أكد المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة صعوبة عقد جلسات الملتقى الوطنى الجامع فى غدامس، وذلك فى ظل التصعيد العسكرى الذى تشهده طرابلس.
كان رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح قد كشف فى حواره لـ"اليوم السابع"، الإثنين، عن تأجيل ملتقى غدامس للحوار السياسى الذى تنظمه الأمم المتحدة، مؤكدًا أن التطورات والأوضاع الأخيرة ستدفع نحو تأجيل الملتقى وعدم عقده فى موعده المحدد له منتصف أبريل الجارى.
وقال المبعوث الأممى إلى ليبيا إلى أهمية توافر الشروط الضرورة التى تمكن من التوصل لحل فعلى للأزمة الليبية من خلال تسوية سياسية وميثاق مشترك والتزامات مُحدَّدة تحترم الثوابت الوطنية الليبية وتضع البلاد على سبيل التعافى والسلم واستعادة الوحدة والسيادة وتمكين المواطنين من العيش الكريم.
وأشار غسان سلامة إلى أن الدعوة لعقد الملتقى الجامع جاءت بعد التشاور الواسع مع كل الشرائح والفئات الليبية، وبعد التعامل المُضنى والدقيق مع الإكراهات والضرورات المحلية والإقليمية والدولية، موضحًا أن غالبية الأطراف الفاعلة كانت مستعدة للتنازل عن المصالح الضيّقة والدفع نحو الحل السياسي، مؤكدًا أن هناك عددًا من الخيارات العملية التى يجب وضعها على طاولة الحوار والمبنية على ما عبّر عنه الليبيون بشكل بيِّن من مبادئ ومطالب وخطوط حمر.
وأكد غسان سلامة أنه بدأ فى دعوة ما تيسّر من شخصيات ليبية لحضور الملتقى الوطنى الليبي، لا لتنصيب نخبة سياسية كما تصوّر البعض ولا لتقاسم أية كعكة، بل لحسم الخيارات المتداولة بين الليبيين وللتأكد من أن تكون الصيغ المنبثقة منصفة لكل الليبيين ووفية لما جاء خلال المسار التشاورى الليبى.
وأضاف سلامة: "فوجئنا بدقّ طبول الحرب من جديد بهجوم غير متوقع وعودة الاقتتال بين الليبيين بما يهدد العملية السياسية وأمل الإنفراج المنشود ويزعزع الحد الأدنى من الثقة اللازمة لإطلاق أى حوار مثمر."
وأوضح المبعوث الأممى إلى ليبيا أن البعثة قررت التعامل مع المستجد الخطير (أحداث طرابلس) بحذر ومسئولية ودون تسرع حتّى لا تساهم البعثة فى إضاعة الفرصة التاريخية المتاحة وتهدر كل هذا الوقت الذى مرّ على الليبيين من المآسى ومن تدهور للمستوى المعيشى ومن استنزاف لثرواتهم ولصبرهم.
وشدد سلامة على سعى البعثة للذهاب فى أقرب وقت لتسوية توحِّد المؤسسات السياسية والاقتصادية بما يضمن قيام دولة سيّدة موحّدة مدنيّة وديمقراطية، تحترم حقوق كلّ مواطنيها وتنصِف كلّ مناطقها وفئاتها الاجتماعية، يتم فيها تداول السلطة سلميًا ويحتكم فيها لصندوق الاقتراع دون غيره.
وأكد غسان سلامة حرصه على عقد الملتقى الجامع فى أقرب وقت ممكن لأنه "لا يحقّ لنا أن نسمح بإفساد هذه الفرصة التاريخية. وفى نفس الوقت لا يمكن لنا أن نطلب الحضور للملتقى والمدافع تُضرَب والغارات تُشَنّ، دون التأكد من تمكن كل الذين أبدوا الاستعداد للاستجابة لهذا الواجب الوطنى التاريخى من عموم مناطق البلاد ومن تأمين سلامتهم وحريتهم بالتعبير عن رأيهم."
وشدد سلامة على أنه سيعمل بكل ما أوتى من قوة على عقد الملتقى الوطنى الليبى وبأسرع وقت ممكن، دون إقصاء أحد أو استثناء أحد، فى اليوم الذى تتأمن فيه مجدداً شروط نجاحه، ملحقًا الليل بالنهار لوقف التصعيد، ولتغليب العقل والحكمة، ولمعالجة التصدعات التى اصابت المواقف الخارجية من المسألة الليبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة