في عيد تكريس كنيسة القديس مينا الأثرية بمريوط .. تعرف على قيمتها الأثرية

السبت، 22 يونيو 2019 01:48 م
في عيد تكريس كنيسة القديس مينا الأثرية بمريوط .. تعرف على قيمتها الأثرية عيد تكريس كنيسة القديس مينا الأثرية بمريوط
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحتفل الكنيسة القبطية اليوم بعيد تكريس كنيسة القديس مارمينا بمنطقة أبو مينا الأثرية، حيث تقع منطقة كنيسة القديس مينا الأثرية قرب الإسكندرية على حوالى 50 كيلومترا منها، وتقريبًا فى منتصف المسافة بينها وبين وادى النطرون:

من جانبه قال الدكتور مينا بديا عبد الملاك عضو المجمع العلمى المصرى عن تلك الكنيسة والقديس مينا ما يلى:

1- تقع على طريق القوافل القديم الذى كان يصل الإسكندرية بواحة سيوة وبرقة غربا. وتمتد أطراف هذه المنطقة – التى ترقى إلى مستوى المدينة – فى حدود صحراء مريوط حتى تشغل من مساحة لا تقل عن أربعين ألفا من الأمتار المربعة بما عليها من بقايا الكنائس والأديرة والحمامات والمنازل والأسواق وغيرها

2-  الكنيسة الرئيسية الرائعة التى طالما أنتزعت إعجاب المؤرخين القدماء فأطلقوا عليها اسم "أجمل وأعظم كنيسة مصرية"، "تحفة من روائع الفن المسيحى"، "مسرة لجميع شعوب مصر"، "الأكروبول المسيحى القديم"، وأيضا "المدينة الرخامية".

3-أما الشهيد المصرى الذى تحمل المنطقة اسمه فهو القديس مينا الملّقب بالعجايبى، فهو من عائلة مصرية نبيلة، وأصل والديه أودوكسيس وأوفومية من المدينة المصرية الشهيرة المسماة باليونانية "نيقيوس" وتعنى بالمصرية (المنتصرون)، وتسمى أيضا "إبشاتى" (التى هى الآن زاوية رزين – بمحافظة المنوفية) باسم الحاكم المصرى الذى بنى ميداناً فى وسطه مقصورة وقوّى أسوارها.

4- وقد ولد الشهيد المصرى فى عام 285م، وانخرط فى الجندية – كأحد النبلاء – وهو يبلغ من العمر 15 عاما، وشغل وظيفة نائب للقائد العام للجيش بولاية فريجيا بآسيا الصغرى. بعد أن صدرمنشور دقلديانوس الذى يأمر كل إنسان بعبادة الأوثان، انسحب القديس مينا إلى الصحراء بغرض النسك والعبادة، وبعد أن قضى نحو خمس سنوات فى الرهبنة، غادر الصحراء إلى المدينة وجاهر بإيمانه المسيحى واستشهد بقطع رأسه بحد السيف فى 24 نوفمبرعام 309م وهو يبلغ من العمر 24 عاما، وبعد ذلك اصطحب بعض الجنود جسده المبارك وذهبوا به إلى منطقة مريوط وهناك تم دفنه.

5- كان نواة منطقة أبومينا قبرا صغيرا ضم رفات الشهيد المصرى مينا، ففى بداية الأمر تم بناء مقصورة صغيرة فوق قبر القديس فى أوائل القرن الرابع الميلادى ثم أقيمت الكنيسة الأولى فوق هذه المقصورة فى منتصف القرن الرابع. ولما ضاقت هذه الكنيسة بالأعداد الغفيرة المتزايدة من المصلين، شيدت على إمتدادها من الجهة الشرقية كنيسة فخمة رحبة فى أوائل القرن الخامس الميلادى بأمر من الأمبراطور أركاديوس (395 – 418م) الذى لم يدخر جهدا فى زخرفتها وتزيينها بأثمن أنواع الرخام والفسيفساء والنقوش البديعة، وقد كان لهذه الكنيسة بهاء وروعة إنتزع إعجاب المؤرخين القدماء.

6- واشتهرت المنطقة بكميات الأوانى الفخارية الهائلة المحلاة بصورة الشهيد المصرى واسمه التى عثر عليها فى شتى أرجاء العالم. وكان زوار المنطقة يأتون فى هذه الأوانى بقليل من الماء - الذى كانت تنبع من بئر بجوار القبر – لأقاربهم ومعارفهم الذين أقعدتهم ظروفهم الصحية عن تحمل مشقات السفر. هذا وكان يوجد بالمدينة نفسها عدة قنوات لنقل المياه من النبع المقدس إلى مجموعة كبيرة من الأحواض والصهاريج والحمامات والقاعات المخصصة لاستقبال المرضى. وما لبث أن تحولت الأرض المجاورة إلى كروم وبساتين يانعة ومثمرة.

7- وهكذا قامت فى جوف الصحراء مدينة كاملة عامرة. وظلت منطقة أبومينا أشهر موضع للتقديس فى مصر كلها زمانا طويلا إبان العصور الوسطى. يذكر لنا المؤرخ أبوالمكارم أن كنيسة القديس مينا كانت لا تزال قائمة حتى القرن الثالث عشر الميلادى.

8- بعد ذلك تكاثرت عليها عوامل التدمير وغمرتها رمال الصحراء، حتى دخلت المدينة العظيمة فى طى الصمت والكتمان والنسيان حتى أمكن اكتشافها على يد أفراد البعثة الألمانية الأثرية التى حضرت من فرانكفورت عام 1905م بقيادة الأسقف الألمانى كارل- ماريا كاوفمان.

9- وفى عام 1959 فور جلوس البطريرك الملهم قداسة البابا كيرلس السادس على الكرسى المرقسى حتى أبدى اهتماما واضحا – بالتعاون مع جمعية مارمينا للدراسات القبطية بالإسكندرية - لإحياء تلك المنطقة. وكان قداسته طوال فترة رهبنته مشغولاً بإحياء تلك المنطقة وإعادتها إلى مجدها السابق، وقد عاونه فى ذلك ثلاثة من أعضاء جمعية مارمينا للدراسات القبطية بالإسكندرية وهم مفتش الآثار بالمتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية بانوب حبشى (1907 – 1956)، والطبيب السكندرى والمؤرخ الكنسى القدير د. منير شكرى (1908 – 1990)، وخبير رسم الآثار المصرية بالمتحف اليونانى الرومانى بديع عبدالملك (1908 – 1979).

10- فبادر قداسة البابا كيرلس بزيارة المنطقة الأثرية بصفة دورية وإقامة الصلوات بها. وكانت أول زيارة له فى يوم الجمعة 26 يونيو 1959 (أى بعد ستة أسابيع من إقامته بطريركاً فى 10 مايو 1959) وأقام قداساً فى المنطقة الأثرية. ثم قام ببناء دير حديث يبعد مسافة – مسموح بها أثريا – عن المنطقة الأثرية فقام بوضع حجر أساس الدير فى يوم الجمعة 27 نوفمبر 1959، ثم وضع حجر أساس كنيسة كبرى – كالتى كانت عليها الكنيسة القديمة – فى يوم الجمعة 24 نوفمبر 1961.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة