ظهرت مؤخراً عدداً من الصفحات على الفيس بوك تروج لبيع سماعات للغش وأجهزة حديثة ومتطورة وساعات ذكية تساعد الطلاب على الغش، تزامناً مع ماراثون الثانوية العامة.
ولم تقف الأجهزة الأمنية مكتوفة الأيدى أمام هذه الجرائم المستحدثة التى بدأت تطل برأسها على المجتمع، حيث رصدت الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات، نشر بعض الأشخاص مشاركات تتضمن الترويج لبيع وعرض سماعات صغيرة الحجم تستخدم فى الغش بامتحانات الثانوية العامة على مواقع الإنترنت، واستخدام بعض الحسابات على موقع التواصل الاجتماعى لنشر أجوبة وأسئلة الامتحانات، حيث توصلت التحريات إلى القائمين على هذه المشاركات والحسابات وعقب إتخاذ الإجراءات القانونية تم ضبطهم.
وتبين أن المتهمين طالب يبلغ من العمر 21 سنة مقيم بدائرة قسم شرطة الزاوية الحمراء بالقاهرة لعرضه سماعات صغير الحجم تستخدم فى الغش بامتحانات الثانوية العامة على أحد مواقع الإنترنت، وعثر بحوزته على "هاتف محمول"، تبين بعد فحصه وجود دلائل تشير إلى ارتكابه الواقعة.
وأسفرت جهود أجهزة الأمن عن ضبط شخص مقيم ببنى سويف لقيامه بإدارة 9 صفحات على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" يستغلها فى نشر مشاركات لعرض وبيع سماعات لتسهيل الغش، وعُثر بحوزته على "جهاز لاب توب، و4 هواتف محمولة" بفحصهم تبين وجود الصفحة والمشاركات، وتم ضبط " 148سماعة بلوتوث، و300 شاحنUSB ، و 11سماعة صغير الحجم، و100 بطارية صغيرة الحجم، و 500 سماعة عادية، و 2 كارت فيزا عبارة عن شريحة هاتف محمول لتسهيل الغش، و7 سماعات تسمى "طابع"، و2 ساعة ذكية "SMART WATCH " و"225" ألف جنيه".
وتم ضبط طالب 24 سنة، مقيم بالخصوص بالقليوبية لعرضه سماعات صغيرة الحجم تستخدم فى الغش بامتحانات الثانوية العامة على أحد مواقع الإنترنت ، وعثر بحوزته على "هاتف محمول وعلبتين فارغتين للسماعات"، وبمواجهته اعترف ببيعه عددا كبيرا من تلك السماعات، وحصوله على تلك المضبوطات من محل بمنطقة سكنه.
بدوره، قال اللواء أشرف يعقوب الخبير الأمنى، إن الأجهزة الأمنية تولى إهتمام بالغ بالجريمة الالكترونية ومكافحتها، ويتم رصد تلك الصفحات والتعامل معها.
وأضاف الخبير الأمني، يوجد ضباط متخصصين فى مجال مكافحة الجريمة الالكترونية حاصلين على دورات متخصصة لمكافحة مثل هذه الجرائم، حيث تم مؤخراً القبض على القائمين عليها، والذين يقومون بتدليس الرأى العام، ومحاولة تضليل الطلاب، وإشاعة الفوضى بين أفراد الشعب.
ولفت الخبير الأمني، فى حديثه لـ"اليوم السابع"، أن هؤلاء المجرمين يطوعون التنكولوجيا الحديثة لصالح جرائمهم ويستغلون موسم الامتحانات لبيع أكبر قدر من الأجهزة الحديثة بزعم قدرتها على مساعدة الطلاب فى الغش أملاً فى جمع المال.
ومن ناحيته، قال اللواء أشرف أمين الخبير الأمني، يوجد سباق بين الجريمة والمكافحة، لكن أجهزة الأمن تنتصر فى الغالب، حيث تمتلك أدوات وأجهزة حديثة ومتطورة لرصد مثل تلك الجرائم والتعامل معها.
وأضاف الخبير الأمني، فى حديثه لـ"اليوم السابع"، أن الجريمة متطورة مثل كل شىء، لكن يقابلها تطور أمنى فى الخطط والأدوات، ومن ثم نجحت أجهزة الأمن بما تمتلكه من مقومات وأدوات فى رصد وضبط صفحات بيع أدوات الغش لحماية طلابنا من هذه المخاطر وتوفير أجواء آمنة للإمتحانات.
وقانونياً، قال المستشار القانونى حسن زكري، إن تفعيل قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية يجب أن يكون بكل قوة وحزم وخصوصاً فيما يتعلق بطلاب الثانوية العامة، والتلاعب بمشاعر الأسر والتلاميذ، ومحاولة إفساد العملية التعليمية، من خلال نشر أدوات وطرق تسهل عملية الغش فى الامتحانات عبر صفحات على مواقع الفيس بوك يجب أن يتم مواجهته بكل قوة.
وتابع المستشار القانونى: لدينا أكثر من جريمة يقع بها من يقوم ببيع أو عرض بيع سماعات للغش تساهم فى عملية ارتفاع حالات الغش لطلاب بالثانوية العامة واحدة منها تخص حماية المستهلك، وأخرى تخص مكافحة الجرائم الإلكترونية، وثالثة تخص إفساد النظام التعليمى، كما ورد بالقانون رقم 73 لسنة 2017 بتعديل يعض أحكام القرار بقانون رقم 101 لسنة 2015، فى شأن مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات، والذى طالبت بتعديله وزارة التربية والتعليم فى عام 2015 وحتى أصبحت عقوبة الإخلال بأعمال الامتحانات فى الثانوية العامة، سواء للطالب أو الملاحظ، أو أى شخص من خارج أو داخل اللجنة، هى حرمان الطالب الذى يرتكب غشا أو شروعا فيه من أداء الامتحان فى الدور الأول الذى يؤديه، والدور الذى يليه من العام ذاته "الدور الثانى"، ويعتبر راسبا فى جميع المواد، والحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد على 7 سنوات، وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه، لكل من طبع أو نشر أو أذاع أو روج بأى وسيلة أسئلة أو أجوبة الامتحانات فى جميع المراحل.