عممت وزارة الأوقاف، كلمة وخاطرة وعظية ودعوية على أئمتها لإلقائها بالمساجد، أكدت فيها أن العيب ليس فى تراث الأمة، ولا ثقافتها، ولا فى حضارتها، إنما العيب كل العيب فى المتاجرين بدين الله، الذين قاموا بعمليات اجتزاء واقتطاع لما يخدم أغراضهم منه.
وأضافت الأوقاف، فى بيان لها أن العيب فى تكاسل البعض عن الغوص فى أعماق تاريخ الأمة واستخراج كنوزه ، وفِي الذين يحاولون فرضه فرضا عاما مطلقا بكل متغيراته مع عدم مراعاة اختلاف الظروف والأحوال، غير مفرقين بين الثابت المقدس الذى يجب الحفاظ عليه ، ولا يخدم المساس به إلا دعاة الفكر المتطرف، وبين المتغير الذي ينبغي فيه مراعاة أحوال الزمان والمكان ، ولا يدركون مقاصد النصوص ومراميها ويقفون جامدين عند ظواهرها .
وقالت الأوقاف، إن الداعى إلى كتابة ذلك ما طالعته من فكر الإمام الشافعى ( رحمه الله ) فى مفهوم عهد الأمان ورؤيته الثاقبة السابقة لعصرها فيه ، حيث لم يقف عند حق الأمان لمن دخل بلادنا دخولا قانونيا فحسب، فقد أوجب إضافة إلى ذلك الوفاء بحق الأمان على كل مسلم يقيم في بلاد غير المسلمين، فبمجرد الإذن له بالإقامة الدائمة أوالمؤقتة فى بلادهم أصبح في عنقه عهد وذمة لأهل البلد المقيم فيه، تجاه حفظ دمائهم وأعراضهم وأموالهم والوفاء بحق إقامته بين ظهرانيهم ، وهو ما يحل كثيرا من إشكاليات الجاليات المسلمة فى مختلف دول العالم، وييسر عملية دمجهم دمجا صحيحا في هذه المجتمعات، كما يسهم في استيعاب هذه المجتمعات لهم بارتياح وسعة أفق، كونهم عوامل بناء لا هدم، عكس ما تحمله الجماعات الضالة المنحرفة من عدم الوفاء للدول التي يقيمون بها فضلا عن أوطانهم الأم، لانطماس بصائرهم وانحراف أفكارهم وخروجها عن جادة الصواب والفهم الصحيح لعظمة الأديان ورقيها وسماحتها وكونها رحمة للعالمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة