حرب الفضاء.. سباق عالمى فى التسليح الفضائى لريادة السماء.. 5 آلاف قمر صناعى يدور بفضاء كوكبنا.. توقعات بوصول عددها لـ40 ألف بحلول 2025.. 4 دول تمتلك صواريخ مضادة للأقمار الصناعية..وتحذيرات من أزمة مرورية فضائية

الثلاثاء، 11 يونيو 2019 12:00 ص
حرب الفضاء.. سباق عالمى فى التسليح الفضائى لريادة السماء.. 5 آلاف قمر صناعى يدور بفضاء كوكبنا.. توقعات بوصول عددها لـ40 ألف بحلول 2025.. 4 دول تمتلك صواريخ مضادة للأقمار الصناعية..وتحذيرات من أزمة مرورية فضائية حرب الفضاء
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يدفع التطور التكنولوجى المتنامى بشكل سريع العالم نحو حروب من نوع فريد لم تشهده البشرية من قبل، وهى "حرب الفضاء"، وذلك فى ظل سباق التسليح الفضائى الذى تخوضه الدول المتقدمة حول العالم بهدف امتلاك أكبر عدد من الأقمار الصناعية متنوعة الاستخدام فى السلم والحرب لتحلق فى الفضاء، وكذا الاستحواذ على الصواريخ القادرة على إضعاف قوة العدو الفضائية باستهداف وإسقاط أقماره الصناعية.

السباق البشرى لامتلاك الريادة فى عالم الفضاء وضع أهدافًا محددة تتمثل فى سعى كل دولة لكسب نقطة إضافية لصالحها خلال هذا الماراثون التسليحى فى مواجهة باقى الدول الصديقة والعدوة فى ذات الوقت، دون أى حسابات لاعتبارات أخرى مثل إمكانية حدوث خلل فى المجال الجوى لكوكب الأرض مع تزاحم الأقمار الصناعية المحلقة فى الفضاء الفسيح إلى جانب حطام تلك الأقمار التى خرجت من مسارها أو انتهت فترة صلاحيتها ودمرت هناك.

 

 

مركز الفلك الدولى يحذر من أزمة مرورية فى الفضاء

ولكن التخوف من هذا السباق التسليحى غير المدروس قد حدث بالفعل، مع دخول الكثير من الدول على خط المنافسة، إضافة إلى انضمام شركات خاصة لقائمة الجهات التى يمكنها إطلاق أقمار صناعية إلى الفضاء، وكانت المفاجأة مع تحذير مدير مركز الفلك الدولى المهندس محمد شوكت عودة، من أزمة مرورية للأقمار الصناعية فى السماء بعد إطلاق 60 قمرًا صناعيًا الأسبوع الماضى.

وقال شوكت، إن عدد الأقمار الصناعية الفاعلة الحالية هو 5 آلاف قمر، بينما ستطلق شركة خاصة 12 ألف قمر صناعى خلال الخمس سنوات القادمة، مقدرًا أن يصل عددها الإجمالى إلى 40 ألف قمر صناعى بحلول 2025، بينما عدد الأقمار والخردة والقطع الحديدة التى تزيد عن 10 سم والتى تدور فى فضائنا يصل عددها إلى أكثر من نصف مليون.

وأوضح مدير مركز الفلك الدولى، أننا نشاهد ظاهرة غريبة خلال الأيام الماضية من قبل راصدين وهواة الفلك، تمثلت فى مشاهدة العديد من الأقمار الصناعية التى تسير خلف بعضها على شكل قطار، مضيفًا أن الراصدين وهواة الفلك تفاجئوا من هذا الكم الهائل للأقمار الصناعية من خلال مشاهدة هذه الظاهرة الغريبة فى السماء، والتى تتمثل فى رؤية عدة أجرام متتابعة ظهرت فى السماء على هيئة قطار وكانت تسير بسرعة واتجاه واحد، وتبين أن هذه الأجرام هى أقمار صناعية أطلقت قبل عدة أيام واسمها "ستار لينك"، وهى عبارة عن جزء من مشروع كبير أطلقته شركة "سبيس إكس" الشهيرة.

 

 

الدول المتقدمة تتسابق على امتلاك صواريخ مدمرة للأقمار الصناعية

ولا يقتصر الأمر على محاولة الدول المتنافسة امتلاك عدد أكبر من الأقمار الصناعية محلقة فى الفضاء أو التطور والتنوع فى هذا المجال، ولكن ذهب عدد محدود من البلدان إلى العمل على تصنيع صواريخ قادرة على إصابة وتدمير الأقمار الصناعية فى مدارها بالفضاء، ومع تطور سباق تسلح الفضاء بشكل كبير، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى أغسطس الماضى، عن خطة طموحة لإنشاء فرع سادس للجيش الأمريكى يعرف باسم "قوة الفضاء" بحلول عام 2020 بهدف تحسين سبل مواجهة التهديدات الأمنية المحتملة.

وستكون قوة الفضاء، التى يصنفها الرئيس ترامب فى كشف حساب حكمه - الذى مر عليه عامين فقط – كأحد أهم إنجازات إدارته، مسئولة عن مجموعة من القدرات العسكرية الأمريكية الحيوية فى الفضاء، والتى تشمل كل شىء من الأقمار الصناعية التى يعمل بها نظام تحديد المواقع العالمى (جى.بى.إس) إلى أجهزة الاستشعار التى تساعد فى رصد إطلاق الصواريخ.

كذلك انضمت الهند إلى هذه المنافسة غير المسبوقة، حيث أعلن رئيس وزراء الهند ناريندرا مودى، الأسبوع الماضى، فى كلمة بثها للشعب على التليفزيون، أن نيودلهى أسقطت قمرًا صناعيًا فى الفضاء، بصاروخ مضاد للأقمار الصناعية، وأشاد – حينها - بالاختبار باعتباره انطلاقة كبيرة فى برنامج الفضاء.

 

4 دول عالمية تمتلك صواريخ مضادة للأقمار الصناعية

وقال مودى، فى كلمته، إن الهند ستكون رابع دولة فقط فى العالم تستخدم هذه الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين، وأضاف "الهند حققت إنجازا غير مسبوق اليوم، الهند سجلت اسمها كقوة فضائية".

ويأتى فى إطار المنافسة، أيضًا، تطوير محركات الصواريخ المستخدمة فى إطلاق الأقمار الصناعية، والتى تتفوق فيها روسيا بشكل كبير، حيث تبيع هذه المحركات لعدة دول من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، التى مازالت مستمرة فى شراء محركات الصواريخ من روسيا رغم أن الكونجرس يطالب بإيجاد البديل الأمريكى للمحركات المستوردة من روسيا، هذا إضافة إلى قرار وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، إدراج روسيا ضمن قائمة الدول التى يُحظر التعاون معها فى عمليات الإطلاق الفضائية، بحيث يدخل القرار حيز التنفيذ فى نهاية عام 2022.

 

 

رئيس وكالة الفضاء الروسية يتهم واشنطن بمحاولة اقصائها من سوق قطاع الفضاء

ومع تزايد التنافس فى هذا المجال، كشف تقرير، فى فبراير الماضى، أن وكالة الفضاء الروسية "روس كوسموس" طورت محرك صواريخ جديد فريد من نوعه، يحمل اسم"RD-171MV" ، وكشف مدير الوكالة، أن المحرك الجديد هو الأقوى على الإطلاق على مستوى العالم، وتم تصنيعه فى مصنع "أنرجوماش".

بينما، اتهم رئيس وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، ديمترى روجوزين، نهاية الأسبوع الماضى، الولايات المتحدة بمحاولة إقصاء بلاده عن سوق صناعة الفضاء، معربًا عن أمله فى أن تستمر واشنطن فى شراء محركات الصواريخ الروسية المستخدمة فى إطلاق الأقمار الصناعية.

وتعليقًا على قرار البنتاجون بالتوقف عن استعمال الصواريخ الروسية فى إطلاق الأقمار الصناعية الأمريكية، قال روجوزين، فى تصريح صحفى، "إن الولايات المتحدة تتبع منذ مدة سياسة إقصاء روسيا عن سوق خدمات صناعة الفضاء"، موضحا أن هذا يتمثل فى سياسة الإغراق المتبعة من قبل شركاتها الخاصة أو الحكومية.

وأضاف "أن الطلبيات، التى تتلقاها هذه الشركات من البنتاجون تكون أعلى فى التكلفة بثلاثة إلى أربعة مرات من السعر، الذى تدخل به إلى السوق العالمية"، مؤكدا أن الهدف من ذلك هو جعل الخدمات الروسية فى السوق الدولية أقل ربحية، وأعرب "روجوزين" عن أمل موسكو بالحفاظ على التعاون مع الشركات الأمريكية بالرغم من العقوبات، مشيرا إلى أن هذه الشركات تفضل المحركات الروسية.

 

تخوفات من اصطدام حطام الأقمار الصناعية بمحطة الفضاء الدولية

وإلى جانب الحروب المستقبلية المتوقعة التى قد تنشأ عن سباق التسليح الفضائى، هناك مخاطر أخرى يجب الالتفات لها، وهى إمكانية تعرض محطة الفضاء الدولية لأضرار نتيجة اصطدامها بحطام أى من الأقمار الصناعية المدمرة السابحة فى الفضاء دون قيد أو تحكم من أحد.

وفى أبريل الماضى، أشار المدير التنفيذى للبرامج المأهولة فى وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" سيرجى كريكاليف، إلى وجود احتمالية لاصطدام حطام القمر الصناعى الهندى بمحطة الفضاء الدولية، ولكن فى الوقت ذاته، أوضح أن هذا الاحتمال ضئيل جداً، منوهًا بوجود بعض القطع صغيرة التى يصعب تتبعها.

ونقلت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية، عن كريكاليف قوله – آنذاك - "لا يمكن رصد جميع الشظايا الصغيرة، والتى لها انعكاس صغير، وربما لا يمكن رصدها، حتى لو كان احتمال الاصطدام غير كبير، لكن من الأفضل أخذه بعين الاعتبار، لضمان سلامة المحطة".

 

أنواع الأقمار الصناعية المحلقة فى فضاء كوكب الأرض

وبعد رصد هذا الجانب من سباق التسليح الفضائى، تجدر الإشارة الآن إلى أنواع الأقمار الصناعية التى تحلق فى فضاء كوكبنا، ومنها الأقمار الصناعية الفلكية، التى تستخدم لرصد الكواكب والمجرات البعيدة والأجسام الفضائية، ويطلق عليها التلسكوبات الفضائية أو المرصاد الفضائى، وهناك نوع آخر هو الأقمار الحيوية، وهى أقمار مصممة لنقل الحياة إلى الفضاء، حيث يمكن من خلالها إرسال البذور والحيوانات والحشرات إلى الفضاء، كما حدث فى حالة إرسال أول قمر صناعى يحمل حيوانًا للفضاء وهو الكلب "لايكا".

ومن بين الأنواع المعروفة، أيضًا، الأقمار المستخدمة للاتصالات والبث التلفزيونى، ويعمل هذا النوع على نقل وتضخيم إشارات الاتصالات الراديوية من خلال أجهزة الإرسال والاستقبال، حيث يعمل قمر الاتصالات بمثابة قناة اتصال بين المرسل والمستقبل على أساس مواقع جغرافية مختلفة، كما تستخدم هذه الأقمار لأغراض التطبيقات الإذاعية والتلفزيونية، والعسكرية، والهاتفية.

 

كما توجد الأقمار الصناعية الخاصة بمراقبة الأرض ودراسة الأحوال الجوية والطقس، ويستخدم الأول منها لتوفير البيانات اللازمة فى قرارات مكانية، وزمانية، وطيفية متنوعة من أجل تلبية احتياجات المستخدمين المختلفة فى البلد وللاستعمال العالمى كذلك، وتستخدم البيانات المأخوذة من هذه الأقمار فى العديد من التطبيقات التى تشمل الزراعة، والموارد المائية، والتخطيط الحضري، والتنقيب عن المعادن، والبيئة، والغابات، وإدارة الكوارث، وغيرها الكثير، أما الثانى فهو عبارة عن أقمار تساعد فى التعرف على الأرصاد الجوية والتنبؤ بالطقس، وتحتوى هذه الأقمار على كاميرات يمكنها تقديم صور لطقس الأرض إما من مواقع ثابتة مستقرة بالنسبة للأرض أو من مدارات قطبية.

كذلك توجد الأقمار المستخدمة للملاحة، وهى عبارة عن قمر صناعى مصمم بشكل صريح للمساعدة فى الملاحة فى البحر، بالإضافة إلى الملاحة الجوية، وتعتمد هذه الأقمار على التحول الدوبلرى والتغير الذى يحدث فى تردد القمر، حيث يمكن للسفينة فى البحر أن تحدد بدقة خطوط الطول والعرض الخاصة بها.

وتوجد، أيضًا، الأقمار الصناعية القاتلة، والتى صممت لتدمير الرؤوس الحربية من البلدان المعادية، والأقمار الصناعية، والأجسام الفضائية التى تشكل خطرًا على الحياة على الأرض، إضافة إلى هذا توجد الأقمار الصناعية العسكرية، والتى تساعد فى جمع الاتصالات المشفرة والرصد النووى ومراقبة تحركات العدو والإنذار المبكر بإطلاق الصواريخ والتنصت على الوصلات الراديوية الأرضية وللحصول على تصوير بالرادار الفوتوغرافى باستخدام تلسكوبات كبيرة لالتقاط صور للمناطق العسكرية المتعددة.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة