أكرم القصاص - علا الشافعي

العالم الخفى.. الهبوط.. آدم وحواء ينزلان إلى الأرض.. المفسرون يختلفون فى المكان ويتفقون على بناء البيت الحرام.. إسرائيليات: الشيطان يستقر قرب البصرة

الخميس، 09 مايو 2019 02:00 م
العالم الخفى.. الهبوط.. آدم وحواء ينزلان إلى الأرض.. المفسرون يختلفون فى المكان ويتفقون على بناء البيت الحرام.. إسرائيليات: الشيطان يستقر قرب البصرة المسجد الحرام
بقلم أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان آدم عليه السلام حزينا يائسا، غاضبا من نفسه، لأنه عصى ربه ولم يطعه، وأنه لم ينجح فى الاختبار الأول، وأطاع الشيطان عدوه الأول، وخسر مكانته وصار فى مواجهة المجهول على الأرض، لكن أى أرض تلك التى هبط بها؟
 
ظل هذا السؤال ممتدا فى الكتب القديمة والحديثة، والتراث الإسلامى انشغل بقضية الهبوط بشكل كبير، لكن هنا وجبت الإشارة إلى أن الرؤية الإسلامية تأثرت بالإسرائيليات والتوراة والكتب القديمة، وقد تشكلت فى هذا الأمر من خلال كتب الأحاديث وموسوعات التفسير والكتب التاريخية.
 
كتب الأحاديث.. فى صحيح ابن خزيمة، يقول حدثنا أبوحازم وهو مولى ابن عباس عن ابن عباس عن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: إن آدم أتى البيت ألف أتية لم يركب قط فيهن من الهند على رجليه، «ألف أتية تعنى ألف مرة».
 كتب التفسير
فى الجامع لأحكام القرآن، يقول القرطبى فى تفسيره المشهور باسم «تفسير القرطبى»: «اهبط آدم سرنديب فى الهند بجبل يقال له «بوذ» ومعه ريح الجنة، فعلق بشجرها وأوديتها، فامتلأ ما هناك طيبا، فمن ثم يؤتى بالطيب من ريح آدم عليه السلام، وكان السحاب يمسح رأسه فاصلع، فأورث ولده الصلع».
 
أما تفسير البحر المحيط لأبى حيان الأندلسى، فى تفسيره لآيات الحج فى سورة البقرة قال عن جبل «عرفات» وفى تعيين المعرفة أقاويل، فقيل لتعارف آدم وحواء بها، لأن هبوطه كان بوادى سرنديب، وهبوطها كان بجدة، وأمره الله ببناء الكعبة، فجاء ممتثلا، فتعارفا بهذه البقعة.
 
كتب التاريخ.. ومن الكتب التى انشغلت بهذا الأمر هو كتاب الكامل فى التاريخ لابن الأثير الذى تحدث تحت عنوان «ذكر خلق آدم عليه السلام»، «قيل إن الله تعالى أهبط آدم قبل غروب الشمس من اليوم الذى خلقه فيه وهو يوم الجمعة مع زوجته حواء منِ السماء فقال على وابن عباس وقتادة وأبو العالية: إنه أهبط بالهند على جبل يقال له نوْد من أرض سرنديب وحواء بجُدَة، قال ابن عباس: فجاء فى طلبها، فكان كلما وضَعَ قدمه بموضع صار قرية وما بين خطوتيه مفاوز، فسار حتى أتى جمعاً فازدلفتْ إليه حواء فلذلك سميت المزدلفة، وتعارفا بعرفات فلذلك سميت عرفات. واجتمعا بجمع فلذلك سميت جمعاً، وأهبطت الحية بأصْفَهَان وإبليس بمَيْسَان».
 
ويتابع «ابن الأثير» قال ابن عباس: فلما أهبط آدم على جبل نود كانت رجلاه تمسّ الأرض ورأسه بالسماء يسمع تسبيح الملائكة فكانت تهابه، فسألت الله أن ينقص من طوله فنقص طوله إلى ستين ذراعاً.
 
وقال جرير الطبرى فى كتابة المشهور باسم «تاريخ الطبرى» حدثنا أبو همام، قال: حدثنى أبى، قال، حدثنى زياد بن خيثمة، عن أبى يحيى، عن مجاهد، قال حدثنى ابن عباس: «إن آدم عليه السلام حين نزل الهند، ولقد حج منها أربعين حجة على رجليه، فقلت له: يا أبا الحجاج ألا كان يركب؟ قال: فأى شىء كان يحمله؟ فوالله إن خطوه مسيرة ثلاثة أيام وإن رأسه ليبلغ السماء، فاشتكت الملائكة نفسه، فهمزه الرحمن همزة فتطأطأ مقدار 40 سنة».
 
وكتب ابن خلدون فى مقدمته الشهيرة، وأما غير هذه المساجد الثلاثة المعروفة ويقصد «الحرام والنبوى والأقصى» فلا نعلمه فى الأرض إلا ما يقال من شأن مسجد آدم عليه السلام بسرنديب من جزائر الهند، لكنه لم يثبت فيه شىء يعول عليه.
 
وفى رحلات ابن بطوطة، وصل ابن بطوطة إلى جزيرة سرنديب قبل ثمانية قرون، وقال عنها «ليس مرادى منذ وصلت هذه الجزيرة، إلا زيارة القدم الكريمة، قدم آدم عليه السلام، وهم يسمونه «بابا»، ويسمون حواء «ماما».
 
وهنا وجبت الإشارة إلى أن سرنديب هو الاسم القديم لجزيرة سيلان فى الهند، وكان اسمها سيلان بعد الاستقلال عن الهند عام 1948 إلا أنه أصبح سيرلانكا منذ عام 1972، وتقع فى المحيط الهندى جنوب الهند «شبه الجزيرة الهندية».
 
وماذا عن الشيطان؟.. نزلَ إبليس - كما روى - فى منطقة فى العراق تسمى دسْتُمِيسان وهى قريبة من البصرة، وقد ابتدأ عليه غضب الله ولعنته منذ هبوطه بمهمته، حيث تعهّد أمام الله سبحانه وتعالى بأن يغوى بنى آدم ويوسوس لهم، فأمهله الله إلى يوم الوقت المعلوم مبيّنًا له ألا سلطان له على المؤمنين، وإنّما سلطانه على الذين يتولّونه والذين هم به مؤمنون، ومبّيناً سبحانه للبشر أنّ كيد الشيطان ضعيف لا يقف أمام إيمان المسلم وقوّة بصيرته.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة