ليالى أمير السبايا فى داعش.. سقوط مهندس "التجارة الحرام" فى التنظيم الإرهابى.. أسرار 5 سنوات لبيع الإيزيديات بأسواق النخاسة.. والأسعار تتراوح من 10 إلى 20 ألف دولار للفتاة أو الصبى

الخميس، 23 مايو 2019 09:10 م
ليالى أمير السبايا فى داعش.. سقوط مهندس "التجارة الحرام" فى التنظيم الإرهابى.. أسرار 5 سنوات لبيع الإيزيديات بأسواق النخاسة.. والأسعار تتراوح من 10 إلى 20 ألف دولار للفتاة أو الصبى الأيزيديات
كتب : محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ـ العثور على إيزيديات مذبوحات فى سوريا يعظم فائدة سقوط "مسئول السبايا"

ـ الإيزيديات المحررات حديثًا مصدر هام للمعلومات

ـ روايات الإيزيديات تفضح الجرائم الإنسانية لعناصر "داعش"

ـ سقوط "مسئول السبايا" مسمار جديد فى نعش الإرهابيين

 

 

تتساقط أوراق التوت الواحدة تلو الأخرى عن أسرار تنظيم "داعش" الإرهابى فى العراق لتتكشف عورة فضائحه وجرائمه أمام العالم، والتى لا تمت بصلة إلى دين أو أخلاقيات أو أى خصال إنسانية، فالتنظيم المتطرف لم يكتف بالتدمير والتخريب والقتل، بل أعطى لعناصره رخصة التكفير والتحريم دون وجه حق، هذا إلى جانب ارتكاب مقاتليه فظائع ضد المدنيين خاصة الإيزيديين فى شمال العراق، الذين تعرضوا لإبادة انتهت باختطاف آلاف الرجال والأطفال والنساء كأسرى حرب رغم أنهم مدنيين وليسوا جنود عسكريين.

 

الشرطة العراقية تلقى القبض على مسئول السبايا بتنظيم داعش
 

فظائع تنظيم "داعش" امتدت إلى احتجاز النساء كسبايا وبيعهم فى سوق للنخاسة، وقد كان لهذه التجارة الحرام مسئول من أعضاء التنظيم الإرهابى، وهو الشخص الذى وقع أخيرًا فى يد الشرطة العراقية، حيث أعلنت شرطة محافظة نينوى، فى شمال العاصمة العراقية بغداد، الاثنين الماضى، القبض على قيادى فى داعش، كان يشغل منصب مسئول "السبايا" فى التنظيم الإرهابى خلال سيطرته على مدينة الموصل شمال البلاد.

وتمكنت شرطة نينوى، بناء على معلومات استخبارية، من إلقاء القبض على "مسئول السبايا"، الذى عمل أيضا فى "وسائل إعلام" كان يستخدمها التنظيم المتطرف فى بث ونشر جرائمه بحق الأبرياء، وهو إرهابى ينتمى لعائلة داعشية معروفة فى منطقة حى السماح بالجانب الأيسر لمدينة الموصل، وفقًا لبيان الشرطة بهذا الشأن.

سقوط "مسئول السبايا" مسمار جديد فى نعش الإرهابيين
 

ومع سقوط "مسئول السبايا" فى تنظيم "داعش"، تظهر فى الأفق بادرة أمل فى إمكانية حصول السلطات العراقية على معلومات هامة من هذا الإرهابى بشأن التفاصيل الكاملة للتجارة الحرام التى استحضرها التنظيم من عصور الجاهلية لبيع الإيزيديات لعناصره بمئات الدولارات، خاصة وأن المعلومات التى يمكن استخراجها منه إلى جانب روايات الإيزيديات الهاربات من جحيم التنظيم ستجعل الصورة أوضح أمام السلطات حول كل ما يتعلق بالأسرى وأماكن احتجازهم وعمليات البيع والشراء فى أسواق النخاسة بما يجعل بتوجيه ضربة جديدة للإرهابيين.

لذا فإن سقوط مهندس التجارة الحرام فى صفوف التنظيم بمثابة دق مسمار جديد فى نعش الإرهابيين، كما أن أى معلومات سيكشف عنها ستساهم فى تسريع حركة تحرير هؤلاء الأسرى المستعبدين تحت تهديدات الإرهابيين.

الإيزيديات المحررات حديثًا مصدر هام للمعلومات
 

والجانب الإيجابى هنا، يتمثل فى وجود محررات حديثًا من أيدى "داعش"، وآخرهن الإعلامية الإيزيدية نافين رشو، التى كشف مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين – بحسب تصريحات نقلتها وكالة سبوتنيك الروسية، الاثنين الماضى - عن تحريرها فى سوريا بعد 5 سنوات من اختطافها على أيدى عناصر التنظيم الإرهابى من قضاء سنجار غرب مركز نينوى بشمال العراق، ووجود الإيزيدية نافين رشو المحررة من قبضة تنظيم داعش، سيفيد هو الأخر فى الكشف عن آخر أماكن تواجد عناصر التنظيم بشكل دقيق وطبيعة الحياة الآن داخل المعسكرات وكيفية سير حركة البيع فى أسواق النخاسة، وجميعها مكاسب معلوماتية بالغة الأهمية سواء للسلطات العراقية أو السورية لاستكمال مسيرة القضاء على التنظيم الإرهابى الذى نشر الفوضى والخراب فى البلدين.

وتتمثل الأهمية البالغة لضرورة استغلال فرصة سقوط "مسئول السبايا" فى تنظيم "داعش"، الاستغلال الأمثل، بسبب الخطر المتزايد على حياة الأسرى والسبايا فى ظل الخسائر المتتالية التى واجهها التنظيم فى أخر معاقله بسوريا، خاصة بعد واقعة سابقة نشرت فى تقرير لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فى شهر فبراير الماضى، والتى كشفت عن عثور قوات التحالف الدولى ضد داعش، فى آخر معاقله فى الباغوز بريف دير الزور على 50 رأس مقطوعة لفتيات ايزيديات.

العثور على إيزيديات مذبوحات فى سوريا يعظم فائدة سقوط "مسئول السبايا"

وقالت الصحيفة البريطانية – حينها - إن وحدة القوات الجوية البريطانية الخاصة عثرت أثناء هجومها على آخر معقل لتنظيم داعش شرق سوريا، على 50 رأسًا لفتيات أيزيديات كن عبدات للجنس لدى التنظيم المتطرف، ملقاة فى صناديق قمامة.

وأضافت الصحيفة، أنّه تم رصد هذا الاكتشاف المروع عندما دخلت القوات البريطانية مدينة باغوز المحاصرة على ضفاف نهر الفرات فى شرق سوريا، آخر معقل لداعش، مشيرة إلى أنّ ذلك تم فى أعقاب معركة شرسة فى وقت سابق قتل فيها نحو 100 من الإرهابيين، حيث أطلق جنود القوات الخاصة 600 قذيفة هاون وعشرات الآلاف من طلقات المدافع الرشاشة، ما أجبر تنظيم داعش الإرهابى على الدخول إلى شبكة من الأنفاق تحت المدينة التى تحولت إلى أنقاض.

وتلك الواقعة تؤكد أهمية سقوط هذا العنصر الهام من أفراد تنظيم "داعش" فى يد السلطات العراقية، خاصة وأن أحدث إحصائية عن أعداد المحررات والناجيات والناجين من قبضة التنظيم، أشارت إلى أن الأعداد وصلت حتى الآن إلى 3 آلاف و451 ناجيًا وناجية من إجمالى 6 آلاف و517 شخصا اختُطفوا منذ يوم الإبادة، ليتبقى 2966 شخصًا بين أيدى عناصر داعش، وهو ما يستدعى سرعة التحرك لإنقاذ أرواح الأسرى الباقين.

أسعار الإيزيديات فى أسواق النخاسة تتراوح ما بين 10 إلى 20 ألف دولار
 

أما المعلومات المتوفرة حتى الآن من واقع روايات الإيزيديات الهاربات من معسكرات "داعش"، أن بيعهن كان يتم بالعملة الصعبة من قبل تجار فى أسواق للنخاسة داخل الأراضى السورية، وكن يعرضن بأسعار متفاوتة تتحكم فيه عدة عوامل أساسية منها، عمر الفتاة أو السيدة، ومستوى جمالهن، كذلك يختلف السعر بين الفتاة العذراء والمتزوجة، إلى غير ذلك من الأمور، بينما تراوحت الأسعار ما بين 10 إلى 20 ألف دولار أمريكى فى المتوسط، وإلى جانب ذلك كانت تتم عملية البيع بعد ذلك فى مزادات أو بين أفراد من عناصر التنظيم، والتى كانت تختلف الأسعار فيها حسب الفتاة المعروضة للبيع، فمنهن من بيعت بـ 10 أو 15 ألف دولار حتى وصل سعر البعض إلى ما يقرب من 80 ألف دولار، ومنهن من بيعت بقيمة 100 دولار فقط أو 200 دولار فقط، وذلك بحسب تقارير سابقة لوكالة "سبوتنيك" الروسية.

أزمة الإيزيديين بدأت منذ 5 سنوات مع اجتياح "داعش" لشمال العراق
 

وبذكر "مسئول السبايا" وكل هذه التفاصيل الخاصة بعمليات البيع فى أسواق النخاسة، يعيد هذا الملف على الفور للأذهان الكثير من الروايات والتفاصيل التى وردت على لسان الإيزيديات الهاربات والمحررات من أيدى عناصر "داعش"، منذ اجتياح التنظيم لقضاء سنجار والنواحى التابعة له فى شمال العراق، فى الثالث من أغسطس 2014، وتنفيذ عناصره إبادة وجرائم شنيعة بحق الإيزيديين، بقتل الآباء والأبناء والنساء من كبار السن والشباب والأطفال، فى عمليات إعدام جماعية بين الذبح والرمى بالرصاص، ودفن ضحاياه فى مقابر جماعية ما زالت تُكتشف حتى الآن، بينما اقتاد النساء والفتيات سبايا لعناصره، الذين اغتصبوهن واستخدموا شتى أنواع العنف والتعذيب فى التعامل معهن.

وبسرد سريع لأبرز الروايات التى وردت على لسان الإيزيديات الهاربات من قبضة "داعش"، تأتى بالطبع على رأس القائمة الفتاة الأشهر نادية مراد، التى سبق وقالت فى حوار أجرته معها مجلة "موخير أوى" الإسبانية، خلال العام 2018، إنها استطاعت الفرار من قبضة داعش بمساعدة أحد العراقيين، ثم هربت إلى ألمانيا، موضحة جانب من مأساتها المتمثلة فى مقتل والدتها المسنة ضمن 80 امرأة مسنة قُتلن وجرى دفنهن فى قبر مشترك، إضافة إلى فقدانها 6 من أشقائها.

روايات الإيزيديات تفضح الجرائم الإنسانية لعناصر "داعش"
 

وقصة نادية مراد ليست القصة الإنسانية الوحيدة الأكثر تأثيرًا من بين ضحايا التنظيم الإرهابى، بل توجد مئات أخريات من الإيزيديات اللائى تحررن من أيدى "داعش"، وكشفن عن رحلة عذابهن، ومنهن الفتاة الايزيدية "هينا عباس خلف"، البالغة من العمر 15 عاماً، التى تحررت فى فبراير 2018، حيث أوضحت بعد عدة أشهر من خلاصها، أن والدها مات حسرة عليها وأخواتها، بينما بيعت هى ثلاث مرات، المرة الأولى كانت لداعشى كنيته "أبو أيمن" وهذه البيعة كانت مجانية كهدية له من رجل آخر اسمه "الشدادى".

وتوضح "هينا" – وفقًا لما ورد فى تقرير لوكالة "سبوتنيك" الروسية - أن الإرهابى "أبو أيمن"، باعها للمرة الثانية إلى إرهابى ليبى يدعى "بكر النحلى"، بمبلغ قدره 15 ألف دولار، والذى باعها للمرة الثالثة إلى "داعشى" ليبى آخر يدعى "زكريا"، وتمت الصفقة هذه المرة بمبلغ 10 آلاف دولار فقط، وتشير إلى استمرار تعذيبها وضربها واغتصابها من قبل الإرهابيين الثلاثة حتى توصلت شقيقتها الكبرى "حنيفة" إلى موقعها لدى التجار والمهربين وحررتها مقابل مبلغ 16 ألف دولار.

إضافة إليهن، هنالك رواية أخرى مفجعة، وهى رحلة معاناة الفتاة الإيزيدية أشواق، التى كشف تقرير سابق لصحيفة "التايمز" البريطانية، أنها التقت خاطفها الداعشى فى ألمانيا، وفوجئت حينها أنه مسجل كلاجىء لدى الدولة الألمانية رغم ما اقترفه من جرائم فى العراق.

والإرهابى الذى يدعى "أبو همام"، فاجىء الفتاة الإيزيدية التى اعتقدت أنها هربت بعيدًا عن كل الذكريات المؤلمة فى تلك المرحلة من حياتها داخل معسكرات "داعش"، ولكن على غير المتوقع وجدت معذبها ومغتصبها أمامها مرة أخرى فى أوروبا، وهذه المرة يتمتع بالحرية والحماية، ما اضطرها إلى العودة مرة أخرى لمعسكرات اللاجئين فى كردستان العراق، لتبتعد مرة أخرى عن هذا الشخص الذى كان سببًا فى عذابها وألمها بعد أن اشتراها من سوق النخاسة مقابل 100 دولار.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة