أحمد إبراهيم

التسامح.. فضيلة الفضائل فى رمضان

السبت، 04 مايو 2019 08:43 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيرة هى الآيات التى جاءت فى كتاب الله المنزل، التى تحض على التسامح، وتنير إليه العقول والقلوب، لأن فضيلة التسامح من الأعمدة القوية التى تستند عليها الأخلاق فى المجتمعات وحاجة ملحة لتوطيد التعليش السلمى بين أفراد المجتمع، وحتى أفراد العائلة الواحدة، فهى البلسم الذى يشفى جروح الانشقاقات والتشققات بين أفراد المجتمع، حيث ذكر الله فى كتابه العزيز " فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ" الآية 40 من سورة الشورى، وايضا قوله جل تعالى" وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ أن اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" البقرة237، وقوله عز من قال " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" الحجرات (10)، وجميعها تدفع إلى ضرورة غرس خصال التسامح فى نفوس البشر، وأن يتقدم العفو عن العقاب، فالتسامح والعفو عند المقدرة يحرك القلوب ويصفى النفوس ويمد حبال المحبة والوئام بين البشر.
 
وشهر رمضان الكريم الذى بدأت نفحاته تهل علينا، معروف بأنه شهر يعظم فضيلة التسامح ويعلى من قدرها، فمن غير المعقول أن تتجاور فى القلوب نسمات الورع والتقوى والقرب من الله فى هذا الشهر الفضيل، مع الضغينة والخصام والشقاق، فيجب أن تصفو النفوس وتتخلى القلوب عن أى حقد أو غل أو كره، ضد أى شخص مهما جرى منه، وأن تكون اللغة بين الناس هى التسامح والصفو والوئام.
 
علينا أن نغلق آذاننا عن وسوسة الشيطان، الذى يزين دائما لبث الكراهية والحقد والشقاق بين الناس، وألا نستمع لصوت يصور لنا التسامح على أنه ضعف ووهن، فالتسامح لم يكن أبدا ضعفا أو وهنا، بل هو قدرة كبيرة على صنع الود والمحبة بين الناس، وترسيخ مبادئ حسن العشرة والأخلاق فى المجتمع.
 
علينا أن نستقبل شهر رمضان وقلوبنا صافية، ليس بها شائبة من حقد أو غل أو كره، وليس بها سوى الحب والود والإخاء للجميع، فهيا نتصل بكل من كان بيننا وبينه مشكلة أو سوء فهم، لنزيل ما حدث من رواسب، هيا نبادر ونمد أيدينا حتى لمن تسبب فى أذى أصابنا، لنضعه بأخلاقنا وتسامحنا فى موقف النادم على ما فعله، بل ويتمنى لو عاد به الزمن ألا يفعله مرة أخرى، وتعالوا نمد جسور الوئام والتواصل مع من شابت علاقتنا معه الجمود والشقاق لنمد معه أواصر الود مرة أخرى، هيا نفعل كل ذلك، وسنرى أن التسامح سيكون له مردودا إيجابيا كبيرا على القلب والنفس وراحة البال، وقبل كل ذلك رضا الله سبحانه وتعالى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة