مع أبى العلاء فى سجنه.. هل اختار طه حسين دراسة رهين المحبسين للتشابه بينهما؟

الإثنين، 20 مايو 2019 11:00 م
مع أبى العلاء فى سجنه..  هل اختار طه حسين دراسة رهين المحبسين للتشابه بينهما؟ أبو العلاء المعرى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ961، على رحيل شاعر الفلاسفة أبو العلاء المعرى، إذ رحل فى 20 مايو سنة 1058 م، وهو شاعر وفيلسوف ولغوى وأديب عربى من عصر الدولة العباسية، لقب بـرهين المحبسين أى محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.
 
ولعل اشتهار "المعرى" بإصابته بالعمى، كان أحد الدوافع التى جعلت عميد الأدب العربى، يكتب "مع أبو العلاء فى سجنه" وهو الكتاب الذى قدمه الأديب الراحل عن الشاعر الشهير، يتضح من خلاله حجم التشابه بين أفكار ورؤى وأوضاع الرجلين، فكل منهما تائه فى بحور الشك، متأمل فى عالم الطبيعة، مشيِد بشخصيته الفريدة عالَمًا جديدًا، هو وحده من يدرك تفاصيله.
 
جمعت وحدة المعاناة البصرية، بين أبو العلاء وطه حسين، إنما ميزتهما أكثر بما لا يقاس عظمة البصيرة ونور العقل ورفعة الموهبة والعمق الإنسانى الذى لا يضاهى، إلا لدى الكبار من طينتهما، أبو العلاء المعرى وطه حسين منارتان، خاصة لأمتنا المصابة بعمى البصيرة، فيزال كلاهما من أكثر أعلام الفكر العربى إثارة للجدل، فيرميهما معارضوهما، سواء ممن قرأوهما أو سمعوا تحريضا عليهما بأشد الاتهامات وأخطرها.
 
ومن بين اوجه الكراهية التى يحملها المعارضين لهم، كان هو سبب المصادفة التى جعلت بعض المجهولين بإقتلاع رأس تمثال الأديب والمفكر طه حسين الموجود منذ عقود بجوار ديوان عام محافظة المنيا، فى عام 2013، وذلك بعد أيام علي قيام مثلهم بالاعتداء علي تمثال الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري في معرة النعمان بسوريا‏.‏
 
وبحسب دراسة للدكتور خالد يونس خالد، بعنوان "بين شاعر الفلاسفة المعرى وفولتير العرب طه حسين" من الواضح أن طه حسين تأثر بأبى العلاء المعرى وشكه وتشاؤمه فى شعره، حيث يقول عن شك أبى العلاء  ‘"كان ينكر الناس وينكر الأشياء . وكان كثيرا ما ينكر نفسه ويشك فى وجوده"، وحين يبدى طه حسين مدى إعجاب الناس بأبى العلاء، يشعر أن ذلك الاعجاب يشمله، فيقول: "العالم العربى كله يذكر أبا العلاء فى هذه الأيام، ذكرى محب له، معجب به، والعالم الغربى  يشارك فى هذا الذكر الذى يملؤه الحب والإعجاب، وقد كان أبو العلاء سيئ الظن بنفسه، سيئ الظن برأيه، وهذه آية التواضع ومعرفة الإنسان قدر نفسه".
  
ويرى الباحث أيضا أن طه حسين كانت تراوده أوقات يشعر بالتشاؤم كالمعرى فى الأدب والفلسفة  تبرما بحياته وإغراقا فى التشاؤم المظلم الذى لا قرار له، ورأى نفسه ذات يوم وقد انتهى به التشاؤم والضيق إلى حيث ندم على ما فرط فى جنب الأزهر وشيوخه، وكان قد قرأ عن أبى العلاء أن العمى عورة، كما كان يتحرج فى كثير من الأشياء أمام المبصرين، وفهم هذا كما فهمه المعرى نفسه، ففى ذلك يتحدث عن نفسه من خلال المعرى، ويعترف مدى تأثير تشاؤم المعرى عليه إلى درجة أنه كان سببا لتكرار الكلمات فى دراساته، كما كان عند المعرى، وأن آلام المعرى تثير فى نفسه حبا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة