"بسمارك"المستشار الأول.. حين يخدم " السلاح " الدبلوماسية ..موحد ألمانيا تمكن من جمع ثلاثين ولاية مستقلة تحت علم دولة واحدة.. ورفع شعار القضايا الكبرى تحل بالحرب وليس بالكلمات

الإثنين، 27 مايو 2019 08:00 م
"بسمارك"المستشار الأول.. حين يخدم " السلاح " الدبلوماسية ..موحد ألمانيا  تمكن من جمع ثلاثين ولاية مستقلة تحت علم دولة واحدة.. ورفع شعار القضايا الكبرى تحل بالحرب وليس بالكلمات بسمارك
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دور الفرد فى التاريخ

مضت مواكب التاريخ تتقدمها دول وتتأخر فيها غيرها، وبين حقبة وأخرى تتبدل المواقع، ويتقدم المتأخرون والعكس. ولأن الدول تتأسس على ركائز اجتماعية عمادها البشر، فحركة التاريخ إنما هى فى جوهرها توثيق لحركات البشر. وعلى امتداد كتاب الزمن المفتوح لمعت بلدان وتألق نجمها، وكان لبعض أبنائها فضل فى هذا اللمعان، بقدر تميزهم الفردى الواضح وقدرتهم على الاندماج فى جماعتهم وسياقهم. وعلى امتداد أيام رمضان نفتح تلك المساحة لاستضافة باقة من رموز التاريخ القديم والحديث، ممن لعبوا أدوارا عظيمة الأهمية والتأثير، وقادوا تحولات عميقة الفعل والأثر فى مجتمعاتهم، وربما فى العالم وذاكرته ووعيه بالجغرافيا والزمن والقيم، فكانوا مصابيح مضيئة فوق رؤوس بلدانهم، حتى أننا نراها اليوم ونستجلب قبسا من نورها، تقديرا لأدوار فردية صنعت أمما وحضارات، ولأشخاص امتلكوا من الطاقة والطموح والإصرار ما قادهم إلى تغيير واقعهم، وإعادة كتابة التاريخ.

السياسيون الذين يغيرون وجه العالم نوعان. الأول: يرى فى مبدأ «اللاعنف» السبيل الوحيد، لخلاص العالم من ويلاته، كـ«غاندى، ومارتن لوثر كينغ»، والثاني: وهو الأعم والأكثر فى التاريخ الإنساني- من يحقق بالحرب أهدافًا سياسية، ليست بالضرورة كلها شرًا مطلقا.
 
وأفضل نموذج يمكن أن يبرهن على صحة تلك الفرضية هو فون بسمارك، الذى تمكن من توحيد ثلاثين ولاية مستقلة تسيطر عليها قوتان متناحرتان «النمسا وبروسيا» إلى ما يعرف الآن باسم «ألمانيا الموحدة» أحد أكبر اقتصاديات العالم، بفضل معركتين رئيستين حققتا الوحدة. الأولى: شنها ضد الإمبراطورية النمساوية، خصمه الأول، والثانية: ورط فرنسا فى إعلان الحرب على بروسيا أو ما عرف باسم بالاتحاد الشمالى الألماني، ليضع الجنوب الألمانى فى مأزق الدفاع عن شماله وبذلك تم توحيد ألمانيا الشمالية والجنوبية بفضل تلك الحرب.
 
شيئًا آخر ساعد بسمارك فى الوصول للوحدة التى أرادها وهو أن دهاءه السياسى كان لا يقل عن دهائه الحربى، فقد كان يعرف بالضبط متى يتوقف السلاح لتحل مكانه الدبلوماسية، وقد تجلى ذلك فى قبوله صلح الإمبراطورية النمساوية بعد انتصار بروسيا عليها، فيما كان ملكه آنذاك «الملك فيلهلم الأول» يرى حينها ضرورة استكمال الحرب وحصد أراضى الإمبراطورية النمساوية، بينما رأى بسمارك أن الصلح سيطلق يد بروسيا لتفعل ما تشاء فى الاتحاد الألمانى، وقد كان هذا بالضبط ما أراده بسمارك من تلك الحرب فى تلك اللحظة. 
 
بسمارك أيضًا على الرغم من عظمته وعبقريته السياسية لم يكن يؤمن بالديمقراطية الحقيقية، فقد كان يراها تحد من سلطته وتحول بينه وبين ما يريد تنفيذه، لذا عمل على التضحية بها فى سبيل تحقيق ما يطمح فيه، وهو ما سيفسر لاحقًا سر عدم اهتمامه بالقوى الشعبية، أو المعارضة فى البرلمان، أو بالأحزاب كحزب الاشتراكيين الديمقراطيين والصحف التى صادرها ووصف أصحابها بالغوغائيين. ويمكن القول إن ما كان يهم بسمارك فقط هو مصلحة بروسيا فى المقام الأول، وتوحيد ألمانيا.
 

بداية الطريق 

فى عام 1863 استولت بروسيا التى كان ملكها آنذاك «فيلهلم الأول» ورئيس وزرائها بسمارك، على ««شلسفيغ وهولشتاين» وهو ما أثار حفيظة الإمبراطورية النمساوية والاتحاد الجيرمانى، ليقرر الاتحاد حينئذ عقد اجتماع فى فرانكفورت، خلص إلى ضرورة مكافحة بروسيا، وهو ما رآه عضو بروسيا إعلان للحرب. وقد كان. 
 
قامت الحرب إذن بين النمسا وبروسيا، وانتهت سريعا لصالح بروسيا، رغم انضمام عدد من الجيوش إلى صالح النمسا كمعظم ولايات ألمانيا الشمالية وجميع ولايات ألمانيا الجنوبية. ورغم ذلك تمكنت بروسيا من هزيمتهم فى ظرف سبعة أسابيع بفضل استخدام القوات البروسية أسلحة أسرع وأفتك مما كانت لدى الإمبراطورية النمساوية.
 
النصر السريع الذى سمته بروسيا فيما بعد بـ«الحرب الخاطفة» دفع الإمبراطورية النمساوية إلى الاستسلام الفورى وتقديم عرض سلام تضمن إعطاء بروسيا كامل حرية التصرف فى الاتحاد مقابل عدم تنازل النمسا عن شبر واحد من أراضيها لـصالح بروسيا.
بسمارك يتحدى إمبراطور بروسيا:
 
العرض الذى قدمته النمسا لبروسيا، سبب خلافًا بين الإمبراطور فيلهلم الأول ورئيس وزرائه بسمارك، إذ ارتأى الأول ضرورة موصلة الحرب للاستيلاء على اراضى النمسا، بينما رأى بسمارك إن عرض النمسا لحرية تصرف بروسيا فى الاتحاد أفضل من الدخول فى حرب ثانية، لينتهى هذا الشقاق بموافقة الإمبراطور على قرار بسمارك بعقد السلام مع النمسا مقابل حرية تصرف بروسيا فى الاتحاد.

«تكوين الاتحاد الشمالي»

بفضل الصلح الذى عقدته بروسيا مع النمسا، حل الاتحاد الألمانى وتمكنت بروسيا من ضم شلزويج وهولشتاين وفرانكفورت وهانوفر وهسن وكاسل وناساو، كما ضمت إمارات شمال ألمانيا الأخرى لتكوين ما سمى بعد ذلك «بالاتحاد الألمانى الشمالى» هو ما أقلق فرنسا التى رأت فى تسارع نمو القوة الألمانية، نذير خطر على فرض قوتها على الولايات الألمانية والدول المجاورة.

«إعلان فرنسا الحرب على الاتحاد الشمالى»

يمكن القول إن بسمارك هو الذى دفع فرنسا لإعلان الحرب على الاتحاد الشمالى، لخلق سبب قومى لتوحيد كل القوى والشعوب الألمانية ضد عدو خارجى، وكانت أقوى الذرائع التى لجأ إليها واستخدمها فى هذا الصدد ترشيح بروسيا الأمير الألمانى «ليوبولد» ابن عم ملك بروسيا فيلهلم الأول وهم كذلك من عائلة ألمانية حاكمة واحدة يطلق عليها آل هوهنتسولرن للعرش الإسبانى عقب نجاح الثورة الإسبانية وخلو العرش، وقد كانت الدول الأوروبية آنذاك تبحث عن مرشح لينصب ملكا جديدا على إسبانيا.
 
احتج الفرنسيون بطبيعة الحال على الاختيار حفاظا على نفوذهم فى إسبانيا من أى تأثير من جهة بروسيا، فعاد البروسيون فى قرارهم وتخلوا عن ترشيح الأمير بعد ضغط دبلوماسى فرنسى قاده السفير الفرنسى فينسنت بيندتى رغبة من نفسه فى حل القضية من دون إثارة حرب مع فرنسا، لكن رغم ذلك، تعسف الفرنسيون بعد رضوخ البروسيين لهم وأرادوا ضمانة بألا يتم تولية أمير من آل هوهنتسولرن على إسبانيا مطلقا وبُعث وزير الخارجية الفرنسى أنطونيو غرامونت لهذا الغرض. قوبل الطلب الفرنسى برفض من الملك البروسى فيلهلم الأول، لينتهز بسمارك تلك الفرصة لتنفيذ مخططه إذ قام بنشر خطاب رفض الملك بطريقة استفزازية وشديد الإهانة حول ما دار فى الاجتماعات والمداولات البروسية الفرنسية فى الغرف المغلقة ونجح بسمارك فى استفزاز الفرنسيين لتعلن فرنسا الحرب على بروسيا. 
 

الحرب توحد ألمانيا

إعلان فرنسا الحرب على بروسيا- كما أراد بسمارك- منحه ميزة هامة بأن فرنسا هى الجانب المعتدى، لذا أراد معارضو بروسيا فى ميونخ وجميع أنحاء ألمانيا الجنوبية القتال إلى جانب ألمانيا الشمالية ضد فرنسا، كما أن الرأى العام انذاك لم يترك خيارًا أمام امراء المانيا الجنوبية لخوض تلك الحرب التى بدأها ملك بافاريا بجيشه. 
 
كما شهدت جميع أنحاء ألمانيا استجابة المواطنين لدعوات حمل السلاح، وتطوع الحرفيون والعمال والفلاحون المراهقون، لقد وحدت الحرب الأمة بأكملها وراء بسمارك.
 

انتصار ألمانيا على فرنسا

قاد الجيش الألمانى هيلموت فون مولتكه، الذى سبق وأن انتصر لجيش بروسيا على النمسا فى أسابيع قليلة. وبنفس طريقة الانتشار التى اعتمدها فى حربه على النمسا، فاجأ مولتكه الجيش الفرنسى، الذى أنزل الجيش الألمانى هزائم متلاحقة عليه، إذ دارت الحرب الرئيسية بين بداية شهر أغسطس وبداية سبتمبر وجميعها شهدت هزائم متلاحقة للجيش الفرنسى.
 
ولم تستمر الحرب طويلا، إذ إن الجيش الفرنسى كان فى حالة يرثى لها، وغير متأهب للقتال، وأسلحته قديمة مقارنة بالأسلحة البروسية الحديثة بالإضافة إلى الكفاءة العالية للجنود البروسيين، وخلال أسابيع قليلة نجح الجيش البروسى فى محاصرة الجيش الفرنسى فيما يعرف بحصار ميتز، فتحرك نابليون الثالث لنجدته، فاندلعت معركة «سيدان» التى انتهت بهزيمة الجيش الفرنسى، وبأسر نابليون الثالث. 
 
وبعد أن علم الفرنسيون بان نابليون الثالث أسر فى المعركة وأن جميع القوات الفرنسية أسرت وأن الطريق أصبح مفتوحاً إلى باريس، قام الفرنسييون بإسقاط نظام الإمبراطورية الفرنسية وتأسيس الجمهورية الفرنسية وتشكيل حكومة الدفاع الوطنى الفرنسية. 
 
ليواصل الألمان بعد ذلك محاصرة الفرنسيين لأكثر من أربعة أشهر، وفى بداية شهر يناير، بدأ الجيش البروسى فى قصف المدينة، والتى استسلمت فى نهاية الشهر واضعة بذلك نهاية للحرب. 

«التحرك الدبلوماسى بعد الحرب»

تغيرت موازين القوى بعد انتصار بسمارك فى الحرب، فلم يكن ينقصه الآن سوى قليل من التفاوض ليحقق حلم التوحيد الذى أراده، وبالفعل تحرك بسمارك وتفاوض مع ممثلى ولايات ألمانيا الجنوبية، عارضًا ضمانات خاصة مقابل تنازلهم، ويمكن القول إن جميع مفاوضاته قد نجحت بالفعل، إلا أن شيئًا واحدا عاد ليقف حائلا دون تحقيق حلمه وهو رغبة ملك بروسيا فى أن يلقب بـ«إمبراطور ألمانيا»، بدلا من «الإمبراطور الألمان». 
 
ومرة أخرى ينشب خلاف بين بسمارك وفيلهلم أدى إلى عدم مصافحة الأمبراطور فيلهلم بسمارك بعد لحظة تنصيبه باللقب. 
 
وإذ بدأ الخلاف حين زف بسمارك نبأ توحيد ألمانيا إلى فيلهلم فقال له الأخير لقد اكتفى أجدادى من لقب ملك بروسيا
إن جلالتك لن يرغب فى أن تكون شخصا محايدا فى الإمبراطورية الألمانية ولن ترغب فى أن تكون مجرد رئيس. 
 
إذا وافقت فأنا أرغب فى الحصول على لقب إمبراطور ألمانيا بدلا من الأمبراطور الألمانى. 
 
يا صاحب الجلالة.. لن يقبل الأمراء بحصولك على لقب إمبراطور ألمانيا، سوف يخشون من انفراد جلالتك بالحكم من دونهم.
 
إذن سأكون مجرد رئيس سوىٍ. 
 
وتجمع الكتابات التاريخية على أنه حتى قبيل لحظة التنصيب بقليل لم تكن قضية اللقب قد حُلت، إلا أن الدوق فريدرش الأول دوق بادن الأكبر الذى من مهامه إعلان الإمبراطور الجديد قد تمكن من الخروج من تلك المعضلة، إذ قال وقت التنصيب: يعيش جلال القيصر فيلهلم. وهو ما قد أرضى الجميع نسبيًا، إلا أن فيلهلم لم يصافح بسمارك. ورغم ذلك لم يدم غضبه طويلا على بسمارك، فبعد شهرين منحه لقب الأمير، وكما عين فى نفس العام مستشارا للإمبراطورية الألمانية الناشئة، بجانب احتفاظه بمناصبه فى مملكة بروسيا كرئيس للوزراء ووزير للخارجية. وبذلك فقد كان بسمارك على درجة عالية من النفوذ والسيطرة على الشؤون الداخلية والخارجية لألمانيا. وقد حدث فى عام 1873 أن عزل بسمارك عن منصب رئيس الوزراء وعين مكانه ألبريشت فون رون، غير أن ذلك لم يدم طويلا فما لبث فون رون أن استقال لأسباب مرضية. وعاد بسمارك مرة أخرى ليكون رئيسا للوزراء فى بروسيا.
 

نمو اقتصاد ألمانيا 

تضاعف الناتج القومى فى العقود الأولى بفضل تلك الوحدة التى نجح فى تحقيقها بسمارك سواء بالحرب تارة، أو بالتفاوض والحيلة تارة أخرى، وفى تلك الآونة تضاعف عدد العاملين فى المصانع ليماثل عدد المزارعين، وهو ما تسبب فى ظهور طبقات جديدة من الأيادى العاملة وانخراطها فى الحياة السياسية وقد شكلت تلك الطبقات حزب الاشتراكيين الديمقراطيين، الذى طارده بسمارك بعد ذلك.
 
ويمكن القول إن المأخذ الحقيقى على عظمة بسمارك هو عدم إيمانية بالتعددية السياسية، إذ حظر صحف الحزب ووصفهم بالغوغائيين، كما تمت ملاحقتهم وسجنهم باسم القانون، وفى تلك الفترة أيضا أصبحت برلين مدينة عصرية حديثة، ووصل سكانها مليونى شخص، وأصبحت رابع أكبر مدن العالم بعد لندن ونيويورك وباريس. 
 

«وفاة فيلهلم الأول» 

فى عام 1888 مرض الإمبراطور فيلهلم الأول، وتقول بعض الكتابات إنه داعب بسمارك وهو على فراش الموت قائلا: لم يكن من السهل دائما أن أكون إمبراطورا تحت حكمك، ليرد عليه بسمارك قائلا: يا صاحب الجلالة لقد كان إقناعك غالبا أصعب من إقناع النمساويين، كما أوصى بسمارك بالوقوف بجانب ابنه ولى العهد فى حكمه، فيلهلم الثانى. 
تنبؤه بالحرب العالمية الأولى: 
 
تذهب أغلب الدراسات التاريخية إلى أن رؤية القيصر الجديد فيلهلم الثانى كانت مختلفة تماما لرؤية بسمارك، بل يمكن القول إنها كانت نقيض لسياسات مستشار ألمانيا الأول، لتشهد العلاقة بين الرجلين تدهورا سريعا.
 
فبينما كان بسمارك يواصل سياساته السابقة لترسيخ اقدام ألمانيا فضل فيلهلم الثانى اعتماد لسياسات توسعية للحصول على مزيد من المستعمرات، وإضافة لذلك أيد القيصر الجديد سياسة التحدى والمواجهة المباشرة مع بقية القوى الأوروبية لتفقد بذلك ألمانيا مكانتها التى كسبتها خلال العقود الماضية كدولة محافظة على السلام.
 
كما كان صغر سن فيلهلم الثانى سببًا فى غروره وتفضيله لاتخاذ القرارات منفردًا، فقد اتجه بكل قوته نحو الحصول على مستعمرات جديدة فى كل من أفريقيا والصين، كما عمد على إنشاء قوة بحرية ضاربة عن طريق صناعة المزيد من السفن الحربية، وبسبب ذلك شهدت المنطقة سباق تسلح بحرى بين كل من بريطانيا وألمانيا أجج العداء بين الطرفين، فخلال العقود السابقة اتجه بسمارك للحد من التسلح البحرى الألمانى ليرضى البريطانيين ويحافظ على علاقات طيبة معهم، وهى السياسة التى فضّل فيلهلم الثانى التخلى عنها. وتزامنا مع ذلك، انهارت العلاقات الروسية الألمانية مع رحيل بسمارك، فأثناء فترة اعتماده مستشارا، تمكن بسمارك من إبرام اتفاقية تفاهم سرية مع الروس سنة 1887 لتجنب اندلاع حرب بين الطرفين.
 
ومع عدم تجديد هذه الاتفاقية سنة 1890 عقب رحيل بسمارك، اتجهت روسيا للتقرب من فرنسا قبل أن توقع معها اتفاقية أمنية وتكون تحالف الوفاق الثلاثى رفقة كل من بريطانيا وفرنسا سنة 1907.
 
خلال السنوات التى تلت تنحيه من منصبه، أكد بسمارك أن سياسة القيصر فيلهلم الثانى ستهدد مستقبل الإمبراطورية الألمانية، وستقود أوروبا نحو حرب شاملة بعد 20 عاماً، وهو ما تحقق بالفعل. 
 

نهاية بسمارك

وفى يوليو سنة 1898 توفى بسمارك عن عمر ناهز الثالثة والثمانين، حيث دفن فى ضريحه المسمى ضريح بسمارك. وقد نقش على شاهد قبره الرخامى «الخادم الألمانى المخلص للقيصر فيلهلم الأول».
 
بعد مشوار طويل خاضه موحد ألمانيا حصد خلاله العديد من الانتصارات والأوسمة، وضع له نصب تذكارى فى موطنه بروسيا عمود النصر فى برلين، رمزًا لوحدة ألمانيا، الذى يوجد عند قاعدته مجسم يمثل معركة بروسيا مع النمسا، فضلا عن الأوسمة التى حصل عليها من الإمبراطور فيلهلم الثانى بعد قرار التخلى عن خدماته.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة