تسييس الرياضة.. كيف تحول مسعود أوزيل من لاعب كرة قدم إلى سمسار أردوغان؟.. النظام يحاول استخدام شعبية اللاعب للترويج لحزبه قبل انتخابات اسطنبول.. والنظام التركى على خطى حلفاءه بقطر للحفاظ على بقاءه بالسلطة

الأحد، 19 مايو 2019 03:28 م
تسييس الرياضة.. كيف تحول مسعود أوزيل من لاعب كرة قدم إلى سمسار أردوغان؟.. النظام يحاول استخدام شعبية اللاعب للترويج لحزبه قبل انتخابات اسطنبول.. والنظام التركى على خطى حلفاءه بقطر للحفاظ على بقاءه بالسلطة
تحليل يكتبه: بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ عام، وقبل أسابيع قليلة من انطلاق مونديال روسيا 2018، حرص الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى الظهور بصحبة لاعب المنتخب الألمانى مسعود اوزيل، وذلك أثناء زيارة قام بها إلى ألمانيا، فى صورة أثارت الكثير من الجدل، خاصة بعدما خرج المنتخب الألمانى من الدور الأول من البطولة العالمية، حيث ألقى قطاع كبير من المتابعين باللوم على لاعبى المنتخب ممن يحملون جنسيات مزدوجة، بينما ليس لديهم مشاعر انتماء حقيقية تجاه قميص المنتخب الذى يلعبون بين صفوفه، وعلى رأسهم أوزيل، والذى قرر حينها اعتزال اللعب الدولى، ردا على حملات الانتقاد الكبيرة التى استهدفته.

 

يبدو أن صورة أردوغان بصحبة أوزيل، والتى تم تداولها على نطاق واسع فى ذلك الوقت، ارتبطت فى الأساس باقتراب الانتخابات الرئاسية فى أنقرة، والتى عقدت بعد ذلك بأسابيع قليلة، وذلك فى إطار محاولته لتحسين صورته أمام المواطنين الأتراك، فى ظل حالة الامتعاض لدى قطاع كبير من المواطنين الأتراك، جراء حالة الفشل الاقتصادى الذى تعانيه أنقرة فى السنوات الماضية، وهو ما نجم عنه انهيار قيمة العملة المحلية (الليرة)، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة، بسبب زيادة مستويات التضخم.

 

أردوغان بصحبة أوزيل
أردوغان بصحبة أوزيل

مسعود أوزيل.. من لاعب كرة قدم إلى سمسار انتخابات

إلا أن دور أوزيل، والذى يلعب حاليا فى صفوف فريق الأرسنال الإنجليزى، ربما تجاوز الدعاية لأردوغان نفسه، فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ليصبح الترويج لحزب العدالة والتنمية الحاكم فى أنقرة، ومرشحيه فى مختلف المناسبات الانتخابية، وهو ما يبدو واضحا فى ظهور اللاعب، ذو الأصول التركية، مرة أخرى بصحبة أردوغان أمام الكاميرات، ولكن هذه المرة فى تركيا، بل وفى قلب مدينة إسطنبول، على مائدة الإفطار أمس السبت.

 

أردوغان وأوزيل فى اسطنبول

 

أردوغان وأوزيل فى اسطنبول

ظهور أوزيل بصحبة الرئيس التركى فى اسطنبول، يرتبط بصورة وثيقة بالانتخابات المرتقبة فى المدينة التركية، والتى يتنافس فيها مرشح الحزب الحاكم بن على يلدريم، والذى سبق وأن شغل منصب رئيس الوزراء فى بلاده، مع مرشح حزب الشعب الجمهورى المعارض، أكرم إمام أوغلو، وهى الانتخابات التى تقرر إعادتها بعد فوز المرشح المعارض فى المرة الأولى، مما دفع الحزب الحاكم ورئيسه إلى ممارسة أقصى أنواع الضغط على اللجنة العليا للانتخابات من أجل إعادتها، وهو ما تحقق فى النهاية، حيث قررت اللجنة إعادة الانتخابات بالمدينة فى يونيو المقبل.

 

أوزيل وأنيس كانتر.. أردوغان يسعى لتسييس الرياضة

 

وهنا يمكننا القول أن ظهورات أوزيل بصحبة أردوغان ترتبط ارتباطا وثيقا بالأحداث الانتخابية فى تركيا، حيث يسعى الرئيس التركى إلى استخدام شعبية اللاعب للتغطية على فشله السياسى والاقتصادى، خاصة وأن الجانب الاقتصادى يبدو مؤثرا إلى حد كبير على شعبية الرئيس التركى ونظامه، خاصة فى المدن الكبرى، والتى خسرها أردوغان فى الانتخابات الأخيرة، وعلى رأسها أنقرة وأزمير وأنطاليا، بالإضافة إلى اسطنبول، والتى تعد بمثابة العاصمة الاقتصادية للبلاد، وهو النهج الذى يمثل امتدادا لسياسته التى تقوم على استخدام الرياضة لتحقيق الأهداف السياسية، والتى بدت واضحة فى العديد من المواقف الأخرى.

 

أردوغان وأوزيل

 

أردوغان وأوزيل

ففى مثال صارخ على تسييس الرياضة، قرر النظام التركى، قبل عدة أيام، منع بث مباراة فى كرة السلة بين فريقى بورتلاند تريل بليزرز، والذى يلعب بصفوفه اللاعب التركى أنيس كانتر، وفريق جولدن ستيت وريورز، وذلك على خلفية مواقف اللاعب المناوئة للرئيس التركى، مما دفع أنقرة إلى اتهامه بدعم الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى كونه حليف مقرب من رجل الدين المعارض فتح الله جولن، وهو القرار الذى أثار ضجة كبيرة فى الأيام الماضية، باعتباره يقدم دليلا دامغا عل النهج الذى يتبناه أردوغان فى استخدام الرياضة لتحقيق المآرب السياسية.

 

تحالف قوى الشر.. تركيا على خطى قطر

 

ويمثل نهج استخدام الرياضة فى تحقيق الأهداف السياسية ليس بالأمر الجديد تماما، من قبل ما يمكننا تسميتهم بـ"تحالف قوى الشر" فى منطقة الشرق الأوسط، حيث سبق وأن اعتمده النظام القطرى، والذى يعد بمثابة أحد حلفاء أنقرة الرئيسيين فى المنطقة، حيث سعت الحكومة القطرية إلى تسخير إمكاناتها المادية للسيطرة على بث مختلف المسابقات الرياضية فى إطار رغبتها فى فرض وجودها الإعلامى بمختلف دول المنطقة، وبالتالى استخدامها لتقديم الدعايا التى تروق لها، كما أنها سعت كذلك للاستحواذ على عدد من الأندية العالمية، وعلى رأسها باريس سان جيرمان، وذلك لتحقيق الكثير من الأهداف، وعلى رأسها الفوز المشبوه بتنظيم مونديال 2022.

 

الرئيس التركى مع اللاعب مسعود أوزيل على مائدة إفطار
الرئيس التركى مع اللاعب مسعود أوزيل على مائدة إفطار

 

وبالتالى فإن النظام التركى، على ما يبدو، اتجه نحو استلهام النهج القطرى فى استخدام الرياضة لتحقيق المكاسب السياسية، من خلال إظهار اللاعبين الموالين له، من ذوى الشعبية الكبيرة، فى الوقت الذى يتم فيه تهميش الرياضيين الأتراك الأخرين والذين يتبنون مواقف مناوئة للنظام، خاصة فى الأوقات التى تتزامن مع اقتراب الانتخابات فى تركيا.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة