الكرة الإنجليزية ترفض بريكست وتغزو أوروبا.. هزيمة ايسلندا فى يورو 2016 وصمة عار لطخت الجبين وشكلت الانتفاضة.. البداية احتلال الاسود المركز الرابع فى مونديال روسيا..والعملية 2019 انطلاقة الثورة على القارة العجوز

السبت، 11 مايو 2019 12:40 ص
الكرة الإنجليزية ترفض بريكست وتغزو أوروبا.. هزيمة ايسلندا فى يورو 2016 وصمة عار لطخت الجبين وشكلت الانتفاضة.. البداية احتلال الاسود المركز الرابع فى مونديال روسيا..والعملية 2019 انطلاقة الثورة على القارة العجوز
رؤية كمال محمود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كمال-محمود
 
اليوم السابع بلس
اليوم السابع بلس
 
خلال 48 ساعة فقط سطع اسم الإنجليز وبزغ هيمنتهم على الكرة الأوروبية بعد أن سيطر 4 أندية من إنجلترا على نهائى دورى الأبطال والدوري الأوروبي .. اذ شاهدنا الخميس وصول آرسنال وتشيلسي إلى نهائي بطولة الدوري الأوروبي، وسبق ذلك الأربعاء انتزاع ليفربول وتوتنهام مقعدي المباراة النهائية لدوري الأبطال.
فرحة ليفربول
فرحة ليفربول
ما حدث فى اليومين الماضيين يمر لأول مرة على تاريخ الكرة العالمية.. فهى السابقة الأولى التى تحدث وربما لا تحدث مستقبلا التى تشهد وجود 4 أندية من بلد واحد فى نهائى أكبر بطولتين قاريتين.. وهو أمر يستوجب معه وقفة ونظرة تأمل.. كيف حدث ذلك وما دواعيه وما يترتب عليه؟ خصوصا وأنه لم يكن بالأمر المتوقع فى ظل ابتعاد الكرة الإنجليزية عن التألق على مستوى المنتخبات أو الأندية فى السنوات الماضية، قبل الانتفاضة القريبة التى شهدت احتلال الاسود الثلاثة المركز الرابع فى كأس العالم روسيا 2018، وهو ما لم يحدث منذ عام 1990، وتبعها المفاجأة الكبرى على مستوى الأندية  والتى لا تكمن فى تأهل فرق مثل ليفربول أوتشيلسي في نهائي أحد المسابقات الأوروبية،  فنحن أمام أندية عريقة وذات رصيد طويل من الألقاب، فوصولها إلى منصات التتويج متاحا طوال الوقت لكن على فترات متباعدة.. المفاجأة هنا هذه المرة هو عدد هذه الفرق ليس أكثر .. وهنا بدا تساؤل يشغل القاصى والدانى حول الأسباب التى ساهمت فى هذا الحدث الاستثنائى والمتفرد ؟ .
الأمر لم يكن نتاج ليلة أوضحاها، وانما نتاج جهد وفكر وعمل متواصل بدأ من بعد نهاية يورو 2016 بفرنسا، عندما تلقى منتخب إنجلترا واحدة من أقسى الخسائر فى تاريخه أمام منتخب ايسلندا الوليد والذى لا يتعدى عدد سكانها 300 ألف مواطن، بدور المجموعات وودع البطولة غير مأسوفا عليه وكان أضحكوة العالم أجمع حينذاك ، المثير أن ذلك جاء بعد أيام من تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الاوروبي في استفتاء سبب صدمة للعالم " بريكست" ، ليحاكى لاعبو كرة القدم الانجليز التجربة السياسية بخروج أوروبي خاص بهم في نيس كان مفاجئا بالقدر نفسه، وبدا المشجعون الذين كانوا يغادرون الاستاد في نيس يترنحون من هول الصدمة، وقال أحدهم "نحن دولة بها حوالي 60 مليون نسمة وهذا أفضل ما نفعله؟ إنها مزحة !."

هزيمة انجلترا امام ايسلندا
هزيمة انجلترا امام ايسلندا
ما حدث لمنتخب إنجلترا فى يورو 2016 اعاد إلى الأذهان اخفاقات استمرت 50 عاما للكرة الإنجليزية على مستوى المنتخبات والذى بدوره أثر سلبا على أنديتها التى تهاوى اعرقها وندرت بطولات وألقاب اشهرها على المستوى الأوروبي، بالكاد كل كام سنة يحقق ناديا انجليزي لقبا أوروبيا، وباتت الأندية الإنجليزية منحنية أمام نظيرتها الأسبانية التى سيطرت على بطولات أوروبا فى العقد الأخير.
 
بوتشينيو مدرب توتنهام
بوتشينيو مدرب توتنهام
مقابل ما سبق .. نحن الأن أمام ما اشبه بالعملية 2019 فى انطلاقة ثورة الأندية الإنجليزية على القارة العجوز ورفض الانسحاب من بريكست والبقاء بفوة فى المعترك الأوروبي.. فى حدث سيظل عالقا فى الأذهان ابد الدهر .. طب ايه اللى حصل وحول الأمر من النقيض إلى النقيض؟.
نأتى من أعلى السلم فيما حدث فى مشوار الأندية الأندية الإنجليزية نحو التتويج المنتظر لأنديتها للألقاب القارية فى الموسم الجارى: 
 

الخطوة الأولى تدخل الدولة 

بعد شهور قليلة من انتكاسة يورو 2016 .. بدأ التدخل الحكومى لانقاذ ما يمكن انقاذه فى الكرة الإنجليزية والبداية جاءت من داخل البيت وتحديدا فى فبراير 2017 ، اذ طالبت الحكومة عدة مرات بتطوير إدارة اتحاد الكرة وإدخال المزيد من الشباب بحيث تكون الإدارة ممثلة لجميع من يمارس الرياضة، مع تشكيل لجنة منتخبة بإدارة الاتحاد الانجليزي لكرة القدم علاوة على مجلس اتحاد الكرة الذي يضم 122 عضوا بينهم 90 عضوا فوق سن الستين.
الأوضاع والتحديث هنا لم يكن عاديا أو اجرائيا فقط ، بل وصل إلى التهديد والوعيد، حيث حذرت وزيرة الرياضة تراسي كراوتش من أن اتحاد كرة القدم يمكن أن يخسر مابين 30 و 40 مليون جنيه استرليني إن لم يقدم على إدخال تغييرات بهدف تطوير منظومته ويلامس النجاح المطلوب على مستوى الدولة.
13339532-7014927-image-a-91_1557491931663
 
 

الخطوة الثانية احياء دور الشباب

وفى خطوة متواكبة للتطوير اسند الاتحاد الانجليزي قيادة المنتخب الأول للمدرب ساوثجيت وأوكله كل الثقة بتوقيع عقد يمتد 4 سنوات كاملة، حتى يكون أمامه الفرصة متاحة لاحداث غربلة وتشكيل فريق جديد على كل المواصفات، وها هو بالفعل يقدم على خطة جريئة باستبعاد اللاعبين كبار السن بغض النظر عن درجة نجوميتهم أو مستواهم، ووضع ثقته فى اللاعبين الشباب، وكان أول من استبعده المدرب من صفوف الأسود الثلاثة جو هارت حارس المرمى الأول، واستبعد أيضا النجم واين رونى أسطورة مانشستر يونايتد، ووضع ثقته فى جوردان بيكفورد حارس مرمى إيفرتون البالغ من العمر 24 عاماً، وفى الهجوم اعتمد على هارى كين البالغ من العمر 24 عاما، مع تطبيق أفكار جديدة متمثلة فى الاختبارات النفسية للاعبين المختارين ، وكذلك الاستفادة من صداقة اللاعبين التى  تمنحهم القوة داخل الملعب .
واستغل ساوثجيت صداقة لينجارد وراشفورد لاعبى مانشستر يونايتد وطلب منهما نشر روح الصداقة والود فى غرفة خلع الملابس وفى التدريبات، لكونه يرى التنافس والعلاقات المتوترة بين اللاعبين كانت أحد الأسباب الرئيسية فى تدمير فرص الأسود الثلاثة فى حصد الألقاب خلال السنوات الماضية، لأن المنتخب الإنجليزى كان دائماً يضم لاعبين على مستوى ممتاز أمثال ديفيد بيكهام وواين رونى ورغم ذلك فإنه لم يتوج بأى لقب دولى سوى مونديال 1966، نظرا لأن لاعبيه كانوا دائماً على خلاف.
 
كلوب وجوارديولا
كلوب وجوارديولا
وبمرور الايام والشهور ، جنى الإنجليز ثمار التفوق النسبى للمنتخب فى نتائج الأندية على المستوى الأوروبي، ولم يخجل ساوثجيت من الاستفادة من المدربين الكبار المتواجدين فى البريميرليج ، إذ كان يحضر تدريبات السيتى ويطلع على أحدث الوسائل التدريبة للاسباني بيب جوارديولا وتطبيع العلاقات معه ومع غيره من المدربين الآخرين  فيما يخص اللاعبين الدوليين حتى تكون أفكارهم واحدة منعا لتشتت اللاعبين بين خطط أنديتهم والمنتخب. 

روح الجماعة 

كما تأتى نقطة هامة وفارقة فى تفوق الانجليز الأخير على مستوى الأندية، وهو الاعتماد على جماعية الأداء داخل الفريق وعدم الارتكان على النجم الأوحد مثلما يحدث مع الاندية الكبرى فى الدوريات الأخرى مثل برشلونة الذى بدون ميسي يظهر مترهلا، وريال مدريد الذى يعيش أسوأ ايامه فى مرحلة ما بعد رحيل رونالدو، حيث  نلاحظ أن الأندية الإنجليزية لم تعتمد في نجاحاتها الحالية على النجوم أصحاب الأسماء الكبيرة، حيث نجح توتنهام فى اسقاط أياكس دون قوته الضاربة هاري كين ودون الكوري الجنوبي سون الذي غاب عن الذهاب فى نصف نهائى الابطال و لعب في الإياب فقط، وعلى نفس المنهج سار ليفربول الذى أذاق برشلونة مرارة الريمونتادا القاسية دون نجميه محمد صلاح وروبرتو فيرمينو .. ومازال للحديث بقية فى الحالة التى خلقها الإنجليز على الأراضى الأوروبية.
اندية انجلترا ابطال اوروبا
اندية انجلترا ابطال اوروبا
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة