فى ذكرى رحيله.. هؤلاء شككوا فى دين أبى العلاء المعرى واتهموه بالزندقة

الإثنين، 20 مايو 2019 08:00 م
فى ذكرى رحيله.. هؤلاء شككوا فى دين أبى العلاء المعرى واتهموه بالزندقة صورة متخيلة لـ أبى العلاء المعرى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعد الشاعر والمفكر الكبير أبو العلاء المعرى واحد من أشهر المثقفين العرب، حيث عاش بين عامى 973 – 1057 ميلادية) وله دواوين مشهورة، منها لزوم ما يلزم، وله كتب نثرية كثيرة منها رسالة الغفران وغيرها الكثير.

لكن بعد رحيل أبى العلاء المعرى بدأت تظهر دعوات من بعض الفقهاء المتشددين فى الهجوم عليه والتشكيك فى دينه حتى أنهم نسبوه إلى الزندقة. وممن هاجم أبى العلاء المعرى كل من ابن كثير، وابن قيم الجوزية وأبو الفرج بن الجوزي، الذى قال فيه:

"زَنَادقَةُ الإِسْلاَمِ ثَلاَثَةٌ: ابْنُ الرَّاوَنْدِى، وَأَبُو حَيَّانَ التَّوْحِيْدِى، وَأَبُو العَلاَءِ المَعَرِى، وَأَشدُّهُم عَلَى الإِسْلاَم أَبُو حَيَّانَ، لأَنَّهُمَا صَرَّحَا، وَهُوَ مَجْمَجَ وَلَمْ يُصرِّح".

ويصفه الذهبي: بـ"الشيخ العلامة، شيخ الآداب أبو العلاء، صاحب التصانيف السائرة، والمتهم فى نحلته، ويروى حديث عن غرس النعمة: "حدثنا الوزير أبو نصر بن جهير، حدثنا المنازى الشاعر قال: اجتمعت بأبى العلاء، فقلت: ما هذا الذى يروى عنك؟ قال: حسدوني، وكذبوا على، فقلت: على ماذا حسدوك وقد تركت لهم الدنيا والآخرة؟ فقال: والآخرة؟! قلت: إى والله." ويختم الذهبى قوله بـ "والله أعلم بما ختم له".

ويقول عنه ابن كثير فى البداية والنهاية فى الجزء الثانى عشر "أبو العلاء المعرى التنوخى الشاعر، المشهور بالزندقة، اللغوى، صاحب الدواوين والمصنفات فى الشعر واللغة، ولد يوم الجمعة عند غروب الشمس لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وأصابه جدرى وله أربع سنين أو سبع، فذهب بصره، وقال الشعر وله إحدى أو ثنتا عشرة سنة، ودخل بغداد سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، فأقام بها سنة وسبعة أشهر، ثم خرج منها طريدا منهزما، ولأنه سأل سؤالا بشعر يدل على قلة دينه وعلمه وعقله فقال:

"تناقض فما لنا إلا السكوت له * وأن نعوذ بمولانا من النار/ يد بخمس مئين عسجد وديت/ ما بالها قطعت فى ربع دينار" وهذا من إفكه يقول: اليد ديتها خمسمائة دينار، فما لكم تقطعونها إذا سرقت ربع دينار، وهذا من قلة عقله وعلمه، وعمى بصيرته.

 وذلك أنه إذا جنى عليه يناسب أن يكون ديتها كثيرة لينزجر الناس عن العدوان، وأما إذا جنت هى بالسرقة فيناسب أن تقل قيمتها وديتها لينزجر الناس عن أموال الناس وتصان أموالهم، ولهذا قال بعضهم: كانت ثمينة لما كانت أمينة، فلما خانت هانت، ولما عزم الفقهاء على أخذه بهذا وأمثاله هرب ورجع إلى بلده، ولزم منزله فكان لا يخرج منه، وكان يوما عند الخليفة وكان الخليفة يكره المتنبى ويضع منه، وكان أبو العلاء يحب المتنبى ويرفع من قدره ويمدحه، فجرى ذكر المتنبى فى ذلك المجلس فذمه الخليفة، فقال أبو العلاء:

 لو لم يكن للمتنبى إلا قصيدته التى أولها * لك يا منازل فى القلوب منازل * لكفاه ذلك.

فغضب الخليفة وأمر به فسحب برجله على وجهه وقال: أخرجوا عنى هذا الكلب.

 وقال الخليفة: أتدرون ما أراد هذا الكلب من هذه القصيدة؟ وذكره لها؟ أراد قول المتنبى فيها:

وإذا أتتك مذمتى من ناقص * فهى الدليل على أنى كامل

 وإلا فالمتنبى له قصائد أحسن من هذه، وإنما أراد هذا، وهذا من فرط ذكاء الخليفة، حيث تنبه لهذا، وقد كان المعرى أيضا من الأذكياء، ومكث المعرى خمسا وأربعين سنة من عمره لا يأكل اللحم ولا اللبن ولا البيض، ولا شيئا من حيوان، على طريقة البراهمة الفلاسفة، ويقال إنه اجتمع براهب فى بعض الصوامع فى مجيئه من بعض السواحل آواه الليل عنده، فشككه فى دين الاسلام.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة