أحمد إبراهيم الشريف

أنا لا أحب دياب بن غانم

السبت، 15 يونيو 2019 09:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تُحكى السير الشعبية للتسلية كما يظن الناس أو للقضاء على الملل، لكنها نوع من إعادة صياغة العالم من جديد، لذا نحب شخصياتها أو نكرهها، ومن الشخصيات التى ليس بينى وبينها عمار شخصية دياب بن غانم، أحد أبطال السيرة الهلالية.
 
هو إنسان (برى) بكل معنى الكلمة، نعم شجاع لكن الحقد عرف الطريق إلى قلبه مبكرا فأفسده، وهناك جزء ملوث فى روحه، ومن سوء حظه فى الحياة وجود شخصية أبو زيد الهلالى، الذى ملأ الدنيا وشغل الناس وذهب بكل نفيس فى هذه السيرة، بينما ظل دياب على فتوته ومكانته على هامش الحكاية، حتى إن كان هو قاتل خليفة الزناتى.
 
ومقتل خليفة الزناتى هو أصل الحكاية كلها وأصل عدم محبتى لدياب ابن غانم، فحسب القصة التى يرويها جابر أبو حسين مع الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، كان الزناتى خليفة أكثر أخلاقا من دياب فى ساحة المعركة والمنازلة التى دارت بينهما، بدءًا من إلقائه السلام على دياب وقبيلته الزغابة (خليفة قال له/ صباح الخير يا دياب/ يا حامى البنات الهوانم/ يا وجه العز والخير/ يا وافى الحسب يا أبو غانم) ورد دياب، يمكن أن أقول ردا سخيفا (صباح مثله/ أصبح عليك يا زناتي)، وانتهاء بموت الزناتى بعدما أطلق عليه دياب حربةً قاتلةً أصابته فى عينه اليمنى ونشبت فى رأسه.
 
بعدها يتقدم دياب ابن غانم ماسكًا بالحربة، وفى وحشية تليق بشخصه، جر الزناتى خلفه اعتمادًا على الحربة الناشبة فيه، وهنا تقدم أبو زيد الهلالى مستنكرا ذلك الفعل الذى لا يدل سوى على نذالة مستحكمة، وقال له "شيء لا يرضى الرحمن/ اخلع الحربة من عيون الزناتي/ اخلع الحربة من عين السبع يا ديب".
 
نعم هو ذئب ينهش كل ما يصل إليه، لأنه مسكون بالنقص فى داخله، يحاول البحث عن مكانة فى التاريخ حتى لو كانت بالشماتة وتمزيق أجساد أعدائه، وأعتقد أن الشاعر الشعبى كان مدركا تماما لخطر مثل هذه الشخصية ويعرف أنها بعيدا عن السيرة هى موجودة فى الحاضرين أمامه، فدياب ابن غانم فكرة تسرى فى الحياة.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة