سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 9 إبريل 2003..صدام حسين ينام ليلته فى بيت بالأعظمية والأهالى يحرسونه.. ونسوة يقدمن الإفطار وسيدة تضع مسبحة بها 101 خرزة على رقبته

الثلاثاء، 09 أبريل 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 9 إبريل 2003..صدام حسين ينام ليلته فى بيت بالأعظمية والأهالى يحرسونه.. ونسوة يقدمن الإفطار وسيدة تضع مسبحة بها 101 خرزة على رقبته تمثال صدام حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقدمت دبابة أمريكية نحو تمثال صدام حسين فى ساحة الفردوس بمدينة بغداد يوم 9 إبريل «مثل هذا اليوم - عام 2003»، وكان يحيط بها أشخاص يحمل كل منهم بيده فأس أو آلة حديدية، وحسبما جاء على شاشات الفضائيات العربية فى نقلها المباشر عن شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، فإن ضابطا أمريكيا برتبة «نقيب» تقدم نحو التمثال، ثم صعد إلى أعلاه ووضع العلم الأمريكى عليه، وبعد فترة وضع العلم العراقى بدلا من العلم الأمريكى، شمل هذا المشهد الهيولودى عمليات نهب وسرقة قام بها غوغاء للقصور الرئيسية والمكتبة الوطنية والمتحف الوطنى، كان المشهد سهما نافذا إلى قلب كل عربى، فبغداد بكل ما تعنى من حضارة وتاريخ سقطت فى أيد الاحتلال، والرئيس العراقى الذى عاند وقاوم الجبروت الأمريكى يريد الأمريكيون أن يوهموا العالم بأن العراقيين سعداء بإسقاطه بدليل ما يحدث مع تمثاله، حيث تم فى نهاية المشهد الهوليودى إسقاطه وجره على الأرض، غير أن سرعان ما تكشفت الحقائق، فحسب محمد حسنين هيكل فى قناة الجزيرة: «حملت طائرة أمريكية 250 شخصا من إحدى عواصم دول الخليج، وأنزلتهم فى بغداد وأسقطوا التمثال».
 
تأكد كل إنسان حر على وجه الأرض يومها أن ما فعلته آلة الدمار الأمريكية لا علاقة له بما قيل عن ديكتاتورية صدام حسين ونظامه، ولا علاقة له بأسلحة الدمار الشامل التى لم يثبت وجودها فيما بعد، وإنما هدفه ضبط الأوضاع الإقليمية لصالح إسرائيل، وفيما كانت «المشاهد الهوليودية»، تمضى على هذا النحو، كان السؤال الذى يشغل العالم كله هو: «أين اختفى صدام حسين؟».الإجابة يقدمها الصحفى العراقى علاء لفتة موسى، قائلا: «فى هذا اليوم التاسع من إبريل2003، كان آخر إصدار لصحيفة القادسة التى كنت مديرا لتحريرها، كما كانت تصدر معنا صحيفة الجمهورية والعراق الكردية، وفى هذا اليوم تجول صدام حسين صباحا فى شوارع بغداد وفى الرصافة بالتحديد حيث سلك جسر 14 رمضان قادما من منطقة المنصور، حيث مقر إقامته، ثم الباب المعظم ومر على صحيفة القادسية وسلم على المنتسبين بالباب وحييناه، وكنت واحدا من الموجودين قرب جسر الحديد الملاصق لدار الحرية للطباعة، ومعى عدد من الصحفيين وغيرهم وهو يقود سيارة بيكب دبل قمارة،ومعه عبد حمود وابنه قصى وخلفهم سيارة تاكسى، ثم وصل لكلية الفنون الجميلة وإلى السفارة التركية وتوجه إلى الجامعة المستنصرية، وسلك شارع فلسطين وكان عدد من المواطنين الموجودين قرب الجامعة المستنصرية يصفقون له، ويحيونه، ومنهم عدد من رجال شرطة النجدة الموجودين فى ساحة المستنصرية قرب نصب الأسرى العراقيين، وكذلك منتسبو سيارات الإسعاف والبعثيون الذين يقومون بحراسة المنشات الحكومية، ومساكن الأهالى ثم عرج إلى منطقة الطالبية، ومنها سلك شارع علوة جميلة باتجاه ساحة الـ55 فى مدينة صدام، حيث ذهب للقاء أهالى المدينة الذين دافعوا عن مدينتهم، ثم عاد إلى ساحة بيروت وشارع فلسطين، وشارع أكاديمية الفنون الجميلة، ثم سلك شارع حى الكسرة من نقابة الصحفيين العراقيين، ووصل إلى ساحة عنتر وهو يؤدى السلام لكل ضباط قوى الأمن الداخلى، ومفارز الحزب الموجودين هناك ضمن تشكيلات فرع الأعظمية للحزب، ووصل إلى ساحة الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان بعد أن صلى ركعتين فى جامع بشر الحافى الزاهد المتصوف.
 
يضيف «موسى»، أن أهالى الأعظمية الذين بقوا فى مساكنهم عندما علموا بوجوده خرجوا من الشوارع ليحيوه ويسلموا عليه، يؤكد: «عندما وجد أن العدد كبير جدا وبدأوا يحيطون به من كل جانب ليسلموا عليه صعد على قمارة إحدى السيارات وقد أهدته إحدى «المعضماويات» نسبة إلى النساء اللواتى يسكن الأعظمية سبحة خاصة للصلاة فيها 101 خرزة ووضعتها على رقبته، وكان يرافقه فى حينها الفريق الأول الركن سلطان هاشم أحمد، وزير الدفاع وهو يرتدى ملابس مدنية «بدلة رصاصية وقميص أبيض».
 
أمضى صدام حسين ليلته فى مدينة الأعظمية، حيث بات فيها، وصلى صلاة الفجر فى جامع بشر الحافى، وكان معه حوالى أربعة من حمايته الشخصيين الذين كانوا يمتطون سيارتين «بيك آب»، ولحق بهم كل من على حسن المجيد والفريق الأول الركن إبراهيم عبد الستار، رئيس أركان الجيش والفريق الركن سيف الراوى، رئيس أركان قوات الحرس الجمهورى، وأعتقد أن معهم عبد الله ابن الفريق الركن ماهر عبد الرشيد، وعدد من رجال الحماية الآخرين من منتسبى جهاز الأمن الخاص، وقام مناضلو حزب البعث وأهالى الأعظمية بحراسة البيت الذى نام فيه صدام حتى الصباح، وهم يتناوبون الخفارات فيما بينهم، وجلبت النسوة الفطور الصباحى للحماية وماء الشرب الذى كانت الأعظمية تعانى من انقطاعه بسبب انقطاع التيار الكهربائى.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة