صور.. ساحة "الميرغنية الختمية" سبيل المريدين وقبلة أبناء الصوفية بأسوان

"فى دائرة واسعة يقف فيها رجال يرتدون الجلاليب البيضاء والعمامة الصعيدى ويرددون الصلاة على النبى".. هكذا يتجمع المئات من مريدى الطريقة الميرغنية الصوفية فى ساحتهم بمدينة أسوان، ليذكروا الله ويحيوا شهر رمضان المبارك ويذبحون الذبائح ويقدمون الولائم لكل المريدين والمحبين لهذا المكان.

"اليوم السابع" رصد إحياء الطريقة "الميرغنية الختمية" ليالى شهر رمضان الكريم، والعادات والتقاليد التى يتبعها أبناء الطرق الصوفية فى واحدة من أشهر الساحات على مستوى محافظة أسوان.

ويعد الشيخ محمد عبد العزيز محمد، شيخ الطريقة الميرغنية بمحافظة أسوان ووكيل وزارة الأوقاف الأسبق، هو أحد أشهر دعاة الصوفية بأسوان، ومن كبار مشايخ لجان المصالحات بالمحافظة، بالإضافة إلى أنه حظى بتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال شهر ديسمبر من عام 2016، ومنحه وسام الدولة من الطبقة الأولى، وافتتح الحديث عن "الطريقة الميرغنية" قائلاً: هى واحدة من أشهر طرق الصوفية فى مصر، ومؤسسها هو السيد محمد عثمان الميرغنى، المعروف باسم "الختم"، وهو واحداً من من أسر الأشراف بمكة المكرمة والذى ولد سنة 1208 هجرية بالطائف، وكان عالماً جليلاً لديه مجموعة من المؤلفات فى التفسير والسيرة والوعظ واللغة، ومنها: "تاج التفاسير لكلام الملك الكبير"، وكتاب "رحمة الأحد فى اقتفاء أثر الرسول الصمد"، و"رحمة المنان فى اقتفاء أثر ابن عدنان"، و"الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين"، و"مصباح الأسرار فى سيرة النبى المختار"، و"غنية الصوفية فى علم العربية".

وتابع، شيخ الطريقة الميرغنية بمحافظة أسوان، الحديث قائلاً: وتعد الساحة "الميرغنية الختمية" واحدة من أشهر الساحات على مستوى محافظة أسوان، وفيها يحتفل أبناء الطرق الصوفية من أسوان وغيرها من المحافظات الأخرى بإحياء ليالى رمضان بالذكر وقراءة القران والتهاليل والأدعية، وإعداد الإفطار الجماعى لما يصل إلى ألف شخص يومياً، فهذه الساحة يحرص على التوافد عليها المئات خلال شهر رمضان وغيره من المناسبات الدينية الأخرى التى تقام على مدار السنة مثل ليلة النصف من شعبان والمولد النبوى وغير ذلك.

ويكمل الشيخ مصطفى البنبانى، أحد أبناء الطريقة الميرغنية، الحديث قائلاً: "يبذل أبناء الميرغنية جهوداً كبيرة خلال شهر رمضان المبارك، مبتغين بذلك الأجر والفضل من الله فى إطعام الطعام وإحياء ليالى رمضان بالصلاة والذكر والتسابيح"، مشيراً إلى أن هناك أعداد كبيرة تتوافد على الساحة قبل أيام من حلول شهر رمضان، وهم عادة من المسافرين سواء من داخل مصر أو خارجها، ويتم استقبالهم وفتح المضايف لهم وتهيئة وإعداد مكان إقامتهم خلال شهر رمضان أو مدة تواجدهم فى أسوان.

وأشار الشيخ البنبانى، إلى أن أبناء الطريقة الميرغنية مشهورين بكرم الضيافة وحسن الاستقبال، فبعد استقبال الوفود يتم ذبح الذبائح من عجول وخراف وغيرهم، وتساعد الأسر بعضها البعض فى إعداد الإفطار الرمضانى لضيوف الساحة، ويتعاون الشباب فى إعداد الطعام والطهى فى أوانى ضخمة تكفى حاجة المترددين على المكان، بجانب تجهيز العصائر الأسوانية الشهيرة مثل التمر والكاركدية والسوبيا والأبريق وغير ذلك، ويتجمع الناس بالساحة وخارجها فى شكل صفوف يتم توزيع الطعام أمامهم بشكل منظم.

وأوضح الشيخ مصطفى، بأن الساحة يتجمع فيها الناس من أسوان وخارجها وتشهد الليالى الرمضانية فيها إقامة الصلوات وخاصة التراويح التى يحرص كبار الأئمة فى أسوان والصعيد على الصلاة فى هذه الأيام بالتناوب وتلاوة آيات من القران الكريم خلال الاحتفالية الكبرى ثم الإكثار من الإنشاد الدينى والابتهالات والتسابيح والذكر، لافتاً إلى أن هناك المئات من الرجال والنساء يحرصون على حضور مثل هذه الليالى التى تكثر فى شهر رمضان خاصة.

وأشار، إلى أن الأطفال يكونون فى منتهى السعادة بانتشار الباعة وتزايد الحلوى وألعاب الأطفال بجوار الساحة، إضافة إلى المظاهر الروحانية التى تعم المكان وتحيى رمضان وتعليق الزينة والأنوار وغير ذلك من مشاهد كانت موجودة قديماً فى الأزمنة السابقة وحافظ عليها الأبناء من بعدهم وتوارثوها عبر الأحفاد جيلاً بعد جيل، لافتاً إلى أن الساحة الميرغنية تحافظ على هذه المناسبات بغرض آخر وهو لم الشمل وجمع محبى الطرق الصوفية داخل محافظة أسوان فى هذا المكان.