محمد فودة

محمد فودة يكتب.. عادل إمام "أيقونة" الفن العربى

السبت، 18 مايو 2019 04:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت قد كتبت من قبل منتقدا الفنان عادل إمام، وكان هذا النقد من قبيل الحب الذى أكنه له بصفته "فنان كبير" ما كان يجب أن يقوم بتلك التصرفات التى اعترضت عليها آنذاك والتى تناولتها فى عدة مقالات، خاصة حينما كتبت عن حفل افتتاح الدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائى الدولى، فما صدر عن الفنان عادل إمام فى هذا الحفل من تصرفات كانت صادمة لجمهوره، وكانت مثار تعليقات السوشيال ميديا هى التى دفعتنى وقتها للكتابة عنه، معاتباً، ومحباً، وغيوراً، على فنان كبير، خاصة أن ما حدث لا يليق بتاريخه الفنى الطويل، ولا يليق بنجم له هذا الجمهور العريض.
 
ولكن حينما يتعلق الأمر بعيد ميلاد فنان كبير فى حجم ومكانة عادل إمام، فإن الأمر مختلف تماماً، فما كان يجب أن تمر  هذه المناسبة دون أن أتوقف طويلاً أمام الرصيد الفنى الكبير الذى استطاع عادل إمام أن يحققه متخطياً الكثير والكثير من أبناء جيله، ليس هذا وحسب بل أنه استطاع بذكائه وموهبته الكبيرة أن يتخطى أسماء كثيرة ممن سبقوه فى مجال الكوميديا، وهو دليل قاطع على قدرته الفذة، وموهبته التى لم يكن لها سقف، فظل يحلق فى سماوات الفن والنجومية والأضواء.
 
لهذا السبب قررت الكتابة اليوم عن عادل إمام، باعتباره الفنان الموهوب الذى قدم لنا فناً جميلاً، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لأننى على قناعة تامة بأنه ليس لدينا سوى عادل إمام واحد فقط، وبكل تأكيد فإن هذا الاسم الكبيرة وتلك المكانة المرموقة لم تأت من فراغ، وإنما جاءت نتيجة منطقية وتكليل لبذل جهد مضاعف، ونهاية طبيعية لقصة وكفاح وصبر ومعاناة وهذا الأمر لم يعد خافياً على أحد، فبنظرة متأنية إلى مشواره الفنى الطويل يمكننا أن نلمس بوضوح بل ونتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الطريق أمامه لم يكن مفروشاً بالورود، فقد كان مليئاً بالأشواك والعراقيل والصعوبات، التى أفرزتها تلك الظروف القاسية والصعبة التى عاشها وارتبطت به منذ بداياته الأولى، حينما شاء الحظ أن يظهر وتلمع موهبته وسط جيل الكبار الذين كانوا يملأون الساحة الفنية تألقاً ونجومية كانت تخطف الأبصار، بل كانت تحرق كل من يحاول أن يقترب منهم.
 
من أجل تلك المكانة التى استطاع أن يصل إليها الآن عادل إمام، ما كان يجب أن يتم الاحتفال بعيد ميلاده دون أن أقول له اليوم "كل سنة وأنت طيب يا زعيم الفن".. وكل سنة وأنت دائم العطاء.. وكل سنة وأنت قادر على رسم  البسمة فوق الوجوه، وقادر على صنع البهجة فى قلوب محبيك وبين جمهورك العريض، ليس فى مصر وحسب بل فى جميع أنحاء العالم العربى من المحيط إلى الخليج.
 
والحق يقال فإننى حينما استعرضت عادل إمام الفنى وقرأت عن مشواره الطويل فى السينما والمسرح شعرت بأننى أمام فنان كبير، لا يقبل القسمة على اثنين، ويمتلك قدرة فائقة على تقمص كافة الشخصيات وأداء جميع أشكال الفنون سواء كان ذلك فى المسرح أو السينما أو التليفزيون أو الإذاعة.. لذا فإنه لا يمكن بأى حال من الأحوال أن نمنع أنفسنا من أن نضحك من قلوبنا ونحن نشاهد مسرحاته الكوميدية أو أفلامه السينمائية، فقد كنا ومازلنا بل وسنظل نضحك من قلوبنا، ونكرر الضحك مرات ومرات حتى لو كنا نشاهد هذا العمل أو ذاك أكثر من مرة فى نفس اليوم.
 
من منا استطاع أن يتمالك تفسه من شدة التأثر بأداء عادل إمام فى أعماله الدرامية وما أكثرها.. ومن منا استطاع أن يكتم أنفاسه من شدة الخوف على بطل قومى حينما قدم لنا عادل إمام مسلسله التليفزيونى الشهير "دموع فى عيون وقحة" المأخوذ عن قصة حقيقية من بطولات المخابرات المصرية.. ومن منا لم يحفظ "إفيهات" عادل إمام فى مسرحية "مدرسة المشاغبين"، بل فى جميع أعماله الفنية التى اتسمت بالغزارة والمزج بين متعة المشاهدة والقدرة على تجسيد الواقع فى كثير من مجالات الحياة.
 
عادل إمام تحول إلى "أيقونة" شديدة الروعة فى مجال الفن، وتلك الأيقونة ستظل تحتفظ بقيمتها وستظل تعيش بيننا وسط هذا الكم الهائل من الزيف الذى صنعه أنصاف وأرباع الموهوبين فى مجال الفن.. فكما هو مؤكد فإن العملة الجيدة هى التى تطرد العملة الرديئة.. كما أنه ينطبق عليه قول المولى عز وجل فى كتابه الكريم .
{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}
صدق الله العظيم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة