الحاج عبد الصمد فؤاد، 60 عاما، من المطرية بالشرقية، بمجرد النظر اليه، يتسرب اليك إحساس بحالة الرضا التى يتمتع بها، وبشاشة وجهه ولحيته البيضاء يخبرونك بتفاصيل حياة ظاهرها حلو وباطنها مر.
جلس الحج عبد الصمد وبجواره زوجته سماح عبد المنعم ممسكا بصورة أصغر أبنائه، والتى كان عمرها عامين، فبعد أن ولدت معاقة بمرض الداون أو متلازمة التوحد، اصيبت بنزيف فى الجهاز الهضمى لمدة عام ونص أنفق عليها كل ما ادخره للزمن، لكنه كان دوما مؤمن بأن فرج الله قريب، وجاء الفرج بوفاة الصغيرة.
ويروى الحج عبد الصمد كيف مر به قطار العمر وهو عمل على باب الله، أى عمل مهما كان، فطالما هو عمل حلال فلم يتردد لحظة فى أن يعمل فى حمل مواد البناء لأدوار عالية، أو أن يبيع بعض الملابس، أو المأكولات، فكوم اللحم الذى تركه له أبوه قبل وفاته، يمتلك أفواه لا تغلق، فتوفى والده وترك 4 فتيات أصغرهن لم تتجاوز عامها السابع، فقرر أن يحرس الأمانة ويصونها حتى زوج الأربع شقيقات.
ويكمل الحج عبد الصمد حكايته، حين تزوج من امرأة صغيرة، حتى تكمل له نصف دينه وتنجب له ثلاثة أولاد، الأكبر وصل عمره 19 عاما، وشقيقته الأصغر مازال عمرها خمس سنوات، والأصغر ماتت قبل أن تتم عامها الثانى.
رغم كبر سن الحج عبد الصمد إلا أنه يمتلك من الأمل ما يجعله متفائلا، قائلا: "طمعانين فى كرم الله وأنا متعشم خير فى المسئولين ونفسى فى عربية كبدة أو معاش يستر أسرتى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة