وأضاف بوقادوم، في كلمته خلال مأدبة إفطار أقامتها وزارة الشؤون الخارجية، اليوم الأربعاء، بحضور السفير أيمن مشرفة سفير مصر بالجزائر وعدد من السفراء الأجانب المعتمدين بالجزائر بمناسبة الاحتفال بيوم إفريقيا أن "الاحتفال كل هو محطة متجددة لتجديد التقارب بين الشعوب الأفريقية وتعزيز إيمانهم بأهمية الوحدة الأفريقية".

وأشار إلى أن يوم افريقيا الذي يوافق الذكرى 56 لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية التي تحولت إلى الاتحاد الأفريقي يجب أن تكون فرصة للدول الأفريقية من أجل وقفة للتأمل في أحوال القارة التي نجحت في التحرر من الاستعمار.

وقال "يجب أن تكون هذه الذكرى فرصة لتقييم ما تم إنجازه منذ عام 1963 من خلال مراجعة شاملة لما تم، ورسم للخطوات المستقبلية لتعزيز هذا الصرح الإفريقي المهم"، مشيرا إلى أن الاحتفال هذا العام يأتي فيما تشهد القارة تطورا ملحوظا في التنمية المستدامة، بالإضافة إلى توحيد المواقف الأفريقية السياسية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل إصلاح مجلس الأمن وقضية تغير المناخ وقضايا الهجرة غير الشرعية واللاجئين.

وأشار إلى أنه على الجانب الاقتصادي شهدت الدول الأفريقية تسجيل نسب نمو مشجعة جعلها في طليعة الوجهات للاستثمارات الأجنبية، موضحا أن إنشاء منطقة التجارة الحرة الأفريقية تعد ثمرة مهمة للتعاون المشترك، وهي المنطقة التي سيتم إطلاق مرحلتها الأولى في القمة الأفريقية المقبلة في النيجر في شهر يوليو المقبل.

ونوه وزير الشؤون الخارجية الجزائري بجهود بلاده في المسار التكاملي الأفريقي من خلال 3 مشاريع أولها الطريق السريع عبر الصحراء (الجزائر العاصمة – لاجوس) بطول أكثر من 2000 كيلومتر، وهو في مرحلته النهائية، وثانيها مشروع الألياف البصرية الذي سيصل بين الجزائر العاصمة والعاصمة النيجيرية أبوجا، وثالثها خط أنابيب الجزائر العاصمة – لاجوس والذي سيسهم في التنمية الاقتصادية في منطقة الصحراء الكبرى.
وقال إن النمو الاقتصادي لا يمكن أن يتحقق في مناطق وظروف تتسم بالتوتر، لذلك أعلنت الجزائر عن تأييدها لخارطة الطريق الأفريقية لوقف النزاعات المسلحة بحلول عام 2020، ووضع الأطر القانونية لمحاربة الإرهاب ووقف كل محاولات زعزعة الاستقرار في البلدان الأفريقية، مشيرا إلى أن الإرهاب يستغل الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة لتحقيق أهدافه.

وأشار إلى أن الجزائر لها جهود كبيرة في مجال اللاجئين والنازحين وتتكفل بأعداد كبيرة من اللاجئين على مبدأ حسن الضيافة والتضامن، موضحا أن الجزائر بها أقدم مخيم للاجئين في القارة السمراء.
من جانبه، قال السفير جوزيف امبافو سفير الكاميرون بالجزائر وعميد السلك الدبلوماسي، إن الجهود الأفريقية من أجل تعزيز التعاون المشترك والنهوض بالقارة السمراء مقدرة، ولكن يجب زيادتها.

وقال السفير الكاميروني في كلمته خلال الاحتفال إن قضية اللاجئين والنازحين يجب أن تجد اهتماما أكبر من كافة الدول، مضيفا أن بعض مناطق النزاعات استقرت وعاد بعض اللاجئين إلى مناطقهم، ولكن مازال هناك الكثير غيرهم مشردين.
وطالب بإيلاء أهمية أكبر للتنمية المستدامة في أفريقيا، وقال إن البنية التحتية في القارة السمراء تحتاج إلى مبلغ 700 مليون دولار لتنميتها والنهوض بها، ولا يتوفر منها سوى 100 مليون دولار فقط، داعيا إلى الاستثمار في هذا المجال.