وأشار جعجع - في كلمة له عقب اجتماع تكتل الجمهورية القوية (الكتلة النيابية لحزب القوات اللبنانية) - إلى أنه يجب بذل المزيد من الجهد والعمل لتحسين الموازنة العامة، مشيرا إلى أن البندين الرئيسين فيها هما اكتتابات المصارف الذي سيؤمن دخلا للدولة بقرابة المليار دولار، والرسوم المستجدة على الواردات من الخارج (2% على السلع والمنتجات المستوردة) مؤكدا أنها أصبحت ضرورة انطلاقا من العجز الكبير في ميزان المدفوعات ومحاولة تشجيع وتدعيم الصناعة والمنتجات المحلية.

وأكد أن هناك العديد من البنود الإصلاحية الأخرى المفيدة التي يجب أن تشهد تقدما في العمل بها، مثل زيادة إيرادات التحصيل الجمركي عبر شراء أجهزة المسح الإلكترونية لمستوعبات البضائع بالموانىء للتأكد من طبيعة البضائع الواردة، وإغلاق المعابر الحدودية غير الشرعية التي لدى الأجهزة الأمنية والعسكرية لائحة بها ومراقبتها أمنيا من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة، ورفع معدلات التحصيل الضريبي للضرائب المعمول بها حاليا ودونما فرض المزيد من الضرائب.

وكانت الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري، قد انتهت أول من أمس الإثنين، من إنجاز موازنة عام 2019 وأحالتها إلى المجلس النيابي. حيث بلغت نسبة العجز مقارنة بالناتج المحلي 59ر7% بالموازنة الجديدة، ووصل الإنفاق العام بها إلى 23 ألفا و 340 مليار ليرة (15 مليارا و 560 مليون دولار) يضاف إليها مبلغ 2500 مليار ليرة (مليار و 666 مليون دولار) تمثل مبلغ الدعم لمؤسسة الكهرباء العمومية (كهرباء لبنان) لتغطية العجز في قطاع الكهرباء، وفي المقابل جاءت الواردات بقيمة 19 ألفا و 16 مليار ليرة (12 مليارا و677 مليون دولار) . 

من ناحية أخرى، أعرب جعجع عن استيائه الشديد من حملة التراشق والسجالات الحادة بين بعض مسئولي التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، على خلفية المناقشات المتعلقة بمطالبة وزير المهجرين غسان عطا الله (المنتمي للتيار) بمبلغ 40 مليار ليرة (نحو 27 مليون دولار) لموازنة وزارته خلال الجلسة الأخيرة من جلسات الحكومة لمناقشة مشروع الموازنة العامة، وتحول الأمر إلى تهجم وسجال شخصي طال وقائع وظروف الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت قرابة 15 عاما (1975 - 1990) .

وقال:"آخر ما نريد أن يكون هناك أي إشكالية مع التيار الوطني الحر، ولو أننا نسعى إلى ذلك، لما كنا قد دعمنا وصول العماد ميشال عون (الزعيم التاريخي للتيار) إلى رئاسة الجمهورية.. وزراء القوات طرحوا المسألة بشكل تقني وأبدوا الرأي بالاعتراض على هذا المبلغ لعدم اقتناعهم بأسبابه، وبدلا من أن يكون الرد بشكل تقني، تحول الأمر إلى تهجم علينا".

وشدد رئيس حزب القوات اللبنانية على أن لبنان يواجه الآلاف من المشاكل التي تقتضي التعاون بين جميع القوى السياسية من أجل حلها، بما يحقق مصالح اللبنانيين، وليس العودة إلى الماضي. مضيفا: "نحن لم نوقع ورقة المصالحة مع التيار الوطني الحر لنعود ونختلف معه، وإنما لأننا مؤمنون بها وأمامنا العديد من المشكلات التي من الممكن أن نتعاون من أجل التوصل لحلول لها".