39 عامًا على تأسيس أسقفية الشباب.. البابا شنودة سلم العقيدة المسيحية من جيل إلى جيل.. كيف سيطر التيار المتشدد كنسيًا عليها فى السنوات الأخيرة؟.. والبابا تواضروس يحاول إصلاحها وإبعاد التيار التقليدى عنها

الثلاثاء، 28 مايو 2019 07:00 ص
39 عامًا على تأسيس أسقفية الشباب.. البابا شنودة سلم العقيدة المسيحية من جيل إلى جيل.. كيف سيطر التيار المتشدد كنسيًا عليها فى السنوات الأخيرة؟.. والبابا تواضروس يحاول إصلاحها وإبعاد التيار التقليدى عنها الكنيسة تواصل اهتمامها بالشباب
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى نهايات السبعينيات، كان البابا شنودة الثالث قد لاحظ توغل التيارات الإسلامية فى الشارع المصرى الأمر الذى أشعره بالقلق على مستقبل الشباب المسيحى وسط حالة الاستقطاب تلك، تفتق ذهنه إلى تأسيس أسقفية للشباب المسيحى يضمن بها تسليم العقيدة الأرثوذكسية من جيل إلى جيل، ويضم مستقبل الكنيسة تحت جناحه، فما كان منه إلا أن اختار القمص انجيلوس البراموسى الذى كان يخدم بنشاط كبير فى قطاعات الشباب ببنى سويف والمنيا بتلك الابتسامة الحانية والمحبة التى ينشرها إينما حل، وبالفعل فى نهاية مايو من العام 1980 رسم (عين) البابا شنودة، البراموسى اسقفا للشباب باسم الانبا موسى وقد حمل الرجل على عاتقه تأسيس تلك الأسقفية الوليدة مع مجموعة من المكرسات اللاتى نذرن أنفسهن لخدمة أطفال وشباب الكنيسة.
 
عبر السنوات صارت أسقفية الشباب رمزا وعلامة، طورت من أساليب الوعظ ومن مناهج التربية الكنسية، ضم الأنبا موسى كهنة للخدمة جواره ثم طلب من البابا شنودة أن يعين له مساعدا مرجحا كفة الانبا رافائيل وهو الشاب الذى تربى على إيدى الانبا موسى فى تلك الإيبراشية مقررا اتخاذ كل المسالك التى سلكها أستاذه بداية من دخول كلية الطب مرورا بالرهبنة فى دير البراموس نفسه الذى خرج منه أبيه الأنبا موسى وحتى الخدمة جواره.
 
 
استفادت اسقفية الشباب من تجارب الكنائس الأخرى فى رعاية الشباب، فتأسس مهرجان الكرازة أسوة بمهرجانات الكنيسة الإنجيلية التى كانت تستقطب قطاعات واسعة من الشباب الأرثوذكسى وهو الأمر الذى أزعج الكنيسة القبطية ودفعها لتطوير أساليبها التعليمية، ودخلت أنشطة كثيرة فى الكنائس من بوابة أسقفية الشباب وصارت مؤتمراتها ومهرجاناتها متنفسا للشباب المسيحى يحقق معادلة الخدمة الكنسية والأنشطة الشبابية فى آن واحد إلا أن السنوات الأخيرة ومنذ أن تقدم عمر الأنبا موسى الملقب بحبيب الشباب بدأت تيارات متشددة كنسيا تسيطر على الايبراشية، ومع الوقت صارت تاسونى "فيبى" مساعدة الأنبا موسى  المتحكمة فى مقاليد الإيبراشية وقراراتها أكثر من أى وقت آخر.
 

كيف سيطر التيار المتشدد كنسيًا عليها فى السنوات الأخيرة؟

فى السنوات الأخيرة، سيطر خدام جماعة كنسية تلقب نفسها بـ"حماة الإيمان" -عرف عنها التشدد ومهاجمة تعاليم الكنائس الأخرى بل وقرارات البابا الحالى- على لجان مفصلية فى أسقفية الشباب من بينها لجان العقيدة التى تعقدت مؤتمرات سنوية خارج القاهرة فى بيوت الشباب التابعة للكنيسة ، الأمر الذى دفع البابا تواضروس الثانى إلى أن يقرر إبعاد أسقفية الشباب عن العقيدة والاكتفاء بدورها الرعوى فى مهرجان الكرازة.
 
 
قرار البابا الذى اتخذه قبل عامين دفع أسقفية الشباب لحذف مهرجان العقيدة من جدولها السنوى بعد أن تم تغيير اسمه العام الماضى لمؤتمر الدراسات اللاهوتية فى محاولى لتلاشى غضب البطريرك.
 
كذلك فإن البابا تواضروس قد قرر قبل ثلاث سنوات تعيين الانبا بافلى الأسقف العام، اسقفا للشباب بالإسكندرية وقد أعلن البابا هذا القرار إبان زيارته للولايات المتحدة الأمر الذى أزعج الأنبا موسى وتسبب له فى ذبحة صدرية دخل على أثرها المستشفى فلم يلبث البابا إلا أن تراجع عن القرار وعين الأسقف الشاب نائبا له بالإسكندرية واسقفا لكنائس شرق الإسكندرية، البابا أكد لمقربين منه عدم رضاه عما آلت إليه الأمور فى خدمة الشباب ومن ثم فإن محاولته تعيين الانبا بافلى الذى عرف بنشاطه البالغ وتأثيره فى الشباب كانت رغبته منه فى تدارك ما وصلت إليه الأسقفية المحورية.
 
كيف حاول البابا تواضروس إصلاحها وإبعاد التيار التقليدى عنها
 
مبادرة أخرى قادها البابا تواضروس فى قطاع خدمة الشباب إذ أطلق العام الماضى وفى شهر أغسطس ملتقى لشباب الكنيسة كانت أسقفية الشباب بعيدة كل البعد عنه فلم يحضر الأنبا موسى حفل الافتتاح إذ كان منشغلا بحضور ملتقى أخر لشباب أوروبا باليونان.
 
 
تسببت سيطرة التيار المتشدد على أسقفية الشباب فى أزمة كبيرة كان بطلها الراهب القس سرافيم الباراموسى المشرف على مدرسة الإسكندرية للدراسات اللاهوتية وهى مدرسة بحثية متخصصة فى اللاهوت والدراسات الآبائية يقوم عليها مجموعة من شباب الباحثين فى مجال الدراسات الكنسية تترجم عن لغات أخرى وتطلع على كتابات آباء الكنيسة الأوائل، إلا أن إصدارات تلك المدرسة المحسوبة على التيار المستنير دفعت خدام جماعة حماة الإيمان لتقديم مذكرة بما اسمته الأخطاء العقائدية لمدرسة الإسكندرية للبابا تواضروس مطالبين بمحاكمة الراهب سرافيم الباراموسى وهو الأمر الذى انتهى بلا أية إجراءات كنسية بينما انخرط الباراموسى فى سلسلة كتابات على مواقع التواصل الاجتماعى بعنوان إلى السيدة ف، وكان يقصد تاسونى فيبى الحاكم الفعلى لأسقفية الشباب منتقدا سياساتها التى أدت لسيطرة جماعة حماة الإيمان على كافة إصدارات الأسقفية وتوجهاتها.
 
 
سيطرة تلك الجماعة ظهر واضحا فى كتاب مهرجان الكرازة لعام 2019، إذ تضمن فى صفحاته الأولى كلمة بعنوان لمسة وفاء للأساقفة الذين رحلوا ضم كافة الذين توفوا العام الماضى من آباء الكنيسة فيما عدا الانبا ابفانيوس والذى كان خدام تلك الجماعة يصفونه صراحة بالمهرطق والخارج عن الإيمان.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة