تاريخ طويل من السقطات المهنية والإعلامية ترتكبها هيئة الإذاعة البريطانية وخاصة تجاه الدول العربية، ظهرت بعد أحداث 2011 والتى تلاسنت فيها لتحرض الشعوب على مؤسساتهم، وتثير الجلبة والفوضى فى البلاد، لا تتركها إلا خرابًا.
وبدت الأغراض والأهداف واضحة، حين أصبحت بريطانيا مأوى وملاذ آمن لعناصر التنظيم الإرهابى، وأصبح قيادات الجماعة الإرهابية، ضيفًا مقيمًا على شاشتها، دون إعطاء الفرصة لمن يرد عليهم، ويفضح مخططاتهم.
بى بى سى
ولم تقتصر الملاحظات فقط على الجانب العربى، بل قام رئيس حزب العمال البريطانى جيريمى كوربين، بطرح مقترح لإنهاء سيطرة الحكومة على "بى بى سى" والسماح للجمهور بانتخاب أعضاء مجلس لإدارة الهيئة، حتى لا تنشر أخبارًا مستقلة لا تقع تحت هيمنة أحد، قائلًا: "لو أردنا استقلال بى بى سى يجب أن نأخذ فى الاعتبار تحريرها بوضعها على أساس قانونى دائم مع وجود هيئة جديدة مستقلة تحدد رسوم الترخيص".
راديو بى بى سى
ومن جانبها قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، إن هيئة الإذاعة البريطانية على علاقة تاريخية بجماعة الإخوان الإرهابية منذ عام 1928، وأن ما تقوم به فى تغطية الأوضاع السياسية فى المنطقة العربية يخالف المعايير المهنية والدولية ويزيف الحقائق.
فيما قال الدكتور رمضان قرنى مدير تحرير دورية آفاق أفريقية، إن هيئة الإذاعة البريطانية تغير موقفها تجاه المنطقة منذ أحداث 2011، واتخذت مواقف انعدمت فيها المهنية بما تقدمه من محتوى إعلامى استخدمت فيه مصطلحات مثل: الاتهامات، الفساد، الانقلاب العسكرى"، كلها مصطلحات موحية وغير إعلامية، تدل على موقف سياسى، وليس إعلامى محايد يرصد الواقع.
وأكد قرنى، على استمرار تعاطيه للتناول الإعلامى، بشكل أصبح مثارًا للجدل، وتناولت الأزمة فى الجزائر بنوع من المغالطة السياسية والمهنية، واستخدمت التلسين الإعلامى غير المقبول.
بى بى سى
ولفت مدير تحرير دورية آفاق أفريقية، إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية أصبحت تشبه فى عدم مهنيتها نموذجا لوكالة الأناضول التركية، والجزيرة القطرية، والجميع أذرع سياسية تحاول تصفية حسابات مع بعض الدول فى المنطقة العربية والأفريقية لصالح أجندات سياسية معينة.
ولفت قرنى، إلى الحاجة إلى بناء مؤسسات إعلامية أفريقية خالصة، تقدم صورة دقيقة حية، تستمد أخبارها من بعضها دون الحاجة إلى مؤسسات لها مصالح غربية.
من جانبها وصفت الدكتورة هبة البشبيشى، باحثة علوم سياسية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية، ما تقوم به شبكة البى بى سى البريطانية فى تغطية أحداث دولة الجزائر بغير مسبوق فى مجال الإعلام، حيث يحوى فى باطنه هدف غير سوى، حيث تقوم بتحريض الشعب الجزائرى على المؤسسات التى تقوم على خدمته.
وأوضحت البشبيشى، لـ"اليوم السابع"، أن الشبكة البريطانية هى ذراع إعلامية لجهة ما ترغب فى زعزعة استقرار المنطقة، كما أنها لم تتحدث بأى شكل من الأشكال عن الأسرة المالكة لبريطانيا منذ ألف سنة، وهذا دليل على عدم اقترابها من الديمقراطية التى تتحدث عنها، فليس من المعقول أن يرضى الجميع عن نظام يحكم البلاد منذ قرون.
فيما أصدر اتحاد الإعلاميات العرب، بيانًا رسميًا ينتقد فيه ما تقوم به هيئة الإذاعة البريطانية bbc من عرضها لتقارير تدعم الحركات الإرهابية المتطرفة التى طالما حذرت مصر من خطورتها على العالم ككل وليس على مصر فقط، كما تقوم به مخطط يستهدف نشر البلبلة والفتنة والإيحاء بأحداث غير موجودة مطلقا على أرض الواقع وعلى الbbc أن تراجع نفسها وتستفيق من هذا الانسياق الأعمى وتعود لقواعد المهنة الإعلامية الحيادية فى نقل الخبر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة