دينا شرف الدين

"إبدأ بنفسك "

الجمعة، 05 أبريل 2019 08:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دعوة خالصة من القلب لجموع الشعب المصري العظيم  ، أذكره و نفسي بأننا شعب مؤمن بالفطرة و أن النظافة من الإيمان، فهل لنا أن نُفّعل هذا الجانب من الإيمان بعد أن تم تجاهله و التغاضي سهواً أو عمداً عن مدي أهميته لصحة و سلامة الإنسان بالمجتمع و خاصة الأطفال ؟

 

فقد تحدثت منذ فترة قريبة بمقال سابق عن تجربة رواندا الشهيرة بمسألة النظافة ، ذلك بعد تدميرها بالكامل خلال سنوات الحرب الأهلية و المذابح المروعة و مدي قوة إرادة و تصميم شعبها و فطنته إلي ضرورة إعادة البناء السريع  و التحول الإرادي من دولة أنهكتها و دمرتها نيران العصبية و القبلية و التخلف إلي دولة يُضرب بها المثل في النظافة و مزار سياحي عالمي و معدلات تنمية اقتصادية عالية بشكل يرفع له القبعة .

 

و لكن رواندا و من مثلها من دول صغيرة الحجم قليلة السكان  قد تصبح مثل هذه التجارب  فيما يخص الإرادة و الثقافة الشعبية ناجحة فعالة لأنها داخل نطاق السيطرة و سهولة التطبيق .

 

و من رواندا و تونس إلي الإمارات العربية المتحدة التي تبلغ من العمر سبعة و أربعون عاماً تحولت خلالهم من صحراء بدوية إلي مدن عالمية تزينها ناطحات السحاب كأكبر و أهم المزارات السياحية العالمية ،

و في دولة كالإمارات نجد بها التجربة مختلفة ، حيث لعب دور الحكومة و الرقابة المشددة و القوانين الصارمة التي لا تستثني أحد و الغرامات الموجعة الدور الأكبر في التزام و احترام الجميع لكل أوجه و أسباب هذا التطور العظيم  و علي رأسه النظافة التي لا تخطئها عين .

 

أما عن مصركدولة كبيرة مترامية الأطراف مكتظة بالسكان الذين تخطوا حاجز المائة مليون نسمة فالمسألة ليست بالسهولة التي قد تحققها  الإرادة و الثقافة الشعبية أو القوانين و الرقابة و الغرامة و غيرها من الأساليب  التي اتبعتها  غيرها من الدول و نجحت بها.

 

و لكن :

 

هل ننتظر  أن تخصص الدولة وزارة خاصة للنظافة أو قطاع جديد بوزارة الداخلية للرقابة علي النظافة و فرض الغرامات القاسية و التفرغ  لمتابعتها ، أم نطالب الشرطة و الجيش بترك ملاحقة المجرمين و محاربة الإرهاب و إقرار النظام و توفير الأمان  و التفرغ  لملاحقة الخارجين علي قانون النظافة المزمع ؟فالحل الأمثل أن نترك الدولة للتفرغ  بما يثقل كاهلها من مهام و مسؤوليات لا أول لها من آخر  و إصلاح. ما أفسدته سنوات الثورة و توابعها التي لم تنته بعد ،و لنكن لوطننا عوناً  لا معوقاً ، و ليبدأ كل منا بنفسه  و نظافته الشخصية و بيته و  حول منزله و هذا أضعف الإيمان .

 

فإن قام  عدد من الأشخاص بشارعٍ ما بهذا السلوك ، حتماً  سيصاب بعض الآخرين ممن يسكنون نفس الشارع  بالخجل  و البعض الآخر بالعدوي الإيجابية و الحماس  الجمعي الذي له أكبر تأثير في مثل هذه الأمور  التي تستلزم الحماس و الإقبال، ثم  إن نجحت و فعلت هذه التجربة بأحد الشوارع  سرعان ما ستنتقل لباقي شوارع المنطقة المعينة عن طريق العدوي أو الخجل سيان ، فكل ما يعنينا هنا هو التفعيل و الإنتشار الذي هو الحل الأمثل و ربما الأوحد في مجتمع كبير مترامي الأطراف متعدد الطبقات مختلف الثقافات مثل مجتمعنا  ، تصعب به إحكام عمليات الرقابة و إقرار الغرامة كما يحدث بالإمارات ، لكن من السهل إيقاظ ضميره الجمعي و حسه الوطني و إيمانه الفطري .

 

فعندما أقر السيد محافظ القاهرة غرامة مالية تخص القاء القمامة و مخلفات المباني بالشوارع ، للأسف لم تفلح و لم تتفعل نظراً  لأن صغار الموظفين  هم  من يفسدون جميع الأمور فمنهم الموالي و منهم المرتشي و منهم  من لا يقوم بأداء واجبه مما أفسد الفكرة و حولها إلي مجرد حبر علي ورق .

 

أما إن كانت الرغبة نابعة من داخل المواطن نفسه و خالصة لوجه الله و الوطن ، فلن يحتاج  آنذاك إلي رقيب سوي ضميره فحسب .

 

و آنذاك عندما تنتشر الفكرة و تدخل حيز التنفيذ الفعلي و تتناقلها الأخبار ، ربما يتوقف خجلاً قطاع أصحاب السيارات الفارهة الذين نراهم  بأعيننا يفتحون النافذة هم أو أولادهم ليقذفوا بأكياس القمامة بالشوارع و الطرقات العامة  كثقافة اعتادوها و علموها بطريق غير مباشر لذريتهم !

 

نهاية :

 

أتوجه بدعوة عامة لجميع المصريين  المؤمنين بالحفاظ علي صحتهم و صحة أولادهم  و اتقاء الأمراض و الأخطار و من قبلهم الله عز و جل  بالنظافة ثم النظافة

 

كما  أدعو كافة وسائل الإعلام  المقروءة و المسموعة و المرئية بجانب وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة  لنشر تلك الدعوة بكثافة حتي نستطيع توصيلها  لكل ربوع  مصر  و تغطيتها  من باب التشجيع في البداية إلي أن تدور العجلة و تدفع نفسها بنفسها  لتتحول فيما بعد إلي رغبة و إرادة و ثقافة شعب كبير عريق .

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة