لا عجب بأن معظم دول العالم تستذكر خلال هذه الأيام مناقب وفضائل وكرم وحكمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي انتقل إلى رحمة الله في 19 من شهر رمضان، ومن ضمن الأشخاص الذين أثروا على خارطة الخليج العربي وفي الشرق الأوسط خاصة بل وفي العالم من حيث أفعاله ومد يد العون للمستضعفين في كل مكان ولمختلف الديانات، حيث أذهل من عاش في زمانه، ذلك هو الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ابن الصحراء والبحر والجبل ابن البادية الذي حير علماء الطبيعة والزراعة الذين قالوا له لا يمكن أن تكون هناك حياة طبيعية وفطرية على أرض جزيرة صير بني ياس القاحلة اليابسة القابعة في صحراء الجزيرة العربية، ولكن صاحب الرؤية المستقبلية رفض حكم العلماء والخبراء لأنه يعي بأنه لا يوجد مستحيل على أرض الواقع، وخلال فترة زمنية قصيرة أصبحت الإمارات واحة غناء ترفد بالخير الوفير من المحاصيل الزراعية ومرتعاً للحيوانات النادرة، قس على ذلك صبر زايد الذي لم ينهل العلوم من كليات الزراعة أو الجيولوجيا والجغرافيا إنما كانت مدرسته هي الحياة والتحدي والإيمان الصادق وثقته بشعبه المكافح وبحكمته النافذه بتنفيذ مشاريعه التي كانت خير دليل على ذلك ما وصلت إليه دولة الإمارات من رقي في البنية التحتية والمشاريع الحضارية والتعليمية و الإقتصادية والثقافية حتى وصل البناء إلى عالم الفضاء .
وفي زمن قياسي استطاعت دولة الإمارات التحول إلى دولة حضارية تقارع دول العالم في مقياس الحضارة والتقدم والبناء والتكنولوجيا والإقتصاد مما جعلتها تتسيد في جودة البناء على مستوى الشرق الأوسط وعلى الكثير من الدول الأوروبية، ولو أردنا أن نقيس نهضة الدول والشعوب لا يمكن لها أن تتحقق في أقل من 40 عاماً فهذا المقياس يعد ضرباً من الخيال.
لذلك لا عجب بأن يفتقد العالم في مثل هذه الأيام صاحب البصمات الإنسانية وتستذكر قائد الحكمة والسياسة والفكر قائد التحدي الراحل الشيخ زايد طيب الله ثراه، كم نفتقد في مثل هذا اليوم صاحب الفكر المٌتقد الذي لم تعصفه رياح السياسية العاتية إنما استطاع أن يطوع تلك العواصف و يجنب البلاد والعباد والمنطقة العربية ويلات الانزلاقات في الحروب والاختلاف السياسي .
فقد مرت عصور وعواصف سياسية على المنطقة العربية بدءاً من حرب اكتوبر في مصر 1973 الي حرب 1982 في لبنان وحرب تحرير الكويت وعدة منعطفات سياسية كان يعالجها الراحل الشيخ زايد بالحكمة والنظرة المستقبلية العجيبة ومنها في حرب اكتوبر عندما قال منذ اللحظة الأولى التي اندلع فيها القتال في سيناء والجولان، عندها أعلن الشيخ زايد رحمه الله أن دولة الإمارات تقف مع مصر وسوريا في حرب الشرف، من أجل استعادة الأرض العربية المغتصبة.
وفي حرب أكتوبر العام 1973 خرج زايد بوقفته التاريخية المشهودة مطلقا صيحته المدوية متجاهلا كل التهديدات الغربية " إن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي، إننا على استعداد للعودة إلى أكل التمر مرة أخرى" وفي الحرب الأمريكية العراقية طلب الشيخ زايد من صدام حسين أن يسلم السلطة لمن يخلفه له من أجل تجنيب العراق ويلات الحروب والتي من خلالها سقط صدام وسقطت العراق معه .
زايد رحمه الله كان له فلسفة خاصه مبنية على لغة الحوار والتسامح والنهج الوحدوي حتى أصبح هذا النهج خط سير وقاعدة لمن أراد من الحكام الخير لوطنه أو دولته، كان زايد يدير السياسة في دولة الإمارات بالكثير من الحب والعدل والكرم وكان هذا المفتاح الذهبي الذي فتح به قلوب الناس وأصبح المواطنون يقبلون عليه بكل حفاوة وترحيب وكذلك ساهمت هذه السياسة العادلة والترحاب في استقطاب أمواج من الأجانب والوافدين من أجل العيش والعمل في الإمارات حتى أصبحت الإمارات خلال فترة زمنية قصيرة قبلة للعيش فيها،ونظراً لنسبة عدد السكان من الأجانب والوافدين، قيل للشيخ زايد رحمه الله بأن 85% من الإمارات عماله وافده فقال: " إن الرزق رزق الله, والمال مال الله, والأرض أرض الله, والفضل فضل الله, والخلق خلق الله, ومن توكل على الله أعطاه الله, ومن يبينا حياه الله " هذه الكلمات اختصرت سياسة الراحل.
كم نحتاج اليوم إلي فكر زايد وخاصة في هذه الفترة التي يموج بها العالم في بحار من المتغيرات والعواصف السياسية التي لا تهدأ ووسط هذا الركام تسير الأمة العربية كالقارب الصغير الذي يبحر ويتهادى وسط هذه الأمواج العاتية ، وفي خضم هذا الحال نحتاج الي شجاعة وحكمة وهدوء زايد الخير ..رحمك الله وطيب ثراك.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
الله يكتر من امثال الشيخ زايد
الف رحمة ونور على الشيخ زايد والله يكرم الشعب الاماراتى الحبيب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
رحم الله الشيخ زايد
رحم الله الشيخ زايد .. قلّما يجود الزمان بمثله .. رجلا أعطى بلده و أمته الكثير ولم يبخل على أي محتاج .. بل كان دائما رمزا للعطاء .. فهو جدير بلقب زايد الخير.. رحم الله الشيخ زايد وبارك في أبنائه