آية و5 تفسيرات.. وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما

الخميس، 16 مايو 2019 10:34 ص
آية و5 تفسيرات.. وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما الآية رقم 12 من سورة يونس
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نواصل فى اليوم الحادى عشر من شهر رمضان المعظم سلسلة آية و5 تفسيرات، ونتوقف عند الجزء الحادى عشر ومع الآية رقم 12 من سورة يونس ويقول فيها الله سبحانه وتعالى "وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ".

 

تفسير ابن كثير

يخبر تعالى عن الإنسان وضجره وقلقه إذا مسه الضر، كقوله: (وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض) (فصلت: 51) أى: كثير، وهما في معنى واحد؛ وذلك لأنه إذا أصابته شدة قلق لها وجزع منها، وأكثر الدعاء عند ذلك، فدعا الله في كشفها وزوالها عنه في حال اضطجاعه وقعوده وقيامه، وفي جميع أحواله، فإذا فرج الله شدته وكشف كربته، أعرض ونأى بجانبه، وذهب كأنه ما كان به من ذاك شيء، (مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه).

ثم ذم تعالى من هذه صفته وطريقته فقال: (كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون) فأما من رزقه الله الهداية والسداد والتوفيق والرشاد، فإنه مستثنى من ذلك، كما قال تعالى: (إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات) (هود: 11)، وكقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له: إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له"، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن.

 

تفسير السعدى

وهذا إخبار عن طبيعة الإنسان من حيث هو، وأنه إذا مسه ضر، من مرض أو مصيبة اجتهد في الدعاء، وسأل الله في جميع أحواله، قائما وقاعدا ومضطجعا، وألح في الدعاء ليكشف الله عنه ضره‏.‏

‏ (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ)‏ أي‏:‏ استمر في غفلته معرضا عن ربه، كأنه ما جاءه ضره، فكشفه الله عنه، فأي ظلم أعظم من هذا الظلم‏؟‏‏"‏ يطلب من الله قضاء غرضه، فإذا أناله إياه لم ينظر إلى حق ربه، وكأنه ليس عليه لله حق‏.‏ وهذا تزيين من الشيطان، زين له ما كان مستهجنا مستقبحا في العقول والفطر‏.‏

 

تفسير البغوى

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وإذا أصاب الإنسان الشدة والجهد (29)، (دعانا لجنبه)، يقول: استغاث بنا في كشف ذلك عنه، (لجنبه)، يعني مضطجعًا لجنبه.، (أو قاعدًا أو قائمًا) بالحال التي يكون بها عند نـزول ذلك الضرّ به، (فلما كشفنا عنه ضره)، يقول: فلما فرّجنا عنه الجهد الذي أصابه (30)، (مرّ كأن لم يدعنا إلى ضر مسه)، يقول: استمرَّ على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر، (31) ونسي ما كان فيه من الجهد والبلاء أو تناساه، وترك الشكر لربه الذي فرّج عنه ما كان قد نـزل به من البلاء حين استعاذ به، وعاد للشرك ودَعوى الآلهةِ والأوثانِ أربابًا معه. يقول تعالى ذكره: (كذلك زيّن للمسرفين ما كانوا يعملون)، يقول: كما زُيِّن لهذا الإنسان الذي وصفنا صفتَه، استمرارُه على كفره بعد كشف الله عنه ما كان فيه من الضر، كذلك زُيّن للذين أسرفوا في الكذِب على الله وعلى أنبيائه، فتجاوزوا في القول فيهم إلى غير ما أذن الله لهم به،  ما كانوا يعملون من معاصي الله والشرك وبه.

 

تفسير الجلالين

(وإذا مس الإنسان) الكافر (الضُّرّ) المرض والفقر (دعانا لجنبه) أي مضطجعا (أو قاعدا أو قائما) أي في كل حال (فلما كشفنا عنه ضُره مرّ) على كفره (كأن) مخففة واسمها محذوف، أي كأنه (لم يدعنا إلى ضرٍّ مسه كذلك) كما زُيّن له الدعاء عند الضرر والإعراض عند الرخاء (زُيِّن للمسرفين) المشركين (ما كانوا يعملون).

 

تفسير الميسر

وإذا أصاب الإنسانَ الشدةُ استغاث بنا في كشف ذلك عنه مضطجعًا لجنبه أو قاعدًا أو قائمًا، على حسب الحال التي يكون بها عند نزول ذلك الضرِّ به. فلما كشفنا عنه الشدة التي أصابته استمرَّ على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر، ونسي ما كان فيه من الشدة والبلاء، وترك الشكر لربه الذي فرَّج عنه ما كان قد نزل به من البلاء، كما زُيِّن لهذا الإنسان استمراره على جحوده وعناده بعد كشف الله عنه ما كان فيه من الضر، زُيِّن للذين أسرفوا في الكذب على الله وعلى أنبيائه ما كانوا يعملون من معاصي الله والشرك به.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة