فى مقدمتهم مصر.. مواجهة دولية لظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة

الجمعة، 24 مايو 2019 07:46 م
فى مقدمتهم مصر.. مواجهة دولية لظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة ارتفاع درجة الحرارة
كتب علاء رضوان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

4 أيام بالتمام والكمال مرت على مصر فى ظل درجات الحرارة المرتفعة، حيث ساد طقس شديد الحرارة على جميع أنحاء الجمهورية نهارا ، على خلفية موجة شديدة الحرارة، بدأت الثلاثاء الماضى، ومن المقرر أن تنتهى غدا السبت – بحسب خبراء الطقس – فى الوقت الذى حذرت فيه هيئة الأرصاد الجوية الصائمين من التعرض المباشر لأشعة الشمس خاصة وقت الظهيرة، نظرا لما يسببه هذا الارتفاع من فقدان الماء من الجسم.

 

والاحتباس الحراري يُعد ظاهرة عالمية تتمثل فى ازدياد حرارة الغلاف الجوى للكرة الأرضية، هذا الاحتباس هو نتيجة ارتفاع مفرط للغازات الدفيئة، وهى على الأرجح نتاج الثورة الصناعية، ويعد أول من تكلم فى ظاهرة الاحتباس الحراري هو العالم الذى ابتكر مصطلح الاحتباس الحراري عالم الكيمياء السويدي سفانت أرينيوس عام 1896 حيث قال :«النفط ومشتقاته تعمل على زيادة درجة حرارة الغلاف الجوى من ثلاث إلى أربع درجات».

 

  17090-1499061900_650x400

فى التقرير التالي ، «اليوم السابع» استعرض أسباب ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل عام، والآثار المترتبة على ذلك، والتعاون الدولي لمواجهة ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة، والجهود المصرية المبذولة للحد منها بحسب الخبير القانوني الدكتور سعيد النجار، المحاضر بجامعة المنوفية، الذى تناول تلك الأزمة خلال المؤتمر العلمي الخامس بجامعة طنطا بعنوان «القانون والبيئة». 

 

تتسبب العديد من المشاكل البيئية نتيجة الإنبعاثات الناتجة عن النشاطات البشرية والعلمية والتكنولوجية القائمة والتقنيات الحديثة، فقد غيرت وما زالت تغير المزيج المتشعب من الغازات الموجودة في جو الأرض، إضافة الى تغيرات مناخية. 

ويؤدي تداخل العناصر التي يتكون منها المناخ إلى إحداث نوع من التوازن المناخي بين أشعة الشمس ودرجة الحرارة المنبعثة في الجو، ويؤدي ذلك إلى استقرار مناخ الكرة الأرضية، فإذا حدث تغير في إحدى هذه العناصر؛ فإنه يؤدي إلى إحداث حالة من عدم التوازن؛ تؤدي بدورها إلى حدوث تغييرات مناخية قد تكون وقتية أو دائمة، وتؤدي بعض أشكال التلوث الجوي الناجمة عن الأنشطة الإنسانية إلى إحداث تغييرات محسوسة بالمناخ، تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، الأمر الذي يؤثر على النظام البيئي وكذلك على البشرية بأسره – وفقا لـ«النجار». 

82940-SSFDF

ويقوم غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الأخرى بدورها في ظاهرة الاحتباس الحراري، فتشير الدراسات العلمية إلى أنها تحدث بتلقي المحيط الهوائي للأرض أشعة الشمس التي تخترق الغلاف الجوي لتدخل إلى الأرض، فيسمح لثلثي الأشعة بالدخول عبر الغلاف الجوي إلى الأرض أما الثلث المتبقي والفائض عن حاجة الأرض فيرتد إلى الفضاء لتقوم غازات الاحتباس الحراري بامتصاصه، ولكون هذه الغازات غير قادرة على الاحتفاظ بتلك الأشعة إلى الأبد، فإنها تعيد القسم الأكبر منها إلى الأرض مرة أخرى مسببة ارتفاع درجة حرارة الأرض، من خلال منعها للأشعة الفائضة عن حاجة الأرض من اختراقها والعودة إلى الفضاء.

الآثار الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري
 

لظاهرة الاحتباس الحراري آثار وخيمة قد تؤدي إلى مخاطر عدة، فلا يجب أن يستهين العالم بنتائج تلك الظاهرة والتي منها:

1-تغير نظام الأمطار والرياح نتيجة لزيادة سرعة التبخر مما يؤدي لجفاف التربة، وهذا سيؤثر قطعا على الدول التي تعتمد على مياه الأمطار في الزراعة ومياه الشرب وهي أساسا الدول الفقيرة التي لا تملك توفير البدائل وتطوير أساليب الزراعة فيها.

2-ارتفاع منسوب البحار بسبب ذوبان الجليد، مما يهدد المناطق الساحلية المنخفضة والجزر الصغيرة، فيتوقع أن يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر ما بين «15-95» سنتيمتر إلى اختفاء مدنا مهولة بالسكان من خارطة العالم، وذلك بسبب تناقص سمك الثلوج في القطبين المتجمدين بنسبة 40% من إجمالي حجمها في الفترة التي سبقت عصر الثورة الصناعية.

3-تهديد موارد المياه العذبة، وزيادة ظاهرة التصحر، وتهديد الأمن الغذائي في العالم.

4-الحد من التنوع الحيوي، وانتشار الأمراض، وذلك لأن المناخ يؤثر على كل الكائنات الحية، وذلك لأنه ينظم الدائرة الحيوية للنباتات والحيوانات التي تؤثر على تزايدها وعلى حيويتها.

5-انتقال مناطق الزراعة في اتجاه القطبين، ويرى العلماء أنه من المتوقع أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض درجة واحدة إلى انتقال مناطق الزراعة من 200 إلى 300 كيلومتر، ويترتب على ذلك الإضرار بمناطق الزراعة التقليدية.

6-سيؤدي تغيير المناخ إلى إلحاق أضرار صحية فادحة بالبشرية وانتشار الأمراض المعدية، بالإضافة  إلى احتمال ظهور أمراض جديدة، وأثبتت الدراسات العلمية العلاقة بين التغير المناخي وتدهور الصحة البشرية، فأكدت تقارير علمية أن التلوث البيئي يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالملاريا والكوليرا والتيفود والأمراض المعوية والأمراض القلبية الوعائية، بالإضافة إلى أمراض الجهاز العصبي والتنفسي وتشوهات الأجنة والسرطانات وغير ذلك من الأمراض الخبيثة

286506-resize

فالتغيرات المناخية والبيئية التي حدثت خلال العقدين الماضيين وخصوصا في السنوات الأخيرة لم تشهدها الكرة الأرضية من قبل، وعلى ذلك يتوجب على المجتمع الدولي أن يكون حذرا لأنه قد تصل الأرض لظروف بيئية ومناخية سريعة مدمرة، فالمعدلات الحرارية العالمية مستمرة في الارتفاع.

وتعد الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر ملوثي العالم، وذلك بالرغم من كبر سواحلها والتي من الممكن أن تتأثر بالظروف المناخية التي يسببها الاحتباس الحراري، وتشكل انبعاثات دول الاتحاد الأوربي 7,8% من انبعاثات العالم، تلك النسبة ليست بالقليلة، لذا تشجع معظم دول الاتحاد الأوربي اتباع سياسات من شأنها تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، فسعت تلك الدول إلى تطوير التكنولوجيا، والاتجاه لمصادر الطاقة المتجددة والاعتماد عليها حفاظا على البيئة، وتوسيع الغطاء النباتي.

الجهود الدولية المبذولة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري
 

يوجد العديد من الجهود الدولية المبذولة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري وذلك من خلال دور بعض الوكالات المتخصصة في منظمة الأمم المتحدة وبعض المنظمات الإقليمية والمؤتمرات الدولية، إضافة إلى جهود مصر المبذولة لمواجهة تلك الظاهرة.

-مؤتمر المناخ العالمي المنعقد سنة 1979م إلى أن آثار تغير المناخ على النظامين العالمي والإقليمي ستبدأ بالظهور نهاية القرن العشرين، وأن تأثيرها سيزداد قبل انتصاف القرن الحادي والعشرين

-اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في مايو 1992م، تهيئة لعرضها والتوقيع عليها من قبل الدول المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية «قمة الأرض» الذي انعقد في ريودي جانيرو في الفترة من 3-14 يونيو عام 1992م، ويأتي انعقاد «مؤتمر قمة الأرض» مواكبا لاحتفال المجتمع الدولي بمرور عشرين عاما على انعقاد أول مؤتمر عالمي للبيئة البشرية الذي انعقد في أستوكهلم عام 1972م، وقد حضر مؤتمر قمة الأرض 120 رئيس دولة، 178 من ممثلي الحكومات، وأكثر من 10 آلاف موظف حكومي ودولي.

-بدأت أعمال منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية عام 1996م بالتعاون مع أجهزة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ كوكالة دولية متخصصة بشئون التنمية الصناعية لما تملكه من وعي لأهمية اتفاقية تغير المناخ، ويتم التعاون بين كليهما من خلال تشجيع التنمية الصناعية المستدامة ومراقبة إنبعاثات غازات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن المشاريع الصناعية، ومحاولة استخدام التقنيات الحديثة للحد من تلك الانبعاثات الضارة بالبيئة.

 -وتعد الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر ملوثي العالم وذلك بالرغم من كبر سواحلها والتي من الممكن أن تتأثر بالظروف المناخية التي التي يسببها الاحتباس الحراري. 

253575-OXe7z

الجهود المصرية لمواجهة ظاهرة الإحتباس الحراري

استشعرت مصر بمخاطر التغيرات المناخية، خلال أعمال قمة المناخ فى باريس منذ عامين، عندما أشار الرئيس المصري لمخاطر زيادة درجة حرارة الأرض أكثر من درجة ونصف مئوية، مطالبًا باتفاق عادل وواضح فيما يتعلق بالحفاظ على المناخ وضرورة التوصل لاتفاق دولى يضمن تحقيق هدفا عالميا يحد من الانبعاثات الضارة.

 

وطالبت مصر المجتمع الدولى بدعم جهودها فى مساهماتها الطموحة لمواجهة التغير المناخى والتركيز على الدول النامية فيما يتعلق بتغييرات المناخ وتوفير 100 مليار دولار سنويا للتصدى للتغييرات المناخية بحلول عام 2020 ومضاعفته بعد ذلك.

 

وقد حذر الرئيس من تأثير التغيرات المناخية قائلا: «اليوم نحن أمام لحظة فارقة فى العالم لأنه يشهد تحديات متزايدة، مما يتطلب تكاتفا دوليا لتحقيق آمال شعوبنا للتوصل لاتفاق دولى طموح ومتوازن لمواجهة تحديات المناخ، وإفريقيا الأكثر تضررا من تغير المناخ وأى تدابير نحو تقليل مخاطر تغيرات المناخ لابد أن تشملها».

وعلى الصعيد المحلى، اهتم الرئيس خلال مؤتمر الشباب قبل الماضى، فى شرم الشيخ، بمستقبل تغير المناخ بالعالم وتأثيره على مصر، وعرض خلاله وزير البيئة، المشاريع التى تم إنجازها منذ حديث الرئيس خلال «قمة باريس للمناخ»، ومنها مشروع لاستبدال وسائل النقل القديمة بأخرى حديثة تعمل بالغاز الطبيعى، وترشيد الطاقة وأبرزها استخدام الغاز فى الأتوبيسات والتاكسيات القديمة بدلا من البنزين، ومراجعة قانون البيئة لاستحداث التغييرات المناخية، وأعلن أن المستخدم من مصادر الطاقة اللازمة للكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة فى حدود 5%، وسيرتفع لـ20% بحلول 2022، و42% بحلول 2035، وأن مشروعات الطرق والعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع الـ 1.5 مليون فدان، ومشروعات عديدة تعمل على حماية سواحل الدلتا من أثار التغييرات المناخية، وكلها فى إطار حماية مصر من التغيرات المناخية.

وتتخذ مصر عددا من السبل خلال الفترة المقبلة للتخفيف من مخاطر التغيرات المناخية، وفى ذلك يقول الدكتور مجدى علام، الخبير البيئى: «بدء استخدام الطاقة الشمسة فى الزراعة والصناعة والكهرباء، واستخدام طاقة الرياح، كبديل للوقود الأحفورى، وهى طاقة وفيرة وقابلة للتجدد، وتغير نظم الرى بطريقتين الرش أو التنقيط، والبدء باستخدام السيارات الكهربائية وهى التى تعمل بطاقة الهيدروجين وتعمل باستخدام الطاقة الكهربائية، وتشجيع العمارة الخضراء، وهى العمارة صديقة البئية وتستخدم فيها عوامل بناء من الحجارة التى لا تضر بالبيئة، وهى نموذج جيد فى تقليل انبعاث الغازات، وتعمل على تقلل استخدامات التكييف والإضاءة وترشيد استهلاك الكهرباء».  







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة