"لآخر نفس" دراما متماسكة ومشوقة وتعيد اكتشاف ياسمين عبد العزيز فى مناطق جديدة.. حبكة جذابة وإيقاع مشدود ومونتاج بميزان منضبط.. وأداء مبهر من أبطال المسلسل يربط المشاهد أمامه من الحلقة الأولى

الإثنين، 13 مايو 2019 08:15 م
"لآخر نفس" دراما متماسكة ومشوقة وتعيد اكتشاف ياسمين عبد العزيز فى مناطق جديدة.. حبكة جذابة وإيقاع مشدود ومونتاج بميزان منضبط.. وأداء مبهر من أبطال المسلسل يربط المشاهد أمامه من الحلقة الأولى ياسمين عبد العزيز
كتب على الكشوطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ربما يلجأ بعض المخرجون فى الحلقات الأولى من مسلسلاتهم إلى حيلة تقديم بانوراما لأبطال المسلسل، مع إضافة القليل من التفاصيل الجاذبة قبل الدخول إلى عمق القضية التى يطرحها المسلسل، وذلك من باب "التسخين" كما يقال، وهو عادة ما يجعل المشاهد يبدأ تقرير ما إذا كان سيكمل متابعة للمسلسل أم لا بعد الحلقة الثالثة تقريبا من أى مسلسل، إلا مسلسل ياسمين عبد العزيز "لآخر نفس"، والذى له نصيب من اسمه، فمن أول نفس لآخر نفس لا يستطيع المشاهد الابتعاد عن الشاشة أثناء عرض المسلسل، فمن الحلقة الأولى استطاع المخرج حسام على أن يقدم إيقاعا منضبطا لحلقات المسلسل بقدرة جيدة فى التحكم فى المونتاج الذى هو واحدا من أهم أبطال المسلسل حتى الآن، خاصة أن العمل يعتمد فى جزء كبير من أحداثه على مشاهد الفلاش باك، والتى هى سلاح ذو حدين وغالبا ما تكون ضد مصلحة المسلسل، لكن فى حالة "لآخر نفس" كان عاملاً مهما ومؤثرا فى جعل الأحداث أكثر إثارة وغموض.

 

 

"لآخر نفس" اعتمد على الأداء الخاطف والمشاهد السريعة والمنظمة والمرتبة ترتيبا تصاعديا يخطف الأنفاس معه، فالحلقة الأولى لم تكن "فرشة" للأحداث ولكنها كانت محركا لباقى الأحداث، كما أن طبيعة المسلسل اللاهثة التى تدفع المشاهد للتركيز بكل دقة فى كل تفصيلة جعلت من المشاهدة متعة، خاصة أن رموزا معينة أو كلمات بسيطة تفتح قصصا وحواديث كبيرة بالمسلسل، مثلما حدث مع مفتاح غرفة الفندق الذى قاد ياسمين عبد العزيز إلى اكتشاف مجموعة من الألغاز، حيث فقدت "سلمى" ياسمين عبد العزيز زوجها الضابط "حازم" فتحى عبد الوهاب فى ظروف غامضة، ليقود ذلك المفتاح الذى وجدته ياسمين داخل إحدى براويز الصور إلى صندوق فى خزينة الفندق به المزيد من الأسرار والكواليس التى تقود مشاهد العمل فى الأحداث الجديدة من المسلسل، وهو بالفعل ما حدث فى الحلقة الثانية من المسلسل.

 

كما شهدت الحلقة الثانية من مسلسل "لآخر نفس" العديد من الأحداث المثيرة، وذلك من خلال توضيح علاقة حازم "فتحى عبد الوهاب" زوج سلمى "ياسمين عبد العزيز" الراحل بالجماعات الإرهابية وتجار المخدرات، وهو ما لم تكتشفه ياسمين عبد العزيز بعد، حيث تشك فى أن هناك أمرا غير مفهوم ولكنها ليست متأكدة، إضافة إلى أن الحلقة الثالثة كشفت عن المزيد من الحقائق حول زوجها وتاريخه مع الجماعات الإرهابية بعد فصله من الداخلية، خاصة أن الحلقة الثالثة، وهى تعتبر ذروة الدراما فى الربع الأول من حلقات المسلسل، شهدت اختطاف طفلى ياسمين عبد العزيز والكثير من الأحداث المشوقة ليضع المخرج حسام على المشاهد فى حالة ترقب لأحداث الحلقات الجديدة، خاصة أنه يغلق الحلقة بحرفية شديدة ما يجعل المشاهد منتظرا لموعد عرض الحلقات الجديدة.

 

ياسمين عبد العزيز والتى ركزت فى الفترة الماضية فى تقديم أعمال سينمائية لايت، استطاعت بذكاء شديد أن تختار عملا ينقلها إلى منطقة مختلفة عن المكانة التى حصلت عليها فى السنوات الماضية من خلال تقديم الكوميديا والابتعاد عن الدراما، رغم أنها تمتلك الكثير من المقومات التى تؤهلها لتقديم مثل نوعية هذا المسلسل قبل سنوات عديدة، لكن لربما فضلت تقديمها فى وقتنا الحالى خوفا من جراءة التحول من النقيض للنقيض.

أداء ياسمين عبد العزيز فى المسلسل منضبط ومتماسك بعيدا عن المبالغة، وفى نفس الوقت يخدم أحداث المسلسل فهى المرأة التى انقلبت حياتها رأسا على عقب فلم تعد تفهم شيئا ولا تميز شيئا سوى أن هناك أمرا مريبا ولغزا تحاول فك طلاسمه ومعرفة حقيقة زوجها، إلا أنها تصطدم بواقع لم يكن فى مخيلتها أن يحدث يوما، تتعرض إلى مواقف لم تكن تخطر على بالها، ولذلك فهى استطاعت أن تقدم شخصية المرأة المكلومة والقوية فى نفس الوقت لحظات انهيارها مقدمة للتماسك فلا تتعامل مع الشخصية من باب جلب التعاطف مع الشخصية أو دفع المشاهدين للبكاء والحزن، ولكن أداء متوازن ما بين المرأة التى تقف على حافة الانهيار وبين المرأة التى تريد التماسك والوقوف أمام الصعاب التى تواجهها، خاصة مع خطف طفليها وهو المشهد الذى قد نكون شهدناه من قبل فى العديد من الأفلام والمسلسلات، لكن ياسمين عبد العزيز قدمته بمهارة شديدة فلا تركت نفسها للسقوط والانهيار ولا قدمت انفعالات مبالغ فيها، بل ركزت على طبيعة شخصيتها وهى المرأة المتماسكة التى لا تكل ولا تمل من مواصله طرح الأسئلة والبحث لها عن إجابات، وهو ما يحسب أيضا لصالح ورشة السيناريو التى قدمت العمل أمين جمال وعبد الله حسن وطارق الكاشف.

 

المسلسل إخراج حسام على وإنتاج شركة سينرجى وبطولة ياسمين عبد العزيز، فتحى عبد الوهاب والذى قدم أداء راقيا ومتميزا، وأحمد صلاح حسنى، أحمد العوضى، إيهاب فهمى، ومحمد عز، وثراء جبيل، وأحمد كمال، حازم إيهاب، مراد مكرم، هند عبد الحليم، هبة عبد الغنى، عواطف حلمى، مصطفى حشيش.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة