خالد صلاح يتحدث فى برنامجه "صالون مصر" عن عبقرية الناسخ والمنسوخ فى القرآن.. ويؤكد: رؤية الله تناقش وتراعى ظروف المجتمع.. ورحمته وصلت لنزول أحكام وتعديلها.. والقرآن صالح لكل زمان ومكان بما يحمله من مرونة وحكمة

السبت، 25 مايو 2019 05:17 م
خالد صلاح يتحدث فى برنامجه "صالون مصر" عن عبقرية الناسخ والمنسوخ فى القرآن.. ويؤكد: رؤية الله تناقش وتراعى ظروف المجتمع.. ورحمته وصلت لنزول أحكام وتعديلها.. والقرآن صالح لكل زمان ومكان بما يحمله من مرونة وحكمة الكاتب الصحفى خالد صلاح رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"
كتب محسن البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدث الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، عن قصة الناسخ والمنسوخ فى القرآن الكريم من زواياها الفسلفية التاريخية العظيمة، مع قراءة عدد من المشاهد الربانية فى تربية المجتمع المسلم على المرونة فى الحكم وسعة الصدر.
 
 
وقال خالد صلاح، خلال برنامجه الإذاعى "صالون مصر"، على إذاعات راديو النيل والتى تضم (ميجا  FM، وهيتس، وشعبى  FM، ونغم FM): كتير جدا من الناس بتاخد الكلام حول الناسخ والمنسوخ فى القرآن كثغرة،  يعنى المستشرقين خدوه دايما على أنه ثغر فى الإسلام وحاربونا كتير جدا من الزاوية دى.. من زواية الناسخ والمنسوخ، وإزاى يتنسخ وإزاى ربنا ينسخ آياته والكلام الفاضى اللى قاله كثير جدا من المستشرقين.. أما عندنا فى الإسلام فالمفتين والفقهاء كانوا بياخدوا الموضوع ده عشان يفسروا حاجات كتير جدا على طريقتهم، فبعض الناس كانت بتشوف إن آيات كتير جدا من آيات السلم منسوخة، يعنى مثلًا "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِى دِينِ"، يعنى بيقولوا إن منسوخها "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ"، يعنى نسخ الآيات اللى فيها تعايش سلمى بالآيات اللى فيها قتال، رغم إن كثير جدًا من الآيات القرآنية نزولها كان مؤرخ ومسبب يعنى له تاريخ وسبب فى نزوله، وفيه آيات نزلت فى ناس معينة مش فى كل الناس".
 
وواصل: "لكن على العموم إن قصة الناسخ والمنسوخ عموما فى القرآن قصة من القصص المثيرة واللطيفة جدًا وكلها اشتباكات، وتم اختراقنا بيها فى كتب كثيرة من المستشرقين،  وقصة قسمت كثير جدًا من الفقهاء المسلمين ورواة الحديث وهؤلاء الذين يفتون حسبما تريد أهوائهم بالفتوى، فكانوا ينسبوا كثير جدا فى باب الناسخ والمنسوخ فى هذه الشريعة العظيمة، لكن أنا هشوفها معاك من زاوية تانية مدهشة وتاريخية، وخد بالك من حاجة، يعنى مثلا يقولك الآية الخاصة: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ"،  قالك اتنسخت رغم أنه قال "إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ".. حاضر مفيش مشكلة.. وقالك مثلاً إن كان فيه كلام عن زواج المتعة تم النهى عنه، وصحيح البخارى قال فى باب مهم جدا وهو نهى رسول الله عن نكاح المتعة آخرًا، يعنى قد يكون هناك حكم قبل ذلك.. يعنى فيه حاجات كتير جدا من الأحكام تخص الحياة بعضها اتقال عنه اتنسخ بأحكام وربنا سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات قال الآية الكريمة فى سورة البقرة الآية "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، يعنى إحنا دلوقتى أمام الرب سبحانه وتعالى يقول عن النسخ والفقهاء يتكلموا عن النسخ.. طيب أنا عاوز أخدها من أجمل زاوية يمكن نشوف منها موضوع الناسخ والمنسوخ فى القرآن، إن اله  من فوق سبع سماوات يتحدث للمجتمع المسلم وليس من سكة واحدة، يعنى ربنا لما ينهاهم عن الاقتراب من زوجاتهم فى الصيام ونهار رمضان  ثم يقول لهم يقول لهم "عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِى الْمَسَاجِدِ".. يعنى إيه الكلام ده.. يعنى ربنا بياخد ويدى فى الحكم، يعنى الحكم وهو الآله الأعظم صاحب التشريع الأول، ممكن ينزل حكم وبعدين يعدله وفق ظروف المجتمع، ويعيد النظر فيه وفق ظروف المجتمع ليعلمنا لأن علمه المطلق سابق على هذا الحدث، فهو يعلم أن كل هذا سيحث، عشان محدش يقول خالد صلاح بيقول إن ربنا يتكمل مع الناس رايح جاى كأنه مكنش يعلم، حاشا لله، أنا بقول علمه المطلق يعلم، لكن لما جه ينزل الآيات اتكلم مع المجتمع، وقال لهم "يَا أَيُّهَا النَّبِى حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ".
 
خالد صلاح
 
 
وتابع: " لما نزلت الآيات كانت صعبة على المجتمع المسلم.. ومش عاوز أشوف الناسخ والمنسوخ غير من الزاوية دى، وعاوز أشوفها فى هذه العلاقة العظيمة ما بين الله سبحانه وتعالى ومجتمع يكلمه فى الأحكام، مش بيدبح ويطير الرقاب، ويقول له  "إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا"، ولما لقى هذه الصدم فى مجتمع المسلمين الأوائل، قال: "الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين".. هذه عبقرية الناسخ والمنسوخ ياجماعة، ولا ينظر لها أحد أنها فتنة أو باب للتأويلات المختلفة على حسب مزاج كل فقيه.. لا بصلها إزاى رحمة كانت وصلت للدرجة إنه ينزل أحكام ويعدلها، وينزل أحاكم ويلغيها وينزل أحكما ويخففها، يعنى رؤية الله سبحانه وتعالى تراعى ظروف المجتمع المسلم وتخاطب فيهم أفضل فيهم أفضل ما فيهم، وتناقش وتراعى ضعفهم، فالله من فوق 7 سنوات يأمر ويعيد الحكم بطريقة مختلفة.. هذه عبقرية الناسخ والمنسوخ، والناس اللى بتتكلم عن صلاحية القرآن الكريم لكل زمان ومكان.. صحيح لكن هذه الصلاحية ليس فى تطير رقاب أحد بل قراءة ما نص عليه اله  سبحانه وتعالى فى الكتاب.. الذى نص عليه فى الكتاب، هذه المرونة فى الأحكام.. مش إنك حجر وتفلق الآخرين بحجر كبير وتقول له دا حكم ليس فيه نقاش.. لا دا ربنا نفسه معملش كدا وقال لهم "علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم".. شوف الشفقة والإشفاق على المجتمع المسلم".
 
وأختتم خالد صلاح حديثه: "هذه قصة الناسخ والمنسوخ من زواياها الفسلفية التاريخية العظيمة وقراءة هذا المشهد الربانى فى تربية المجتمع المسلم على المرونة فى الحكم وسعة الصدر الإلهية العظيمة النورانية الرحمة المطلقة إنه ينزل حكم ويلغيه، عشان الناس تعبت شوية، وربنا سبحانه وتعالى يغازل العصبة الأولى ويقول لهم معهلش عارف إن فيكم ضعف وخففت لكم الأحكام شوية.. ربنا بيعمل كدا.. وإذا كان القرآن صالح لكل زمان ومكان فهو صالح بهذه المرونة وبهذه الحكمة وصالح لأنه يعمل لأجل مصلحة المسلمين وليس لأجل شيء آخر.. هنندهش من عظمة ربنا فى الناسخ والمنسوخ ومش هناخد الأمر بالفتنة أو التأويل اللى حسب الأهواء والأمزجة".






مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة