بعد كل حادث إرهابي مكرر تعود الإدانات المكررة وكأن الإدانات السابقة أوقفت الإرهاب!، أو كأنه من الممكن ألا يدين أحد الإرهاب!
الإرهاب واجه معظم دول العالم بنسب وطرق مختلفة منهم من انتصرت عليه ومنهم من سقطت فيه، الأمر متعلق بكيفية تعامل الدولة معه، وهل لديها استراتيجية شاملة للمواجهة باعتباره ظاهرة خطيرة وليست حوادث أمنية عابرة..
الإرهاب عرض لمرض أو قل لأمراض لو أصابت الدولة تجعلها بيئة حاضنة له، فالإرهاب إن كان يصيب أحيانا الدول الغربية فإنه يأتيها من الخارج أما نحن فهو يأتينا من الداخل، ما يزيد من خطر توطنه لو لم يتم علاج الأسباب التي أدت إليه ضمن استراتيجية شاملة من ٤ محاور يجب أن يتم العمل عليهم معا:
أولا التعليم والتوعية لتجفيف المنابع وتبدأ بإعادة النظر في مناهجنا الدراسية وتراثنا التاريخي والديني والفتاوى غير المنهجية والتي تحض على الكراهية وعدم إعمال العقل، باختصار وضع استراتيجية شاملة لملف التنمية الإنسانية لتغيير فكر المجتمع عن طريق المدارس والإعلام يكون محورها تتبع الفهم الخاطئ لفكر ابن تيمية وتصويبه، وتتبع فكر ابن رشد التنويري -ملهم النهضة الأوروبية- وإحيائه.
ثانيا تنمية الحياة السياسية والمزيد من الإصلاحات الديمقراطية لمحاصرة الفساد والفقر والظلم الاجتماعي، وتحسين وضع حقوق الإنسان، وتحقيق العدالة الناجزة، فالديمقراطية الكاملة هي الضمانة لذلك.
ثالثا الدبلوماسية بمعناها الأوسع الذي يشمل الضغوط مثلما يشمل الحوافز، فلابد من رد قاسي على الدول الداعمة للإرهاب استخباراتيا أو لوجيستيا بفضحهم ونشر أدلة تورطهم ومعاقبتهم وحشد التأييد ضدهم في مجلس الأمن والأمم المتحدة.
رابعا تحسين قدراتنا الأمنية وتعزيزها بالتكنولوجيا لمنع تكرار الاعتداءات بنفس الطريقة وتتبع مسارات منفذيه، مثل استخدام الطائرات بدون طيار والدرونز والبوابات الإليكترونية وتوظيف الأقمار الصناعية مع زيادة تدريب الأفراد.
الإرهاب سرطان ومصر أبية وعصية وستنتصر عليه ليس بالإدانات، ولكن بالعمل..
*تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة