فريدمان: إظهار التفوق على أوباما هدف ترامب على صعيد السياسة الخارجية

الخميس، 20 يونيو 2019 07:34 ص
فريدمان: إظهار التفوق على أوباما هدف ترامب على صعيد السياسة الخارجية الكاتب الأمريكى توماس فريدمان
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رأى الكاتب الأمريكى توماس فريدمان أن الهدف الوحيد المتسّق الذى يسعى إليه الرئيس ترامب على صعيد السياسة الخارجية هو إظهار التفوق على سلفه باراك أوباما.

واستهل مقاله فى صحيفة (نيويورك تايمز) بالإشارة إلى أن ترامب كان متأكدا أن أمر السياسة الخارجية سيكون يسيرا وواضحا؛ إذْ هو يعتقد أن أوباما لم يكن يمتلك ما يُنهى به أزمتَى إيران وكوريا الشمالية، بخلافه هو (ترامب) الذي يمتلك كل شىء وسيُري ذلك للعالم.

وأعاد فريدمان إلى الأذهان كيف أخبر ترامب الكوريين الشماليين أن الولايات المتحدة إذا ما وجدت نفسها مضطرة إلى الدفاع عن نفسها وعن حلفائها ضد هجوم صاروخي، فإنه "لن يكون أمامنا خيار سوى تدمير كوريا الشمالية تماما"، وفيما يتعلق بإيران، رصد الكاتب كيف غرد ترامب على تويتر قائلا "إن أرادت إيران القتال، فسيضع ذلك نهاية رسمية لها".

وتساءل فريدمان عمّا تعنيه النهاية الرسمية لإيران؟ وهل أمريكا بصدد إسقاط قنبلة نووية على البلد ذي الثمانين مليون نسمة؟ وهل تسعى واشنطن لجعل كوريا الشمالية تضوّي في الظلام من الإشعاع دون أن يضرّ ذلك بكوريا الجنوبية أو اليابان أو الصين؟

ورأى الكاتب أن تلك في واقع الأمر لغة مَن لا يعرف شيئا عن القوة العسكرية ويبالغ في مدى ما يمكن أن تنجزه ... إنها لغة مَن يمثّل دور قائد في التلفزيون.

واستدرك فريدمان بالقول إن ترامب أنه يُطلق الكلمات دونما تفكير ولا أهداف استراتيجية مسبقة، وهذه هي القضية.

ورأى فريدمان أن ترامب قد يجيد استخدام غرائزه في بعض قضايا السياسة الخارجية، لكنه في قضايا أخرى يشرع في مبادرات دونما تخطيط كاف أو أهداف واضحة وبلا رجوع إلى فريق أمنٍ قومي قوي، ولا تحالف خارجي يضمن المؤازرة في أية مواجهة قد تطول.

وقال الكاتب إن ترامب عندما أعلن الانسحاب من اتفاق إيران النووي إنما كان يحاول التفوق على أوباما عبر نسْخ اتفاق الأخير ببرنامج من اثنتي عشرة خطوة أعدّه وزير خارجيته مايك بومبيو لكنه لم ينجح؛ 
بل على العكس، استتبع ردَّ فِعلٍ إيراني تمثل في نشْر ميليشيات تُحارب بالوكالة فضلا عن تنفيذ أعمال تخريبية استهدفت ناقلات نفط تعبر الخليج على نحو اضطرت معه أمريكا إلى تأمين حماية تلك الممرات الملاحية في عملية بالغ التكلفة وشديدة الإرهاق للبحرية الأمريكية.

ونبه فريدمان إلى احتياج أمريكا إلى حلفاء لمواجهة هذه الاستراتيجية الإيرانية بنجاح، لكنّ ترامب أبعد الحلفاء عبر فرْض الضرائب على منتجاتهم ورفْض محاولة التفاوض مجددا معهم حول الاتفاق النووي الإيراني.

وقال الكاتب إن ترامب كان بإمكانه الذهاب إلى ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين ودعوتهم إلى تحسين بنود اتفاق إيران ومطالبة الأخيرة بتمديد فترة تجميد أسلحتها النووية لفترة عشر سنوات إضافية والحد من اختبار الصواريخ.

ورأى فريدمان أن ترامب لو كان فعل ذلك لكان أمامه الآن فرصة سانحة لتحقيق تحسُّن مناسب على صعيد الاتفاق؛ ولكنه في المقابل أراد إظهار قدرته على التفوق على سلفه أوباما وتغيير إيران دون تقديم شيئ في مقابل هذا التغيير.

والآن، وبعد أن انتهى الأمر إلى أزمة ملموسة، فإن بومبيو وترامب يعودان أدراجهما ويخبران العالم أنهما لا يستهدفان تغيير نظام الملالي في ظهران وإنما يريدان استخدام الدبلوماسية بل والحديث إلى المرشد الأعلى. 

وحتى الآن على الأقل، رغم أن الإيرانيين يعانون اقتصاديا، إلا إنهم اختاروا تحدّي ترامب؛ فلم يتوقف الأمر على الاشتباه في مهاجمتهم ناقلات نفطية في الخليج، وإنما امتدّ إلى إعلانهم خططا لاستئناف تخصيب اليورانيوم بنسب أعلى فيما يعتبر تصعيدا خطيرا.

ونوه صاحب المقال عن أن المستجدات التي آلت إليها أوضاع السياسة الخارجية الأمريكية إزاء كوريا الشمالية ليست أفضل حالا مما هي عليه مع إيران. ورأى فريدمان أن ذلك هو ما تنتهي إليه الأمور في ظل رئيس يَصْدُر عن غرائز وانفعالات عابرة وليس عن تدبّر واستراتيجية.

وحذر الكاتب من أن مضاد كلمة "سيء" في الشرق الأوسط ليست "جيد" وإنما هنالك كلمة "أسوأ"؛ ولو كان ترامب قد قَصَرَ علمه على تحسين اتفاق إيران عبر تمديد فترة تجميد البرنامج النووي مدة 25 عاما، إذًا لكان شرع الآن في تحويل إيران ومن ثمّ إثبات تفوّقه على سلفه أوباما، ولكانت الولايات المتحدة الآن في موقف أفضل حالا مما هي فيه.

واختتم فريدمان بتوجيه كلمة إلى ترامب قائلا: "إذا أردت أن تتفوق على أوباما، فليس أمامك سوى طاولة التفاوض، ولكي تحرز نجاحا عليها فأنت مضطر إلى إبرام اتفاق من نفس نوع الاتفاق الذي أبرمه أوباما، وإذا كان بمقدورك تحسين بنوده، فليباركك الرب. ولكن لا تظن أن بإمكانك الحصول على مكاسب دون أن تدفع مقابلا للملالي في طهران أو للزعيم الكوري الشمالي المهووس – وحينئذ كن مستعدا لمواجهة الصقور على شبكة فوكس نيوز والذين سيرمونك بالجُبن والضعف".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة