أكرم القصاص - علا الشافعي

كيف توقع مصر اتفاقيات البترول الدولية؟.. مرت بـ10 مراحل بدأت بتحصيل قرش إتاوة عن كل برميل ويتبعها المزايدات والمشاركة.. وانتهت بالنموذج الاقتصادى لتحقيق عائد مناسب على الاستثمار وتشجيع الشريك الأجنبى

الإثنين، 20 مايو 2019 02:30 م
كيف توقع مصر اتفاقيات البترول الدولية؟.. مرت بـ10 مراحل بدأت بتحصيل قرش إتاوة عن كل برميل ويتبعها المزايدات والمشاركة.. وانتهت بالنموذج الاقتصادى لتحقيق عائد مناسب على الاستثمار وتشجيع الشريك الأجنبى حقل غاز "ارشيفية "
كتبت - مروة الغول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعد عقد الاتفاقيات البترولية الركيزة الأساسية لجذب مزيد من الاستثمارات فى مجال البحث والاستكشاف، وقد مرت توقيع الاتفاقيات البترولية بعدة مراحل والتى كانت كالتالى ..

مرحلة الإتاوة والإيجار والضرائب 

تضمنت المرحلة الأولى للاتفاقيات البترولية مرحلة الإتاوة والإيجار والضرائب وكانت تعطى مدة محددة للتراخيص لا تتجاوز 30 سنة تجدد لمدة 15 سنة فى مساحة بحد أقصى 5000 فدان نظير إيجار سنوى وتحصيل إتاوة قدرها قرش صاغ عن كل برميل من الإنتاج ، وبعد معاهدة 1936 تقرر الفصل بين شروط ترخيص البحث وترخيص الاستغلال، كما ارتفعت نسبة الإتاوة إلى 15٪ ، وفى عام 1948 صدر القانون 136 ، حيث نص لأول مرة على اعتبار جميع الخامات والمعادن التى تحويها أراضى مصر ملك لمصر، ونص على أن يكون إعطاء التراخيص للبحث بقوانين ولفترة زمنية محددة أما الاستغلال فيكون عن طريق شركة مساهمة مصرية أو تحت التأسيس .

 

مرحلة "المزايدات والتخلى" 

أما المرحلة الثانية للاتفاقيات البترولية، فتضمنت "المزايدات والتخلى" فبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 صدر قانون المناجم رقم 66 لسنة 1953 الذى أوجب طرح مساحات البحث فى مزايدات عامة، وفى عام 1954 صدرت أول اتفاقية أوجبت التخلى عن 25٪ من مساحة البحث بعد انقضاء فترة معينة، وفى عام 1956 صدر القانون رقم 135 بإنشاء الهيئة العامة لشئون البترول.

 

مرحلة " المشاركة"

 أما فيما يتعلق بالمرحلة الثالثة للاتفاقيات البترولية، فكانت " المشاركة" فى بداية الستينيات حدث تطور فى نظام الاتفاقيات والتى من أهم ملامحها تحمل الشريك الأجنبى جميع تكاليف ومخاطر عملية البحث والتنقيب مع الالتزام بحد أدنى للاتفاق خلال مدة معينة، بالإضافة إلى الإيجارات والمنح التى يتفق عليها  وعند ثبوت اكتشاف تجارى وبدء الإنتاج تساهم هيئة البترول مناصفة مع الشريك الأجنبى فى إنشاء شركة مشتركة تقوم بالعمليات على أن يسترد الشريك الأجنبى نصف تكاليف البحث ويوزع الإنتاج مناصفة بين الطرفين ومثال على ذلك اتفاقية شركة فيليبس (ويبكو) بالصحراء الغربية عام 1963 .

مرحلة "اقتسام الإنتاج بنسب متدرجة"

ثم بدأت بعد ذلك  المرحلة الرابعة للاتفاقيات البترولية والتى تضمنت  اقتسام الإنتاج هذه المرحلة تقوم على نظام اقتسام الإنتاج بنسب متدرجة ، وتقضى بتحمل الجانب الأجنبى منفرداً مخاطر عمليات البحث والإنفاق ، وعند ثبوت اكتشاف تجارى وبدء الإنتاج يتم تجنيب جزء من الإنتاج لاسترداد تكاليف البحث والتنمية التى قام بها الجانب الأجنبى ، ويتم تقسيم باقى حصة الإنتاج بين الهيئة والشريك الأجنبى بنسب اقتسام الإنتاج طبقاً للشرائح المتفق عليها إلى جانب منح التوقيع والإنتاج .

مرحلة "الاحتياطى القومى من الغاز "

واستحدثت هيئة البترول خلال المرحلة الخامسة وهى مرحلة "الاحتياطى القومى من الغاز " نص للغاز يقوم على أساس تكوين احتياطى قومى من الغاز يقدر بحوالى 12 تريليون قدم مكعب وبعد ذلك يمكن تصدير الغاز فى حالة سائلة ، وللشريك الأجنبى الحق فى أن يتنازل عن الغاز المكتشف إذا كان فى حدود 7 بلايين متر مكعب أو أكثر ويتم تعويضه عن تكاليف البحث ، وإذا كان الاحتياطى أقل من 7 بلايين متر مكعب  يتم التنازل عن الغاز للهيئة بدون مقابل ، وقد كان لهذا التعديل وكذلك التشاور المستمر بين الهيئة وشركائها من الجانب الأجنبى ، أكبر الأثر فى توفير كميات إضافية من الغاز للاستخدام المحلى وبالتالى توفير ما يقابل ذلك من الزيت الخام لعمليات التصدير.

مرحلة " بيع الغاز وتسويقه محلياً"

تنص المرحلة السادسة للاتفاقيات البترولية على بيع الغاز وتسويقه محلياً فيها، على أن يقوم الجانب الوطنى باستلام 75٪ حد أدنى من إنتاج الغاز الطبيعى والغاز المسال المتفق عليه فى اتفاقية مبيعات الغاز ويتم تقييم سعر الغاز على أساس سعر المازوت متوسط الكبريت مع تطبيق معدل خصم قدر 15 ٪ ، كما يتم تقييم الغاز المسال على أساس السعر العالمى للبروبان والبيوتان مع تطبيق معدل خصم 5٪ ، وفى بداية التسعينيات تم إدخال تعديل على نموذج الاتفاقيات لتشجيع الشركات العالمية ولمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين .

 مرحلة "ربط تسعير الغاز بالزيت الخام"

وتمت دراسة عدة بدائل خلال المرحلة السابعة والتى تقوم على ربط تسعير الغاز بالزيت الخام لتسعير الغاز فى اتفاقيات البترول وقد استقر الرأى على ربط سعر الغاز بسعر خليط زيت خام خليج السويس وهو المؤشر للصادرات البترولية المصرية وذلك بدلاً من ربط سعر الغاز بالمازوت متوسط الكبريت، وقد شجع هذا التعديل الكثير من الشركات الأجنبية العاملة فى مصر على إدخال هذا التعديل على اتفاقياتها وبدأت الشركات تهتم بمناطق إنتاج الغاز فى مصر مما جعل وزارة البترول تسير بخطى سريعة لتحقيق هدف دخول القرن الحادى والعشرين ، ووضع مصر على خريطة الدول المنتجة للغاز، وبدأت الإتفاقيات البترولية فى تنفيذ هذه الاستراتيجية ودراسة مناطق احتمالات الغاز فى مصر، خاصة البحرية منها وطرحها فى مزايدات عالمية، وقد لاقت هذه المناطق إقبالاً شديداً من الشركات وبالفعل قامت الشركات بالعمل فى هذه المناطق وصدق حدس الخبراء المصريين وثبتت مصداقيتهم فى طرح هذه المناطق إذا أن كل مناطق الغاز التى عرضت فى المزايدات العالمية أثبتت وجود الغازات بكميات وفيرة بها .

مرحلة "تعديل سعر الغاز فى الاتفاقيات البترولية"

وفيما يتعلق بتعديل سعر الغاز فى الاتفاقيات البترولية وهى ما تضمنته المرحلة الثامنة للاتفاقيات البترولية، حيث تم الاتفاق مع الشركات الأجنبية على تعديل سعر الغاز فى الاتفاقيات بأثر رجعى منذ يوليو 2000، ويتضمن تعديل بند تسعير الغاز بالاتفاقيات البترولية وضع حد أقصى (2.65 دولار/ مليون وحدة حرارية بريطانية عند سعر 22 دولاراً لبرميل خام برنت أو أكثر مهما وصل سعر خام برنت) وحد أدنى (1.50دولار/ مليون وحدة حرارية بريطانية عند سعر 10 دولار لبرميل خام برنت) لسعر الغاز الطبيعى المشترى من الشريك الأجنبى .

 

مرحلة "تعديل اتفاقيتى شمال الاسكندرية وغرب البحر المتوسط"

أما المرحلة التاسعة فتضمنت تعديل اتفاقيتى شمال الإسكندرية وغرب البحر المتوسط  نظرا لصعوبة تنمية منطقتى شمال الأسكن 999 درية وغرب البحر المتوسط لتميزهما بالضغط والحرارة الشديدة ووقوعهما بالمياه العميقة واحتياجها إلى تكنولوجيات متقدمة جدا ، وما يتطلبه ذلك من استثمارات كبيرة تصل الى حوالى 9 مليارات دولار بخلاف ما تم إنفاقه بهدف تنمية الاحتياطيات المكتشفة لتلبية احتياجات السوق المحلى وتحقيق عائد مناسب على الاستثمار ، تم تعديل الاتفاقيتين بما يحقق التوازن ومصلحة الطرفين، بحيث يتحمل الشركاء الأجانب جميع الاستثمارات المطلوبة وبدون أى استرداد للتكاليف وجميع عناصر المخاطرة ويقوم الشركاء الأجانب بتسليم جميع الغاز المنتج إلى هيئة البترول نظير سعر للغاز طبقاً لمعادلة سعريه لمتوسط أسعار خام برنت وأسعار الغاز هنرى هب و NBP ببريطانيا بحد أدنى 3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بحد أقصى 4.1 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

والنظام المقترح بالاتفاقية يطبق فقط على الاحتياطى المؤكد الحالى والذى يبلغ 5 تريليون قدم مكعب ، وخلال فترة الاتفاقية فقط ، فى حين تتم المشاركة فى الإنتاج لما يزيد على تلك الاحتياطيات، و تنص الاتفاقية على نقل ملكية جميع أصول المشروع إلى الهيئة عند بدء الإنتاج .

مرحلة "النموذج الاقتصادى للاتفاقيات البترولية"

فى ظل ارتفاع تكلفة تنمية الاكتشافات بمناطق المياه العميقة بالبحر المتوسط و عامل المخاطرة ، تم التوصل إلى نماذج جديدة للاتفاقيات البترولية وهو "النموذج الإقتصادى للاتفاقيات البترولية" والتى تهدف الى تحقيق عائد مناسب على الاستثمار مما يشجع الشريك الأجنبى على الاستثمار و سرعة وضع الاكتشافات على الانتاج ،و تلبية احتياجات السوق المحلى من الغاز، وتعزز من تحقيق التوازن بين مصالح الطرفين.

والجدير بالذكر أنه فى اطار تحقيق استراتيجية قطاع البترول الرامية الى تكثيف أعمال البحث والاستكشاف بهدف زيادة الإنتاج من الثروة البترولية فقد نجح القطاع منذ نوفمبر 2013 فى توقيع 36 اتفاقية جديدة باستثمارات حدها الأدنى حوالى 2 مليار دولار وحفر 153 بئرا، بخلاف 20 اتفاقية اخرى فى مرحلة الاجراءات باستثمارات حدها الإدنى 10.1 مليار دولار وحفر 101 بئرا .

وخلال الفترة من شهر سبتمبر من العام 2015، بلغ إجمالى عدد الاتفاقيات البترولية التى تم توقيعها منذ سبتمبر 2015 حتى مارس 2019، 40 اتفاقية بإجمالى استثمارات حدها الأدنى حوالى 4.6 مليار دولار وحوالى 4.763 مليون دولار، منح توقيع لا ترد وحفر 143 بئرا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة