ما كانت عليه البنية السكانية فى معظم أوروبا التى خضعت للنمط الإقطاعى، بل أن المدينة احتفظت بدستورها الجمهورى قرابة سبعمائئة عام.
 
وتذكر عدد من التقارير أن المدينة جاء من اسم فينسيا حيث كان يستخدم في بداية الأمر للإشارة إلى جميع أراضي الإقليم قبل فترة الحكم الروماني، يظهر ذلك في التقسيم الإدارى الأغسطسى بإيطاليا في القرن السابع بعد الميلاد حيث كانت تشكل هي وشبه جزيرة استريا جزءاً من إقليم ريجو. هذا وقد أستمر استخدام الاسم تحت الحكم البيزنطي الذي كان يطلق عليها اسم "فينيتيكا" أو باللاتيني فينيتيا البحرية. وبعد ذلك أطلق الاسم على دوق البندقية وأخيرا تم إطلاق الاسم على عاصمتها.
 
وبالعودة للكتاب سالف الذكر للدكتور سامى عبدالله المغلوث، فإن البندقية، شهدت انطلاق الحملة الصليبية الرابعة، حيث وصل إلى البندقية القائد الأعلى للصليبين آنذاك بونيفاس دى مونفيرات فى أغسطس 1202م، وتوأطا بونيفاس مع دوق البندقية على تحويل الهجوم، ففى أكتوبر من العام نفسه، أبحر أسطول الصليبين من البندقية واحتل زارا المجرية التى دافعت دفاعا مستميتا، عن كيانها المهدد من قبل الحملة الصليبية الرابعة، وأصبحت زارا تحت حكم البندقية، لذلك أعرب البابا فى الكنيسة عن غضبه، لكنه لم يتخذ إجراءات فعلية، سوى تهديده الفرسان من الحرمان من الكنيسة، ولكن الهجوم كان فى مصلحته إلى حد ما، وكان وسيلة لتوحيد الكنيسة تحت رايته، وفى مايو من العام التالى عادر الأسطول كورفو التى كانت محطه له إلى القسطنطينية.
 
ولعل اسم البندقية معروفا أكثر لدى الجميع لارتباطها باسم رائعة الأديب البريطانى الأشهر وليم شكسبير "تاجر البندقية"،  والتى نشرت للمرة الأولى عام 1600م، وتدور حول شخصية تاجر شاب من إيطاليا، يدعى أنطونيو، ينتظر مراكبه لتأتى إليه بمال، لكنه يحتاج للمال من أجل صديقه بسانيو الذى يحبه كثيرًا لأن بسانيو أراد التزوج من امرأة.
 
وقد حظيت المسرحية بدراسة مستمرة من النقاد العالميين، ومعاداة من قبل التوجه الرسمى لليهود بسبب ما رآوا من أنها تحمل معاداة المسيحيين لليهود، وعن الحب والثروة، والعزلة، والرغبة فى الانتقام لديهم.
 
ويعتقد البعض أن الشهرة التى حققتها "تاجر البندقية" وجعلها ذاع صيتها بشكل كبير، بل وقدمت على عدد كبير من المسارح، دفع الملكة "إليزابيث" لإصدار أمر ملكى بدخول المسرحية، بالسجل الملكى، ونشرها فى عمل مطبوع، فى عام 1598.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة