الأستاذ هو اللقب الذى أطلقه تلاميذه على الفنان الكبير فؤاد المهندس الذى احتضن وأعطى الفرصة لممثلين شباب أن يقفوا بجواره على خشبة المسرح طوال تاريخه الممتد مع الثلاث دقات التى تسبق فتح الستارة، ليصبح ملك المسرح بجانب مشاركاته السينمائية المهمة وبرنامجه الإذاعى الشهير « كلمتين وبس» الذى كان يطل به صباح كل يوم لمناقشة مشاكل الناس، ويسلط الضوء على الإيجابيات وسلبيات الشارع والعلاقات الاجتماعية.
علاوة على ارتباط الأطفال به وارتباطه بهم بفوازير «عمو فؤاد» التى استمرت لمدة عشرة مواسم رمضانية، قدم فيها المعلومة والترفيه بخفة روح وابتسامة بسيطة وفن هادف.
دخل الفنان الكبير مجال الدراما متأخرا، حيث تردد فى إطلالته على جمهور الشاشة الفضية كثيرا، لأنه كان يرى أن الدراما تقلل من حماس الجمهور للسينما والمسرح، لكنه لم يفكر كثيرا وبدأ نشاطه الدرامى نهاية سبعينيات القرن الماضى، واختار إطلالته بعناية وبالتفاصيل الدقيقة التى يعشقها، وكان يتعامل مع نصوص أدواره كأنها قطعة ثمينة يقتنيها ويعمل على الاعتناء بها والحفاظ عليها للدرجة التى أصابته بالاكتئاب والحزن عندما أتت النيران على غرفة بمنزله كان يجمع فيها الأشياء والجوائز والذكريات التى تسرد تاريخ حياته الشخصية والفنية.
فؤاد المهندس صال وجال على خشبة المسرح، وقدم مجموعة كبيرة من المسرحيات الكوميدية والاجتماعية ناقش من خلالها مشاكل موجودة فى المجتمع، ومن أشهر ما قدم «سيدتى الجميلة» و«هالة حبيبتى» و«علشان خاطر عيونها» و«إنها حقا عائلة محترمة»، «وسك على بناتك»، أما فى السينما فكان انتشاره كبيرا ومؤثرا بعد تكوينه لثنائى فنى مع زوجته الفنانة شويكار، وقدما معا أهم المسرحيات والأفلام السينمائية والمسلسلات الإذاعية التى تحتوى أغانى واسكتشات وأشهرها «أنا صايم».
دخل الدراما من باب المسلسلات القصيرة عام 1977 بمسلسل من 7 حلقات بعنوان: «الدنيا لما بتلف» مع شويكار وحسن مصطفى، التى سبق وقدمها المهندس فى الستينيات على المسرح بعنوان «السكرتير الفنى» من إخراج عبد المنعم مدبولى. يدور المسلسل حول مدرس الابتدائى الذى يعانى من ضيق الحال ويرفض التخلى عنها، لكنه يجد نفسه يتخلى عنها بضغوط.
ومن أهم مسلسلاته الدرامية مسلسل «أزواج لكن غرباء»، عام 1986 مع الفنانة سناء جميل والمخرج حمادة عبد الوهاب. و«أحلام العنكبوت» عام 1992.
وقدم «المهندس» دورا مهما فى مسلسل «عيون»، مع الفنانة سناء جميل ويونس شلبى وشرين، حيث تدور أحداث القصة حول محام ناجح، ويعانى من مشكلة المشى أثناء النوم.
قدم المهندس مع الفنان عبد المنعم مدبولى، ثنائيا فنيا ناجحا، من خلال المسلسل التليفزيونى «توتة توتة»، وحققا نجاحًا كبيرًا نظرا للعلاقة الوطيدة التى تجمع بين «مدبولى» و«المهندس عبر تاريخهما المسرحى والسينمائى».
على غير العادة فاجأ الفنان المصرى جمهور الشاشة الفضية وخصوصا الأطفال بعمل فوازير رمضانية استمرت لعشرة مواسم وقدم فى كل رمضان موضوعا مختلفا يحتوى على الترفيه والمعلومة والهدايا، مثل «عمو فؤاد بيلف بلاد أو رايح يصطاد أو رايح الاستاد»، واستطاع الفنان الكبير أن يتعامل مع الأطفال طوال هذه المدة، ويقدم لهم الترفيه المغلف بمعلومة تناسب أعمارهم وبخفة ظل وتمثيل سهل وبسيط.
نجحت فوازير «عمو فؤاد» وكان ينتظرها جيل الثمانينيات والتسعينيات، بكل شغف وبرغم بساطتها فى هذا الوقت فإن الفوز وحده فى فوازير «عمو فؤاد» كان يمثل طاقة إيجابية للأطفال ومنشطا لتشغيل الذاكرة للأطفال وعائلاتهم.
عدد الردود 0
بواسطة:
Sameha elsaed
المهندس فؤاد... عندمايغرد
المقال رائع.. ويخدم الشخصيه والفكره ودائما موفقه استاذه عفاف السبد