"أحببتى البتولية وأنت كنت صغيرة فى سن الطفولية يا نجمة منيرة" طوباك يا قديسة دميانة"، أمام قبر القديسة دميانة بديرها بالبراري وقفت أنجيل ترتل مدائح القديسة بعدما اتمت زيارة قبر الانبا بيشوي رئيس الدير الراحل، فى الوقت الذى تزاحم فيه آلاف الزوار لحضور صلوات القداس والمبيت جوار الدير فى أسبوع الاحتفال بمولد القديسة دميانة الذى بدأ اليوم وينتهى الأسبوع المقبل بديرها بالبرارى بمحافظة الدقهلية.
من هى القديسة دميانة صاحبة الدير الشهير؟
القديسة دميانة عاشت بتولًا مع أربعين عذراء فى ديرها بالبرارى، تركت قصر والدها الوالى مرقص وصولجانه، أخلصت لرسالة المسيح ومحبة الله، تصلى قيامًا وقعودًا، تتفكر فى دنيا زائلة وتستعد لآخرة قريبة، تبحث عن خلاصها من العالم، فتموت شهيدة بيد رسول الملك "دقلديانوس" الذى قتل فى عهده آلاف الشهداء المسيحيين بعدما رفضوا العودة إلى الوثنية فى مثل هذا اليوم بالقرن الثالث الميلادى، وبعد كل هذا العمر يصر الأقباط على تحية شهدائهم وتذكرهم فى أعيادهم، فتقام لهم الليالى، وتذبح تحت أقدامهم النذور، وتوهب لهم العطايا، وتطلب منهم البركة.
القمص بطرس بطرس وكيل إيبراشية دمياط وكفر الشيخ والبرارى قال لليوم السابع، إن احتفالات الدير بدأت اليوم وتستمر حتى الأسبوع المقبل تحت حراسة الشرطة التى سمحت بمبيت زوار الدير فى خيام مخصصة لهذا الغرض بالساحة الخارجية له ووضعت شروطًا تضمن أمن وسلامة الزوار مثل الاستجابة لتعليمات الكشافة الكنسية وتفتيش الحقائب الكبيرة وعدم اصطحاب الأسلحة والآلات الحادة
وتابع: كما سمحت الشرطة بتواجد الباعة ومظاهر الموالد الشعبية مثل المراجيح والألعاب فى محيط الدير أيضًا مؤكدًا أن الدير يستقبل المسلمين والأقباط الذين يتبركوا بتلك الزيارة على أن يترأس الأنبا ماركوس أسقف الإيبراشية صلوات الليلة الختامية للدير.
فى دير القديسة دميانة.. شفاعة وأمنيات
كنيسة قبر القديسة دميانة عمودان من الرخام وأيقونة كبيرة للقديسة دميانة، أسفلهما خزينة تضم رفات الشهيدة وجزء من خشبة الصليب التى شهدت صلب المسيح، حيث دفنت أسفل الكنيسة مع الأربعين عذراء ووجدت رفات لهم فى عصر الإمبراطورة هيلانة، ثم جاء طوفان اكتسح الدير وبقى منه عمودان أعاد الأنبا بيشوى نصبهما فى عهده، تحوطهما الشموع من كل اتجاه يطلب الناس حبًا ونورا، منهم من يطلب طفلًا ومنهم من يرجو شفاعة القديسة فتشفى له مريضًا، ولا يرد الله لأجلها أحدًا.
حول قبر القديسة، أيقونات أثرية، وأخرى حديثة، وزجاج معشق رسمته أيادى الراهبات بالألوان، ترى أيقونة للقديس أنطونيوس أبو الرهبنة، جوارها صورة للقديسة دميانة والأربعين عذراء مرسومة على الحائط.
أمام الكنيسة دير قديم كان مقرًا لرهبان الخدمة، عمل الأنبا بيشوى اسقف الدير الراحل على الحفاظ على طابعه الأثرى فرممه بنفس نوع الحجارة المستخدمة في بنائه بمساعدة وزارة الآثار، وعلى اليسار كنيستين أثريتين، الأولى تحمل اسم الأنبا انطونيوس أبو الرهبنة القبطية تم اكتشافها عام 99 وصدر قرارا من هيئة الآثار بإعادة بنائها مرة أخرى وأثناء إعادة البناء تم اكتشاف كنيسة أخرى وحملت اسم الأنبا بولا، وبنيت لهما القباب، فى مدخل الكنيسة الأولى مكانًا لغسل الأقدام يعود إلى تأسيس الدير حيث كان الرجال يغسلون أرجلهم فيه قبل الدخول إلى الكنيسة، ويربط بين الكنيستين ممر واحد.
أسفل الدير وعلى مساحة كبيرة صهريج مياه آثرى يعود إلى القرن الرابع الميلادى، ما زال محتفظًا بألوان بياضه حتى الآن بطول 35 متر، وعرض أربعة أمتار ونصف، تجرى فيه المياه حتى اليوم.
إلى جانب الكنائس الآثرية كنيستين للراهبات، ومبنى محلق يضم القلايات ومكتبة ومركز أبحاث، وأعلى الدير خزانات طاقة شمسية لتوليد الكهرباء، وتظهر من أعلى الحدائق المحيطة بالدير ومزارعه وهى من ضمن الأماكن المسموح للراهبات بالتجول فيها.
فى محيط الدير، مقابر أقباط قرية "دميانة" التى يقع الدير فيها بالإضافة إلى مقابر الراهبات ومقابر أخرى، لـ"حبايب الدير"، الذين أحبوا أن يدفنوا فيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة