أكرم القصاص - علا الشافعي

خالد ناجح

لماذا تأخر ترامب..؟

الثلاثاء، 07 مايو 2019 03:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الإدارة تعمل على تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابى. 
وقالت: لقد تشاور الرئيس ترامب مع فريق الأمن القومي وقادة المنطقة الذين يشاركونه قلقه، واعتبار "الإخوان" جماعة إرهابية هو أمر يسير في طريقه من خلال عملية إجراءات داخلية، الأمر الذي يمهد لتبني عددا من مشروعات القوانين التي قدمت في الكونجرس الأمريكي للإعلان عن "الإخوان" إرهابية.
 
كانت لجنة الأمن القومى فى الكونجرس الأمريكى، ناقشت في يوليو 2018 صلة تنظيم الإخوان بالإرهاب، وقال السيناتور رون دى سانتيس، خلال الجلسة، إن الإخوان يشكلون خطرا حقيقيًا على الأمن القومى والمصالح الأمريكية.
 
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يخف منذ بدايات حملته الانتخابية اشمئزازه من أولئك الذين "يضمرون الكراهية والشر" لأمريكا والعالم الحر والقيم الإنسانية والحضارية أو كما قال السيناتور ستيفن لينش، إلى أن العديد من الجماعات الإرهابية تستقى سياستها من جماعة الإخوان، لافتا إلى أن هناك مجموعات تابعة للإخوان تمارس الإرهاب، منها مجموعتا "لواء الثورة" و"حسم" حيث تنفذان عمليات إرهابية فى مصر.‎
 
جلسات الكونجرس لمناقشة إدراج الإخوان فى قوائم الإرهاب منذ تم فتح هذا الموضوع سنة 2015 بعد تقديم 49 طلبا منفصلا من أعضاء فى الكونجرس، ومجلس الشيوخ تطالب الإدارة الأمريكية بإدراج الإخوان كتنظيم إرهابى دولى، وقد قامت الهيئة القضائية فى الكونجرس منتصف عام 2016 بناء على هذا العدد الضخم من الطلبات ومشروعات القوانين المقدمة، بإصدار قرار يلزم الإدارة الأمريكية "إدارة أوباما" آنذاك إما بالإذعان لهذه الطلبات أو تقديم رد مقنع ومرضى لرفضها إدراج الإخوان كتنظيم إرهابى، وكان يجب أن ترد الإدارة فى غضون 40 يوماً على الأكثر، ولم يهتم أحد بالمتابعةإلي أن جاءت وعود ترامب الانتخابية بإدراج الإخوان كتنظيم إرهابى حال وصوله للحكم .
 
لكن تأخر ايضا وكان السبب فى تأخر ترامب طيلة عام ونصف العام عن تحقيق وعده كما يراها الخبراء هو الدولة العميقة داخل أمريكا، والتى تضغط باستمرار على إدارة ترامب .
 
إن المطلب كررته القاهرة منذ اندلاع "ثورة يونيو 2013"، لكن تجاوب ترامب مع الطلب مؤخراً يأتي نتيجة للتقارب المصرى- الأمريكى فى الآونة الأخيرة، بل إن "زيارة الرئيس السيسى إلى واشنطن مؤخراً كان لها أثر إيجابى فى العلاقات الثنائية، والحكومة المصرية سيخدمها كثيراً قرار تصنيف الجماعة فى قائمة الإرهاب".
وجاءت خطوة ترامب فى أعقاب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى 9 أبريل الماضي وبعد اجتماع مغلق حث السيسى نظيره الأمريكى على اتخاذ هذه الخطوة والانضمام إلى مصر فى تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، وكان رد الرئيس الأمريكى بالإيجاب، قائلاً إن ذلك سيكون منطقيًا وهو ما جعل بعض مستشارى ترامب فسروا ذلك على أنه التزام.
 
البيت الأبيض أصدر تعليماته لمسئولى الأمن القومى والدبلوماسيين لإيجاد سبيل لفرض عقوبات على جماعة الإخوان، يفرض مثل هذا التصنيف عقوبات اقتصادية وحظر سفر واسع النطاق على الشركات والأفراد الذين على صلة بالجماعة.
 
وكان لتوثيق جرائم الإخوان فى داخل مصر فى فترة ما بعد ثورة 30 يونيو وكذلك توثيق الشبكات التنظيمية التى يعمل من خلالها الإخوان فى الدول العظمى مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وتقديم هذه الوثائق لصناع القرار فى أمريكا وبريطانيا وألمانيا له أثره فى الداخل وعلى صناع القرار .
 
لا يوجد شك أن هناك عددًا من أعضاء مجلس الكونجرس الأمريكى يرون أن جماعة الإخوان جماعة ارهابية وجميع الجماعات الإرهابية تستقى فكرها من فكر الإخوان لكن فى النهاية القرار في هذا الملف تابع للمخابرات الأمريكية التي تستخدمهم في تنفيذ مخططاتها.
 
لم يتردد الرئيس ترامب فى ذكرهم بالإسم- الاخوان- فى أكثر من مناسبة قبل وبعد توليه الرئاسة، فموقف ترامب تؤيده الأغلبية الساحقة فى الأوساط الشعبية قبل الرسمية لكن الخلاف كان فى كيفية التعاطى مع هذا الشر، إن الدارس لأدبيات بل وممارسات أساتذة وتلاميذ هذا التنظيم وليس الجماعة، يعلم يقينا أنه تنظيم سياسى عسكرى قتالى بكل ما هو متاح من أسلحة. ويعى تماما أن الاختلاف أو الخلاف بين تلك الدكاكين السياسية أو "الدشم" العسكرية ما هى إلا "تقية" و"براجماتية" و"انتهازية" فاقت الميكافيلية في كل شيء، خاصة أن مستشار الأمن القومى، جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبو يدعمان الفكرة.
 
إن السجال الأمريكى العلنى والخفى حول الإخوان والإسلاميين عموما، لا يملك مواصلة تجاهل الخطأين التاريخيين لاثنين من أكثر رؤساء أمريكا شعبية: الجمهورى رونالد ريجان والديمقراطي باراك أوباما، الأول استقبل تلاميذ حسن البنا وسيد قطب – صاحب نظرية "الحاكمية" وتكفير الدولة واستباحة أعراض وأرواح وأموال من هم ليسوا على "ملته"- استقبلهم فى البيت الأبيض وكان سببا لدخول مصطلح "مجاهدين" إلى قاموس اللغة الإنجليزية بالإشارة إلى المقاتلين الأفغان ضد "الغزو" السوفيتى. والثانى لن ينسى له التاريخ محاولته البائسة الفاشلة تمكين الإخوان من رقاب شعوب ومقدرات العرب.
 
ترامب الذى ما زال يثير جدلا فى كل قرار يتخذه إلى حد كبير سواء خارجيا أم داخليا، سيحدث قراره هذا تسونامي أراه أكثر أهمية من أى قرار اتخذه حتى الآن على الصعيد الأمنى البحت كما يرى بشار جرار- متحدث ومدرب غير متفرغ مع برنامج الدبلوماسية العامة بالخارجية الأمريكية- فى مقال له.
 
إن وضع الإخوان كتنظيم إرهابى لا كحزب سياسى أو جمعية خيرية، قرار فى الصميم يأخذ الأمور مواجهة بلا مواربة. الأمر الذى سيؤدى إلى عملية فرز أمنية -عربيا وأوروبيا- ومن ثم تتوالى دوائر التأثير لتشمل الكثير من الأمور الحساسة قانونيا وسياسيا وفكريا وثقافيا وإعلاميا.
 
القرار الامريكى أثار الزعر فى دول الشر التي تدعمهم أو تأويهم ووضح ذلك فى تناولهم السياسى والإعلامى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة