أكرم القصاص - علا الشافعي

شريهان.. عروسة البحور.. أيقونة الجمال.. أبهرت الجميع بجمالها وقدراتها الاستعراضية.. وأبدعت فى كل ما قدمت وحققت نجاحا متقطع النظير..أسرار سنوات الغياب.. تغيرت ملامحها وكانت تنظر فى وجوه الناس فلا يعرفها أحد

الإثنين، 13 مايو 2019 03:00 م
شريهان.. عروسة البحور.. أيقونة الجمال.. أبهرت الجميع بجمالها وقدراتها الاستعراضية.. وأبدعت فى كل ما قدمت  وحققت نجاحا متقطع النظير..أسرار سنوات الغياب.. تغيرت ملامحها  وكانت تنظر فى وجوه الناس فلا يعرفها أحد  شريهان
كتبت زينب عبد اللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 1985 انتظر الملايين طلة تلك الفتاة الجميلة، التى لفتت الأنظار بعدما حققت نجاحا وشهرة فى عدد من الأعمال السينمائية والدرامية والمسرحية، كانت النجمة الصغيرة على موعد مع اختبار صعب ومرحلة فاصلة فى حياتها الفنية، فالفنانة الشابة ستقوم ببطولة الفوازير،العمل الأضخم والأهم الذى ينتظره الملايين فى شهر رمضان، وبالطبع ستوضع فى مقارنة حتمية مع ملكة الاستعراض والفوازير الفنانة نيللى التى حققت نجاحا مذهلا وكانت الشوارع تخلو من المارة وقت عرض حلقات  الفوازير، وبعد النجاح الساحق الذى حققه الفنان سمير غانم من خلال فوازير فطوطة.
 
قبلت النجمة الشابة التحدى وحققت نجاحا مذهلا، أصبحت أيقونة للبهجة، أبهرت الجميع بجمالها وقدراتها الاستعراضية، عروس البحور التى سحرت الجميع بجمالها وغموضها، فتاة الأحلام التى يتوق إليها كل العشاق، وأيقونة الجمال التى تحتذى بها كل الفتيات.
 
هكذا أصبحت شريهان مرادفا لكل هذه المعانى، تلك الجميلة التى ارتبط بها الجمهور فى كل أحوالها وحالاتها، لا ينظر إليها كفنانة فقط رغم قدراتها الفنية المبهرة التى أمتعتنا تمثيلا واستعراضا وغناء ورقصا، ولكنه يستمد منها الأمل فى القدرة على مقاومة كل مسببات الوجع والحزن، فها هى الطفلة المدللة المولودة وفى فمها ملعقة من ذهب  تقاوم وتتحمل كل الآلام التى واجهتها فى كل مراحل حياتها وتخرج منها منتصرة لتمنح الأمل لكل محبيها وتعطيهم دروسا فى حب الحياة.
 
تشبعت شريهان المولودة فى منتصف الستينات منذ نعومة أظفارها برحيق عمالقة الفن الذين تنبأوا لها بمستقبل فنى كبير،جلست طفلة على أقدام أم كلثوم، وداعبها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذى حضرت بعض بروفات روائعه مع شقيقها الموسيقار الراحل عمر خورشيد وصفق لها، ونشأت فى بيت يتردد عليه عباقرة الفن ومنهم بليغ حمدى، ويحيطه جيران من نوع خاص مثل رشدى أباظة وسامية جمال وفاتن حمامة.
 
درست شريهان في طفولتها الرقص التعبيري، وشاركت فى فيلم ربع دستة أشرار، ومسلسل المعجزة عام 1973، وقدمت خلاله بعض الأغانى والاستعراضات، كما شاركت فى عدد من الأفلام، وبعدها لفتت الأنظار فى عدد من الأعمال السينمائية الهامة التى شاركت فيها عمالقة الفن ومنها : (خلي بالك من عقلك، قفص الحريم، العذراء والشعر الأبيض، الخبز المر، الطوق والأسورة، كريستال، عرق البلح) .
 
أبدعت شريهان فى كل ما قدمت، حتى أنها أصرت أن يتم دفنها فى أحد مشاهد فيلم الطوق والأسورة الذى تفوقت على نفسها فيه وفى غيره من أعمال أثبتت فيها قدراتها التمثيلية الكبيرة.
 
وحققت نجاحا متقطع النظير فى أعمالها المسرحية رغم قلتها، وأهمها سك على بناتك، علشان خاطر عيونك، شارع محمد علي.
 
وارتبط الجمهور بها أكثر عندما قدمت فوازير رمضان ومسلسل ألف ليلة وليلة، وأصبحت شريهان أيقونة الجمال والاستعراض ونجمة الفوازير والمسرح والسينما والتلفزيون، التى تستطيع تجسيد كل معانى الفرح وأقسى درجات الحزن.
لم تكن العلاقة بين الجمهور وبين شريهان مجرد علاقة بفنانة لكنه شعر نحوها بما هو أقوى، تأثر بكل مراحل الوجع والألم التى مرت بها ورفع الملايين من محبيها أياديهم بالدعاء لتنجو من أزماتها.
أصيبت فى حادث مروع عام 1990 وانكسر ظهرها وعمودها الفقرى وهى فى أوج شهرتها ونجوميتها، وظلت لسنوات عاجزة عن الحركة، توقع الأطباء أنها لن تستطيع الوقوف على قدميها، لكنها هزمت العجز وعادت أقوى، وقامت ببطولة الفوازير وقدمت مسرحية شارع محمد على وعددا من الأفلام.
 
وما لبثت أن دخلت فى تحد ومعركة جديدة عندما أصيبت عام 2002 بسرطان الغدد اللعابية أحد أشرس أنواع السرطان، هذا المرض النادر الذى اختار جميلة نادرة، فغابت شريهان مرة أخرى عن جمهورها لتخوض أشرس معركة يمكن أن يخوضها إنسان، أجرت العديد من الجراحات وعانت من اختلال فى الوزن بسبب المرض وعلاجه ، فتارة ينقص وزنها حتى يصل إلى 37 كيلو ثم يزداد ليصل إلى 113 كيلو، وتارة تتغير ملامحها حتى لا يكاد يعرفها أحد، وما أقسى أن يتغير شكل الفنان لدرجة ألا يعرفه جمهوره ومحبيه، ولكنها شريهان التى اعتادت أن تنتصر على كل الألام وتتحدى كل التوقعات، ولأنها كذلك  أنجبت ابنتها الثانية «تالية القرآن» خلال فترة مرضها، استعانت على المرض بحب الجمهور الذى تعلق بها رغم الغياب، وبعبادات وتقربات لله فى الخفاء ، فاستجمعت قواها وانتصرت فى معركتها مع الألم ، لتستعد للعودة لجمهورها بعد 17 عاما من الغياب فى عمل استعراضى جديد.
 
تحدثت شريهان لأول مرة عن محنتها الأخيرة فى أحد البرامج الإذاعية، لتؤكد أن الموسيقى هى عشقها وسر حياتها قائلة :» الموسيقى هى شفائى ودوائى وضحكى وبكائى» ، مشيرة إلى أن أصعب لحظاتها عندما تغيرت ملامحها وكانت تنظر فى وجوه الناس وهى فى الحرم فلا يعرفها أحد، حتى اجتازت المحنة وبدأت تستعيد صحتها وملامحها مع بداية 2011.
 
ورغم فترة الغياب لم تبخل شريهان على جمهورها فكانت تتواصل معه دائما على مواقع التواصل الاجتماعى وتشارك  بالرأى فى كل الأحداث وظهرت بين حين وأخر فى بعض المناسبات لتشارك زملائها أحزانهم وأفراحهم.
 
ظهرت شريهان كملكة متوجة فى احتفال أقيم للاحتفال بعودتها، واتجهت إليها الأنظار كنجمة أسطورية تشبه أبطال حواديت ألف ليلة وليلة ، وكأنها تعبر مع كل خطوة بحر الأحزان والآلام التى مرت بها، بكت وهى تنظر فى عيون من يترقبون طلتها بعد غياب سنوات طويلة، وقالت بصوت يرتعد من جلال الموقف، « المرض قوانى وعاوزة أبوس راس كل واحد وقف جنبى، واجهت الموت والمرض ولكن الرهبة من الوقوف أمامكم أكبر».
 
أزاحت شريهان فى هذا اليوم شعرها الذى يشبه الليالى الطويلة التى مرت عليها، كاشفة لأول مرة عن نصف وجهها الذى اعتادت أن تغطيه طوال سنوات بسبب تأثيرات المرض النادر الذى اختار وجها نادر الجمال، وكأنما منحتها نظرات الحب القدرة على التخلص من بقايا الألم وآثاره.
 
أعلنت بكل ثقة أنها تجاوزت الخمسين كما كتبت بعض الأقلام التى تتشكك فى قدرتها على العودة بنفس القوة التى كانت عليها، مؤكدة  أن عمرها يتجاوز ألف عام، فهى بالفعل بطلة اسطورية استطاعت أن تهزم ألاما تفوق قدرة البشر.
 
تقضى شريهان أغلب وقتها فى الاستعداد للعودة، تدريبات مكثفة، وحرص على كل التفاصيل، وينتظر الجمهور عودة حبيبته الساحرة الجميلة على أحر من الجمر، فشريهان ليست مجرد فنانة ولكنها حالة إنسانية متفردة لا مثيل لها، جميلة مبهجة، قوية مناضلة ، تصل إلى أقصى مراحل الضعف ثم تنهض وتعود أكثر قوة وجمالا، فهل اقترب اللقاء؟
شريهان
شريهان

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة