أكرم القصاص - علا الشافعي

تيريزا ماى تلقى خطاب الوداع.. رئيسة وزراء بريطانيا تغادر منصبها 7 يونيو.. استقالتها تزيد غموض مستقبل "بريكست".. جونسون ودومنيك راب أبرز المرشحين لخلافتها.. والأزمة تعرقل "المحافظين" بانتخابات البرلمان الأوروبى

الجمعة، 24 مايو 2019 02:00 م
تيريزا ماى تلقى خطاب الوداع.. رئيسة وزراء بريطانيا تغادر منصبها 7 يونيو.. استقالتها تزيد غموض مستقبل "بريكست".. جونسون ودومنيك راب أبرز المرشحين لخلافتها.. والأزمة تعرقل "المحافظين" بانتخابات البرلمان الأوروبى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خضعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، للضغوط المطالبة باستقالتها فى ظل احتجاج واسع من الأغلبية البرلمانية على خطتها لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، التى رأى المعترضون عليها أنها لن تحقق طموحات الناخابين، وقد كان أحد تفاصيل تلك الضغوط، استقالة زعيمة الأغلبية بمجلس العموم أندريا ليدسوم من منصبها الوزارى – وهى وزيرة شئون الدولة فى مجلس العموم البريطانى - هذا إلى جانب انضمام عدد من وزراء حكومة ماى، إلى صفوف المعارضين لخطة الانسحاب من الاتحاد.

 

تيريزا ماى تعلن استقالتها من رئاسة الحكومة فى 7 يونيو المقبل

الضغوط التى تعرضت لها تيريزا ماى، انتهت بإعلان رئيسة الوزراء البريطانية، الجمعة، استقالتها من رئاسة الحكومة، محددة جدولًا زمنيًا لخروجها من الحكومة والحزب على خلفية أزمة "بريكست"، حيث قالت فى كلمة ألقتها أمام مقر رئاسة الحكومة فى لندن - وهى تبكى - إنها ستبقى فى المنصب حتى 7 يونيو المقبل، حتى تتيح الفرصة أمام حزب المحافظين الذى تنتمى له لاختيار زعيم جديد للحزب، وبذلك ستكون تيريزا ماى فى منصبها عندما يزور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المملكة المتحدة من 03 إلى 05 يونيو.

ورغم استقالة تيريزا ماى التى تولت رئاسة الحكومة فى 2016 بعد تصويت البريطانيين بنسبة 52% مع بريكست فى استفتاء جرى فى 23 يونيو، فإنه من المرجح أن يتسبب رحيلها فى تفاقم أزمة الخروج من الاتحاد الأوروبى، خاصة أنه من المتوقع أن يرغب أى زعيم جديد فى تنفيذ انسحاب أكثر حسمًا، مما يزيد احتمالات المواجهة مع التكتل واحتمالات أن تؤدى الانتخابات لتولى حكومة اشتراكية للحكم.

 

غموض وسيناريوهات متعددة فى انتظار "بريكست"

لذلك فإن هناك كثير من السيناريوهات التى تنتظر بريطانيا فى ظل غموض الموقف، والتى تشمل الخروج بموجب اتفاق أو بدون اتفاق وإجراء انتخابات أو استفتاء ثان قد يؤدى فى النهاية إلى التراجع عن قرار الخروج من الاتحاد الأوروبى الذى نتج عن استفتاء 2016.

يأتى هذا بعد المناورة الأخيرة التى أجرتها تيريزا ماى، بعرض إجراء استفتاء ثان وإبرام اتفاقات تجارية أوثق مع الاتحاد الأوروبى، لكن تلك الاقتراحات أثارت غضب وزراء مؤيدين للانسحاب، وفى ظل انقسامات عميقة فى حزب المحافظين، أجلت الحكومة خطط نشر التشريع الذى يفعل اتفاق الخروج الذى توصلت له "ماى"، والذى كان مقررا، الجمعة، حتى بداية الشهر المقبل، كما أجلت "ماى" خطط طرحه على البرلمان فى السابع من يونيو المقبل، حيث أصبح هذا التاريخ موعد خروجها من منصبها.

وفى هذا الصدد، قال متحدث باسم "ماى"، "تريد رئيسة الوزراء ضمان خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى بموجب اتفاق والسبيل الوحيد لذلك هو التصديق على اتفاق الانسحاب"، وفى هذا الصدد، ذكرت صحيفة ديلى تليجراف، أن وزير الداخلية ساجد جاويد، قال لرئيسة الوزراء، إنه لن يؤيد التشريع لأنه ذهب إلى حد أبعد مما اتفق عليه كبار الوزراء فى الحكومة، وذلك حسب وكالة "رويترز" للأنباء.

 

جونسون ودومنيك راب وجاويد أبرز المرشحين لخلافة تيريزا ماى

ومع إعلان موعد استقالة تيريزا ماى، تجدر الإشارة إلى أبرز الأسماء التى قد تخلفها، حيث سبق أن قالت صحيفة "التايمز" البريطانية – الثلاثاء الماضى - إن أعضاء حزب المحافظين بدأوا الإعلان عن أسماء مرشحيهم المفضلين لخلافة تيريزا ماى على رئاسة الحزب، بعد فشلها فى إخراج بلادها من الاتحاد الأوروبى فى الوقت المحدد، وأشارت إلى أن النائب المحافظ جايكوب ريس موج، أعلن دعمه لبوريس جونسون، لخلافة رئيسة الوزراء، بعد الضغط عليه للتصويت ضد اتفاق "بريكست" الجديد.

كذلك يأتى ضمن القائمة التى سبق ونشرتها، صحيفة "الجارديان"، شهر مارس الماضى، وزير الداخلية البريطانى ساجد جاويد، وهو واحد من أبرز المرشحين لهذا المنصب بعد "ماى"، رغم اعتبار البعض أن فرصه ضئيلة لافتقاره للأصدقاء السياسيين مثل  تيريزا ماى، وتضم القائمة، أيضًا، وزير البريكست السابق دومنيك راب، وهو المنافس الرئيسى لـ"بوريس جونسون" داخل جناح "البريكست الصعب"، والذى يريد انفاصالًا تامًا عن الاتحاد الأوروبى، فى حزب المحافظين.

وتضم قائمة المرشحين لخلافة ماى، أيضًا، وزير الخارجية الحالى جيريمى هانت، ورغم أنه كان من أنصار البقاء فى الاتحاد الأوروبى فى عام 2016، لكنه حول مساره نحو جناح أنصار البريكست منذ الاستفتاء، كما تزداد شعبية وزير الصحة البريطانى مات هانكوك – بحسب التقرير - بابتعاده عن الفوضى الخاصة بالبريكست، التى حاصرت الحكومة، حيث ينظر إليه كأحد الوزراء القلائل الذين يحققون تقدما فى عمله اليومى فى الوقت الذى تتوقف فيه باقى الحكومة، ورغم أدائه الجيد فى وزارة الصحة، إلا أن صلاته القريبة بوزير الخزانة السابق جورج أزبورن، تعنى أنه ليس  صاحب شعبية كبيرة فى الحزب.

كما طرحت الجارديان عدد من الأسماء التى يمكن أن تكون على قائمة المرشحين لكن فرصتها أقل، ومنها مايكل جوف، وزير العدل البريطانى السابق، ودافيد دافيس، الذى أدى قراره لدعم ماى فى التصويت الثانى لخسارة الدعم الذى يحتاجه للوصول إلى المنصب، ووزيرة الداخلية البريطانية السابقة آمر رود.

 

حزب المحافظين ينتظر خسارة فادحة فى انتخابات البرلمان الأوروبى بسبب أزمة "بريكست"

وآثار أزمة تيريزا ماى، والخروج من الاتحاد الأوروبى، لم تقتصر على حد تغيير رئيس الحكومة البريطانية، ولكن من المتوقع أن يحل بظلاله على نتائج حزب المحافظين فى انتخابات البرلمان الأوروبى، فمن المتوقع أن يتكبد الحزب الحاكم خسارة فادحة فى هذه الانتخابات التى تشارك بريطانيا فيها بسبب عدم تمكنها من تنفيذ الانسحاب من الاتحاد الأوروبى فى موعده الذى كان محددا بنهاية مارس الماضى، وقد انطلقت بالفعل الانتخابات، الخميس، فى بريطانيا وهولندا، وهى عملية التصويت المقرر أن تستمر حتى الأحد المقبل فى بقية الدول الأوروبية تباعًا.

وفيما يتعلق بطقس انتخابات البرلمان الأوروبى، فإن استطلاع للرأى فى بريطانيا قبل انتخابات البرلمان الأوروبى، أوضح أن حزب بريكست الجديد بزعامة نايجل فاراج احتفظ بالصدارة بفارق كبير عن حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض.

 

حزب بريكست يتصدر استطلاعات الرأى للفوز بانتخابات البرلمان الأوروبى

ووفقًا لأحدث استطلاع أجرته مؤسسة (أوبينيوم) لصالح صحيفة (أوبزرفر)، يحظى حزب فاراج الجديد بنسبة تأييد بلغت 34% قبل الانتخابات، وأظهر الاستطلاع أن حزب العمال جاء فى المرتبة الثانية بنسبة 20% بتراجع نقطة مئوية واحدة، فيما ظل حزب المحافظين بزعامة رئيسة الوزراء تيريزا ماى فى المركز الرابع بنسبة تأييد بلغت 12%، رغم ارتفاع نسبته نقطة مئوية واحدة عن الأسبوع الماضى، بينما جاء الديمقراطيون الأحرار، الذين يدعمون البقاء فى الاتحاد الأوروبى ودعوا إلى إجراء استفتاء ثان على الخروج، فى المرتبة الثالثة بنسبة تأييد بلغت 15% فى ارتفاع بثلاث نقاط مئوية عن الأسبوع الماضى.

ودشن نايجل فاراج، الحزب الجديد المتصدر استطلاعات الرأى، فى أبريل، واتهم القادة السياسيين فى بلاده بخيانة نتيجة الاستفتاء التى جاءت بتأييد الانسحاب من الاتحاد الأوروبى، فيما ينسب كثيرون فرض استفتاء الخروج الذى جرى فى عام 2016 إلى حزب استقلال المملكة المتحدة الذى كان ينتمى إليه "فاراج".

ومع كل هذه الأزمات التى تمر بها المملكة المتحدة، فإنه من المقرر الآن أن تخرج بريطانيا من التكتل فى أكتوبر المقبل، لكن فى ظل انقسام البرلمان حول شروط الخروج، فمن غير الواضح كيف ستترك لندن الاتحاد الأوروبى أو ما إذا كانت ستفعل بالأساس.

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة