محمد فودة

محمد فودة يكتب.. رمضان بطعم "الأيام الحلوة"

السبت، 04 مايو 2019 06:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ساعات ويهل علينا شهر رمضان المبارك أعاده الله على الأمة العربية والإسلامية بالخير والبركات، ساعات قليلة ونعيش فى أجواء تلك الروحانيات التى تهب علينا بنسائم الحب والود والتراحم.. فليتنا نتخذ من تلك الأيام المباركة التى باتت على الأبواب فرصة لأن نعيد إحياء أشياء كثيرة افتقدناها وسط زحمة الحياة وبسبب انشغال البعض بالقيل والقال وتوافه الأمور.
 
نعم ليتنا نتخذها فرصة لننظف قلوبنا من آثار تصرفات الحقد والكراهية التى للأسف الشديد أعمت القلوب وخلقت القسوة التى اصبحت تحل محل الطيبة والسماحة وراحة البال.
 
اللهم ببركة هذه الأيام المباركة أن تمنحنا القدرة على اقتناص تلك الفرصه لنستعيد البراءة والنقاء والصفاء النفسى، داعيا المولى عز وجل ان يوفق قائدنا وزعيمنا الرئيس عبد الفتاح السيسى وأن يعينه على اجتياز تلك المرحلة الصعبة ليصل بسفينة التنمية والرخاء إلى بر الأمان .
 
لقد كنت دائما وعلى المستوى الشخصى شديد الارتباط بتلك الايام العطرة التى كانت بالنسبة لنا حينما كنا صغارا تبدأ بشكل مبكر  وبالتحديد فى "ليلة الرؤية" التى كانت تتخذ اشكالاً متنوعة تختلف من مجتمع لآخر  ومن بلد لآخر، خاصة أن أبرز ما يميز هذه الاحتفالات المتزامنة مع قدوم ليلة الرؤية هو تلك المظاهر الفولكلورية المستوحاة من العادات والتقاليد التى ظلت أحد أهم وأبرز ما يميز مجتمعنا الشرقى، فحينما كنا صغاراً فى مسقط رأسى بمدينة زفتى فى محافظة الغربية كانت تلك الليلة من أجمل ليالى العمر  حيث أجواء البراءة والحب الحقيقى النقى والعلاقات الانسانية الصافية التى لم تكن تعرف الزيف ولا علاقة لها من قريب او بعيد بلغة المصالح والتوازنات فكنا نعيشها بكامل تفاصيلها البريئة حتى مطلع الفجر نستمتع بأحلى لحظات العمر ونحن نقضيها فى استقبال الشهر الفضيل .
 
وحينما يتعلق الأمر يشهر رمضان فإنه من الطبيعى أن نعود بالذاكره الى تلك الايام الحلوة والزمن الجميل .. نعرد الى حيث أيام "مدفع رمضان" الذى حتى وإن كانت هناك ادوات ووسائل كثيرة ظهرت واصبحنا نعرف من خلالها موعد آذان المغرب الا ان فرحة سماع صوت المدفع كانت تصنع فى النفوس متعة خاصة جداً لا تقل عن متعتنا ونحن نستمع إلى تواشيح النقشبندى التى حفظناها عن ظهر قلب حينما كانت تذاع فى الراديو قبل موعد آذان المغرب بدقائق وكيف لا نحفظها وتخترق أفئدتنا وهى ما تزال بصوت النقشبندى تجعل من يسمعها  تسعرى فى جسده القشعريرة من شدة الخشوع ومن فرط الأداء المتقن الذى جعل هذا الصوت الملائكى ما يزال يعيش بيننا باعتباره أحد ملامح أيام وليالى رمضان جنباً إلى جنب "المسحراتى" الذى كان له فرحة تسعد الكبار والصغار، قبل أن يصبح الآن مجرد طقس فولكلورى بعد أن ارتبط  بهذا الرجل الذى أصبح الآن يتجول فى المناطق الشعبية خوفا من الانقراض خاصة بعد ان تحول الى مجرد عادة قديمة وهو ما ينطبق ايضاً على فانوس رمضان الذى على الرغم من التغيير الكبير الذى طرأ عليه وخاصة ظهور الفانوس الصينى، إلا أن فانوس رمضان القديم التقليدى سيظل ذكرى مرتبطة برمضان وخاصة الفانوس القديم الذى أحببناه من قلوبنا، حينما كانوا يصنعونه من الزجاج الملون، ويتم إضاءته بالشمعة قبل طغيان اللمبات الحديثة، وأيضا قبل أن تشوهه الأغانى والأشكال المتحركة.
 
رمضان بالنسبة لى بمثابة  "كوكتيل"  من المظاهر الانسانية والروحانية المتشابكة والمتداخلة .. فرمضان هو صلاة التروايح والخيام الرمضانية التى تنتشر فى كل مكان وتقدم من خلالها السهرات الغنائية والطرب الجميل واللحظات الحلوة.
 
رمضان بالنسبة للشعب المصرى هو الصيام كما يجب أن يكون والصلاة فى اوقاتها وتبادل الزيارات التى تحافظ على ما تبقى من علاقات اجتماعية كانت تميزنا عن سائر شعوب العالم  .. حيث تخلق تلك الزيارات المتبادلة حالة خاصة جداً حينما يتخللها تناول المأكولات التى ارتبطت بالشهر الكريم وخاصة الحلوى مثل الكنافة والقطايف والمشروبات الرمضانية الشهيرة مثل العرقسوس وقمر الدين والخروب والسوبيا .
 
وكل عام ومصرنا بخير تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى .
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة