"قضاة وقانونين".. عمر بك لطفى المحامى الذى أسس النادى الأهلى وقاوم الاستعمار

الأحد، 12 مايو 2019 08:00 م
"قضاة وقانونين".. عمر بك لطفى المحامى الذى أسس النادى الأهلى وقاوم الاستعمار عمر لطفى
كتب أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عمر بك لطفى محامى وحقوقي مصرى، عرف بـ"أبو التعاون فى مصر"، وهو صاحب فكرة تأسيس "النادى الأهلى المصرى"، عمل بالمحاماة فبدأ فى قلم قضايا الحكومة، وبعدها عمل فى مكتب محاماة "سعد زغلول"، كما عمل قاضيًا بمحكمة محافظة قنا، وأنهى حياته بمكتبه الخاص للمحاماة الذى ظل يمارس فيه مهنته إلى أن وافته المنية.

 

عمر لطفى بك
عمر لطفى بك

ترجع أصول عمر لطفى إلى المغرب، فقد وفدت أسرته إلى مصر فى عهد ولاية محمد على باشا، وولد بمدينة الإسكندرية عام 1867، وتلقى تعليمه الأول فى مدرسة الجمعية الخيرية وحفظ بها القرأن الكريم، وما لبث أن انتقل إلى القاهرة، ليسكن بحى بولاق ويدرس فى مدرسة "الفرير"، وفى 1886 تخرج من مدرسة الحقوق، وبدأ يسلك درب المحاماة الذى عمل بها إلى أن توفى.

 

بدأ نشاط "لطفى" التعاونى حينما دعى إلى إنشاء نقابات زراعية تساعد الفلاحين بدلًا من المرابين، الذين اثكلوا كواهلهم، وحينما وجد رفضًا من الحكومة، لجأ إلى إنشاء النقابات الزراعية، والتى تطورت فيما بعد إلى الجمعيات التعاونية، والتى ظهرت فى القاهرة وانتقلت إلى الاسكندرية والمنصورة والمنيا وغيرها من المدن، وكان ذلك كافيًا لأن يطلق عليه الفلاحين أسم "أبو التعاون فى مصر"، كما يُعد "لطفى" المؤسس لأول نقابة عمالية فى مصر وهى نقابة عمال الصنائع اليدوية.

عمر لطفى
عمر لطفى

لم يكن "لطفى" الذى ترأس نادى المدارس العليا عقب انشائه فى عام 1905، ببعيدًا عن الكفاح الوطنى ومناهضة الاستعمار، فقد كانت صداقته مع مصطفى كامل خير دليلًا على ذلك، وكان ذلك الكفاح هو البذرة الأولى نحو فكرة تأسيسه للنادى الأهلى؛ ليكون قبلة الشباب الباحثين عن حرية مصر من الاستعمار، يجمعهم ويوحد كلمته بدلًا من أن يتفرقوا بعد تخرجهم ويعود كلًا منهم إلى قريته لا يربط بينهم شيء.

 

ساعدت سعة إطلاع "لطفى" في القضاء و الاقتصاد على تأليف عدة كتب في القضاء مثل الدعوة الجنائية في الشريعة الإسلامية، وحرمة المساكن، وحق المرأة، وحق الدفاع، والامتيازات الاجنبية، والوجيز فى شرح القانون الجزائى، وشركات التعاون فى مصر، مما جعله وأحد من أهم الشخصيات فى تاريخ مصر، حتى اختارته مجلة "الأثنين والدنيا" ضمن أعظم 10 رجال فى تاريخ مصر خلال 5 عقود.

 

فى 14 نوفمبر عام 1911 توفى عمر لطفى فى القاهرة عن عمر يناهز الـ44 عامًا، وكانت لوفاته اثر كبيرًا فى نفوس الشعراء والأدباء والمحامين الذين صادقوه وصادقهم، وجعلت أمير الشعراء أحمد شوقى يرثيه بأبيات شعرية قال فى مطلعها:"قفوا بالقبور نسائلْ عمر..متى كانت الأرض مثوَى القمرْ".

 

شعار النادى الأهلى
شعار النادى الأهلى

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة