كشف بيان الاعتذار الذى قدمته "الجزيرة" لليهود بسبب إنتاج فيديو يشكك فى الهولوكوست، عن عمق العلاقة المشبوهة بين القناة القطرية وإسرائيل، حيث تساءل عدد من الخبراء حول الأسباب التى تدفع الجزيرة للاعتذار لإسرائيل، بينما لم تفكر القناة من قبل فى تقديم اعتذار مماثل لأى من الدول العربية التى سخرت شاشاتها للهجوم عليها.
الفيديو الذى بثته الجزيرة كان يشكك فى الرواية الإسرائيلية حول مقتل 6 ملايين يهودى فى المحرقة النازية المعروفة بـ"الهولوكوست"، وتضمن الإشارة إلى أن مذابح النازية لم تقتصر فقط على اليهود، وإنما شملت أعراق وديانات وجنسيات أخرى، إلا أن الجزيرة سارعت بالاعتذار عن هذا المحتوى الإعلامى، وأزالته تماما من على شبكة الإنترنت لإرضاء اليهود.
اللافت فى الأمر أن الجزيرة لم تفكر فى الاعتذار من قبل عن عشرات الوقائع المفبركة التى بثتها عبر شاشتها تجاه الدول العربية، من بينها أخبار كانت سببا فى إثارة حالة من اللغط، وثبت بالدليل القاطع أنها أكاذيب.
وتشير الوقائع السابقة إلى أن إسرائيل استخدمت بالفعل الجزيرة أبرزها استضافة الجزيرة للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى، بجانب نائب وزير الدفاع الإسرائيلى للتعبير عن وجهة النظر الإسرائيلية.
ولم تكن شاشة الجزيرة القطرية، هى الطريقة الوحيدة لتطبيع الدوحة مع تل أبيب إعلاميا، لكن الأمر تحول إلى حسابات مذيعى القناة القطرية، التى تدار عبر الديوان الأميرى، وعلى الرغم من دخول مذيعى قناة الجزيرة إلى القدس عدة مرات عبر مطار بن جوريون فى تل أبيب، إلا أن مذيعى القناة القطرية يحاولون دوما ارتداء ثوب البطولة وخلق بطولات زائفة عبر تدوينات عبر تويتر تزعم دعمهم لحقوق الفلسطينيين.
من جانب تلك الوقائع أيضا هو ظهور مايك قناة الجزيرة القطرية فى معسكرات جيش الاحتلال، ليكشف حجم التعاون القائم بين إسرائيل والقناة القطرية.
إلى جانب هذا الأمر أيضا فإن القناة القطرية أقدمت أيضا على وصف أحد الفلسطينيين الذين طعنوا أحد الجنود الإسرائيليين بالإرهابى، لتتخذ القناة القطرية نفس وجهات نظر الإسرائيليين الذين يعتبرون أن الفلسطينيين إرهابيين.
فى هذا السياق قال الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام القاهرة الأسبق، إن هناك علاقات قوية تربط قناة الجزيرة وأجهزة إسرائيلية، بل إن هناك تعاملات بينهم فى كل ما تقدمه القناة القطرية عبر شاشاتها، فلا توجد أى قناة عربية تستضيف شخصيات إسرائيلية ومسئولين يدافعون عن أنفسهم سوى الجزيرة، وهذا يؤكد مدى العلاقة بين الطرفين .
وأضافت عميد إعلام القاهرة الأسبق فى تصريح له أن قيام قناة الجزيرة بفصل صحفيين بسبب تقرير يكشف زيف رواية اليهود عن "الهولوكست"، يؤكد تحكم الاستخبارات الإسرائيلية فى القناة القطرية وما تقدمه يفتقد المهنية والأخلاق، ويعبر عن وجهة نظر الكيان الصهيونى والعداء لكل الدول، ففى ظل ما تشهده الدول وخاصة فلسطين من صراعات مع إسرائيل تجد قناة الجزيرة تدافع عن وجهة نظر الإسرائيلية .
بدوره قال يوسف القعيد، الكاتب وعضو مجلس النواب، إنه يرفض التعامل بهذا القدر من الترقب مع كل ما يصدر عن قناة الجزيرة، ويرى من الأفضل تجاهلها، مضيفا: "الدكتور طه حسين كان له تعبير عظيم وهو اقتل عدوك بالصمت والتجاهل".
وحول اعتذار الجزيرة على الفيديو الخاص بالهولوكوست قال القعيد: "الهولوكوست مرتبط بمذابح اليهود وهو أمر يثير بعض الحساسية فى أوربا، ويهود الأمس هم يهود اليوم، إذن فالاعتذار لا لجهة إسلامية ولا للأشقاء العرب، وإنما صدر لصالح أعدائنا كلنا".
من ناحيته قال نادر مصطفى أمين لجنة الاعلام بمجلس النواب إن العلاقة بين إسرائيل والجزيرة ظاهرة وما تقوم به القناة من هجمات متتالية ومؤثرة على العديد من دول عربية بهدف زعزعة امن واستقرر المنطقة لا يتم بمنأى عن أعدائنا.
وأضاف: "كل ما استهدفته الجزيرة من تخريب لا يمكن أن يصدر من دولة تريد الخير للمنطقة ربما لو جمعنا حوادث كهذه لاستطعنا أن نكشف حقيقة الجزيرة والأمر يحتاج دراسة هذا الموقف وتسليط الضوء عليه".
وأشار مصطفى إلى أن تحليل المضمون والخطاب الإعلامى يستدعى دراسة مواقف مشابهة للقناة مع إسرائيل ودول المنطقة، هل كان إعلاما محايدا هل تم استغلال القناة من قبل قوى دولية وإقليمية لتكون السبب الرئيسى لما نطلق عليه حرب المعلومات ضد دول المنطقة وشعوبها هذا الموقف يكشف ويفضح القناة وما تقدمه من بث للسم فى العسل.
وأضاف: "ليس أمامنا سوى فهم التكنولوجيا البغيضة التى تبتعد عن روح الإعلام فى الوصول للحقيقة وتتفنن فى صناعة الأكاذيب لأن تأثيرها خطير للغاية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة