"الخلافة.. الوهم الكبير للجماعات الإسلامية".. حسن البنا حشد الإخوان لعودتها منذ تأسيس التنظيم.. قائد مراجعات الجماعة: يحلمون بها لسيطرة على العالم ويعتبرونها الدين.. ومفكر إماراتى: ليس لها علاقة بالإسلام

السبت، 18 مايو 2019 04:00 ص
"الخلافة.. الوهم الكبير للجماعات الإسلامية".. حسن البنا حشد الإخوان لعودتها منذ تأسيس التنظيم.. قائد مراجعات الجماعة: يحلمون بها لسيطرة على العالم ويعتبرونها الدين.. ومفكر إماراتى: ليس لها علاقة بالإسلام حسن البنا وطارق البشبيشى وعلى محمد الشرفاء
كتب كامل كامل – أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بضغطة زر بسيطة للبحث على "الخلافة الإسلامية" ستظهر أمامك مئات الصفحات والمواقع التابعة لجماعات الإسلامية التى تدعو لنظام الخلافة، معتبرين ذلك جزءا من الدين الإسلامى، ولم يقتصر هذا الحلم عند الإخوان فقط، بل ممتد لأغلب الجماعات والتيارات القائمة على مرجعية دينية والمعروفة باسم الجماعات الإسلامية.

 

ورسخ حسن البنا، مؤسس الإخوان ومرشدها الأول فكرة الخلافة عند عناصر التنظيم، وأفرد لها مساحات كبيرة من رسائله التى كانت يبثها وسط أتباعه، وتجلى ذلك فى رسالة "التعاليم" إذ طالب صراحة أبتاعه بالسعى صراحة للحكومة الإسلامية ومن ثم عودة الخلافة الإسلامية، ليتبقى أمامنا مجموعة من التساؤلات، هل المسلمون مطالبون بالعمل على إقامة نظام الخلافة، وهل الخلافة جزء من الدين الإسلامى؟

 

الإخوان يحلمون بالخلافة للسيطرة على العالم

عماد على، قائم مراجعات الإخوان بعد ثورة 30 يونيو، أكد أن جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية يحلمون دوما بفكرة الخلافة من أجل السيطرة على العالم، مضيفا: "ظهرت جماعة الإخوان المسلمين بمصر فى فترة حساسة من عمر الأمة الإسلامية، والتى كان سقوط الخلافة العثمانية أحد أهم ملامحها، وكان ذلك فى العام 1924، الأمر الذى مثل للعديد من أبناء الأمة صدمة كبيرة حينها؛ إذ إن الخلافة تحمل فى نظرهم بعدًا دينيًّا وليست مجرد شكل أو نظام للحكم، وبين مؤيدين لسقوطها وحالمين برجوعها كان حسن البنا مؤسس الجماعة والبالغ من العمر حينها ثمانية عشر عامًا، والذى ظلَّ يتردد كثيرًا على المجالس التى تجمع علماء الأزهر ومشايخه ليستنهض هممهم نحو بذل الجهد لعودة الخلافة، وظلَّ على مدار أربع سنوات يفكر ويعمل حتى أنشأ جماعة الإخوان فى العام 1928 كخطوة أولى لتحقيق هدفه عبر سبع مراحل وضعها تبدأ بإعداد الفرد المسلم ثم الأسرة المسلمة ثم المجتمع المسلم ثم الحكومة المسلمة ثم خطوة تحرير الأوطان الإسلامية ثم إقامة الخلافة ثم الوصول للمرحلة الأخيرة والتى وصفها بأستاذية العالم.

 

وتابع: تحدث حسن البنا كثيرًا عن الخلافة حيث يقول فى رسالة المؤتمر الخامس تحت عنوان "الإخوان المسلمون والخلافة" ما يلى: "الإخوان المسلمون لهذا يجعلون فكرة الخلافة والعمل لإعادتها فى رأس مناهجهم"، ويؤكد أن هذا بناء على نصوص دينية فيقول: "والأحاديث التى وردت فى وجوب نصب الإمام، وبيان أحكام الإمامة وتفصيل ما يتعلق بها، لا تدع مجالًا للشكِّ فى أن من واجب المسلمين أن يهتموا بالتفكير فى أمر خلافتهم منذ حورت عن منهاجها ثم ألغيت بتاتًا إلى الآن"، مضيفا: "إن الحُلم الذى به حشدت جماعة الإخوان وباقى الجماعات الشباب لا بد أن يأتى يوم تمتلك فيه من الشجاعة ما يمكنها من مراجعته والنظر فيه مرة أخرى؛ اتقاء لمزيد من الأزمات والصدامات".

 

الدين الإسلامى والخلاقة

كثير من الجماعات والتيارات الإسلامية تدعو لإقامة ما يسمى بالخلافة الإسلامية، فهل الخلافة جزء من الدين؟.. قال المفكر الإماراتى على محمد الشرفاء: "الخلافة لا علاقة لها بالإسلام؛ فهى نظام سياسى تطلبته ظروف الواقع فى ذلك الوقت، وهى تعد مثل الأنظمة السياسية فى العالم كالجمهورية والملكية والإمارة، ولكن الأمر الإلهى أيًا ما تكون المسميات يأمر بقوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا" (58) سورة النساء، مؤكدًا أن الجماعات كالقاعدة وداعش والقاعدة عاثوا فسادًا فى الأرض باسم الدين.

 

 

وأضاف "الشرفاء": "الأنظمة السياسية على مختلف مسمياتها هى تعبير عن تمثيل الشعوب والمحافظة على مصالح المواطنين والدفاع عن الوطن وحماية أمنه، أما الدين الإسلامى جاءت رسالة الله للإنسان لتصقل سلوكه ومعاملته مع الناس ليكون إنسانًا صالحًا متراحمًا مسلمًا محبًا لأبناء مجتمعه؛ يعين فقيرهم وينصح غنيهم وينشر السلام بين الناس بالكلمة الطيبة، وأن يحافظ على الأمانة ولا يعتدى، وأن يجعل العدل أساس علاقته مع الناس فلا يظلمهم".

 

وتابع قائلا: "عندما ننظر لتاريخ المسلمين وأنظمة الخلافة فى الماضى تجد القتل والتدمير والظلم كما حدثت حروب طاحنة بين الخلافة الأموية والعباسية والخلافة العثمانية واحتلالها أوطانًا عربية، وأن أحد الخلفاء العثمانيين قتل 19 من إخوانه ليستفرد بالحكم، لذلك فالخلافة جاءت بالظلم والقسوة والعدوان على مر العصور عاثوا فسادا وعدوانا وإجراما كما تعمل داعش والإخوان والقاعدة فى هذا العصر أنهم من مخلفات تلك الأنظمة الظالمة التى لم تحقق للناس العدالة والأمان والاستقرار".

 

لماذا يستخدم الإسلاميون شعار الخلافة الإسلامية

بدوره كشف طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، الأسباب التى تدفع الجماعة وتيارات الإسلام السياسى إلى استخدام مصطلح الخلافة الإسلامية، مشيرا إلى أن شعار الخلافة الإسلامية شعار جذاب ويدغدغ مشاعر الناس ويستخدمه الإخوان ليجندوا بواسطته الشباب الساذج المتحمس.

 

وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان أن هذا الشعار يرفعه الإخوان حتى يقتلوا به الانتماء الوطنى عند الشباب ويربون قواعدهم على عدم الولاء للوطن واستخدام الدين بديلا عن الوطن فتخرج الأجيال الجديدة مشوهة تكره وطنها وتكره التضحية فى سبيله.

 

وتابع طارق البشبيشى أن الإخوان بذلك يلعبون لحساب أعدائنا الذين يريدون أن تخرج أجيالا ممسوخة لا تقوى على الدفاع عن أرض الوطن، لافتا إلى أن الإخوان يريدون من رفع هذا الشعار أيضا أن يكونوا إمبراطورية إخوانية من عدة دول عربية وإسلامية يسيطرون عليها هم وليس أحد آخر وهم كاذبون عندما يسمونها خلافة إسلامية بل إمبراطورية إخوانية يقهرون فيها الشعوب التى ترفض منهجهم.

 

وفى إطار متصل، أشار الدكتور طه على الباحث فى علم الاجتماع السياسى، إلى أن جماعة الإخوان أصبحت تعتمد على الشعارات الرنانة التى تدغدغ من خلالها مشاعر المواطنين خصوصا الطبقات الوسطى التى يغلب عليها طابع التدين الشعبى، وبالتالى نجد التنظيم دائما ما يستخدم شعارات مثل "الخلافة الإسلامية" و"الأقصى" و"جيش محمد"، وغيرها من المصطلحات التى تسعى من خلالها الإخوان والتيارات الإسلامية إلى الترويج أنهم يعبرون عن الإسلام ويسعون له رغم أنهم لا يعرفون حقيقة مصطلح الخلافة الإسلامية.

 

وأضاف الباحث فى علم الاجتماع السياسى أن الإخوان والتيارات الإسلامية تسعى من وراء استخدام تلك المصطلحات محاولة استعادة الزخم والحصول على تأييد الرأى العام لها، خاصة تلك الفئة التى لا تخضع للتفكير على أساس عقلانى.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة