أكرم القصاص

الانحياز والاختراق أكبر من خلاف على مصطلحات.. كيف تحول عشماوى الإرهابى إلى سياسى معارض كيوت؟

السبت، 01 يونيو 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد القبض على هشام عشماوى ظهرت مشكلة يورونيوز، عندما وصفت الإرهابى بأنه معارض مصرى بارز، وبالرغم من تراجع المحطة عن استعمال التعبير باعتباره زلة لسان، لكن المعالجات الإعلامية المختلفة تكشف عن وجود تيار داخل بعض المنصات الغربية يعمل لصالح التنظيمات الإرهابية، وأن تنظيم الإخوان يسيطر ويخترق عددا من هذه المنصات بما يملكه من مؤسسات تعليمية وإعلامية وتمويلية، تتخذ من العمل العام أو الإعلامى ستارا بينما هى تدافع بشكل واضح عن التنظيم والإرهاب.
 
هناك برامج وأشخاص وسياسات تحريرية تكشف أن الأمر ليس مهنيا فقط، وإنما انحياز وأحيانا تحالف مع تيارات التطرف ودفاع عن الإرهاب، وهو أمر يظهر بوضوح فى قناة الجزيرة وقنوات تركيا الممولة من قطر أو قناة العربى اللندنية التابعة للإخوان وقطر، وربما يكون أمرا طبيعيا فى هذه القنوات التى توظف مرتزقة، وتستعين بمصادر تتلقى تعليمات بما عليها قوله. 
 
أما بالنسبة للمنصات الدولية مثل «بى بى سى»، أو «سى إن إن»، أو «دويتش فيلة» و«فرانس 24»، فلا يمكن القول: إن كل البرامج أو المنصات منحازة، لكنه يتعلق بنوعية من البرامج والمذيعين والكتاب لا يخفون انحيازهم، ويخالفون أبسط قواعد المهنية المتعارف عليها فى هذه المؤسسات وغيرها، وبالطبع فنحن لدينا مشكلات كثيرة، وهناك وجهات نظر مختلفة، والإعلام عندنا يعانى من أمراض لكن هذا لا يمكن أن يكون مبررا للتعامل مع منصات منحازة باعتبارها تقدم أعمالا مهنية.
 
بعض البرامج واللقاءات والمعالجات تتم بانحياز كامل وليس معارضة أو عرض وجهات النظر، قناة الجزيرة كان لها السبق فى اعتبار «داعش» تنظيم الدولة، واعتبار الجيش السورى أو العراقى ميليشيات، ولا تزال تدعم داعش والقاعدة فى ليبيا وتعتبرهم مناضلين.
 
وفيما يتعلق بسيناء وما يجرى فيها، كانت قناة الجزيرة دائما تتعامل باعتبارهما جزءا من إعلام إرهابيى بيت المقدس، وتصفهم بأنهم مسلحون أو معارضون أو غاضبون، لكنها أبدا لا تراهم إرهابيين، بالرغم من أنهم يحملون السلاح ويفجرون ويعملون خارج أى قانون.
 
وعلى سبيل المثال، جرت العادة أن الإعلامى يفترض أن يكون محايدا وألا يوظف صفحاته وحساباته على السوشيال ميديا لصالح انحيازه السياسى، لكن ما يظهر أن مذيعات ومذيعين فى بى بى سى أو غيرها ينشرون على تويتر وفيسبوك أراء سياسية منحازة وبعضهم يدافع عن التطرف أو يبرر الإرهاب، من دون أى شعور بالانحياز بل وبعضهم يتشدق بالمهنية أو غيره.
 
مثلا دويتش فيلة نشر تقريرا يخلو من أى مصادر أو توثيق قبل شهور ليس أكثر من هجمات أقرب للشتائم وكلها تضع مصادر مجهلة، ولم تذكر القناة أن ما كتبه الناشط مقال رأى، وإذا راجعت تفاصيل الكاتب نكتشف أنه ناشط ينتمى إلى إحدى دول المغرب العربى، ومع هذا اعتاد التدوين فى قضايا يهاجم فيها مصر، ثم أنه ضيف دائم على منتديات قناة الجزيرة، بما قد يشير إلى أن هذه البرامج أو المقالات ممولة بالكامل ضمن برامج تأتى من خارج الموازنة الألمانية أو أنها ضمن عقود علاقات عامة لشراء مساحات دعائية. 
 
لا يمكن تصور أن تدفع دويتش فيلة لكاتب يكتب نفس المقال كل أسبوع ويملأه بعبارات ركيكة وسطحية تخلو من أى وعى أو منطق، وهو ما تفعله مع الناشط المغاربى وغيره، وهو ما يعيدنا إلى النقطة الأساسية وهى أن وصف الإرهابى عشماوى بأنه معارض بارز، لم يكن زلة لسان لكنه جزء من لعبة الدفاع عن الإرهاب، وهناك أمثلة من العراق وسوريا وليبيا وغيرها. 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة